الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

موارد محدودة ومخاوف من الأمراض.. المعاناة الإنسانية تتفاقم في غزة

موارد محدودة ومخاوف من الأمراض.. المعاناة الإنسانية تتفاقم في غزة

شارك القصة

يعاني سكان القطاع شح في المواد الغذائية والمياه كما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود- الأناضول
يعاني سكان القطاع شح في المواد الغذائية والمياه كما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود- الأناضول
يواجه الغزيون مخاطر صحية متزايدة في ظل استمرار قصف الاحتلال للقطاع وتعطل الخدمات العامة وإغلاق المستشفيات وانقطاع الكهرباء والوقود.

يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من نفاد المياه النظيفة ويواجهون مخاطر صحية متزايدة مع تعطل الخدمات العامة وإغلاق المستشفيات فيما يتواصل القصف على مناطق متفرقة من القطاع. 

وقطعت إسرائيل كل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة ولم تسمح إلا بدخول كميات قليلة من الغذاء والدواء بينما تواصل الحصار والعدوان

وفي خانيونس، بجنوب القطاع المكتظ الصغير، نقلت وكالة "رويترز" عن رفيف أبو زيادة، البالغة من العمر تسع سنوات،" قولها: إنها تشرب مياهًا غير نظيفة وتعاني من آلام في المعدة ونوبات صداع".

وأضافت: "لا يوجد غاز للطهي، ولا يوجد ماء، ولا نأكل طعامًا جيدًا. ونصاب بالأمراض.. القمامة على الأرض والمكان كله ملوث". 

الاحتلال يواصل استهداف المدنيين

وقالت السلطات الصحية في القطاع اليوم الخميس، إن القصف الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 9060 شخصًا بينهم 3760 طفلًا وإخراج العديد من المستشفيات من الخدمة حتى في الوقت الذي يؤدى فيه الهجوم البري المتصاعد إلى زيادة أعداد الشهداء.

ويواجه المدنيون الذين أمرتهم إسرائيل بمغادرة النصف الشمالي من قطاع غزة، ولكنهم يتعرضون للقصف أيضًا في الجنوب، ظروفًا أسوأ من أي وقت مضى على الرغم من بدء تسليم بعض المساعدات عبر معبر رفح مع مصر في الأسبوع الماضي.

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): "يتم استخدام المياه كسلاح في الحرب. يلجأ كثير من الناس إلى مصادر مياه غير آمنة... المياه النظيفة في غزة إما غير متوفرة أو متوفرة بكميات شحيحة". 

مياه ملوثة

كما تعطلت مضخات استخراج المياه الجوفية ومحطات تحلية مياه البحر بسبب انقطاع الكهرباء. ولا تستطيع الصهاريج نقل المياه بطريق البر بدون وقود.

غادر مئات الآلاف منازلهم في شمال غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي- رويترز
غادر مئات الآلاف منازلهم في شمال غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي- رويترز

كما نقلت وكالة "رويترز" عن إبراهيم الجبلاوي (60 عامًا): "المياه مالحة. في الأيام العادية ما كنت تعطيها للحمار ليشربها. لكن اليوم يجب أن تشربها وتترك أطفالك يشربونها"، مضيفًا: "لا يوجد دواء لعلاجهم إذا مرضوا بسبب المياه الملوثة".

وضع "يفوق الوصف"

من جانبه، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الوضع على الأرض بأنه "يفوق الوصف"، وقال إن 23 مستشفى تأثرت بأمر الإخلاء الإسرائيلي للجزء الشمالي من القطاع والذي قال إنه سيهدّد حياة مئات المرضى.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن المستشفيات الكبرى خاصة في المناطق الشمالية حيث يشتد القصف والقتال، تغلق أبوابها بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وتكتظ المستشفيات التي لا تزال مفتوحة بالمرضى والمصابين فيما تنفد الأدوية من الصيدليات.

وتتدهور خدمات الصرف الصحي الأساسية مع تراكم أكياس القمامة في الشوارع وسط أكوام الحطام الناتج عن العدد المتزايد من المواقع التي تتعرض للقصف.

انتشار مخاطر المرض

وقد تضخّم عدد سكان مدينة خانيونس ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تضم مخيمًا للاجئين، بشكل كبير منذ أن غادر مئات الآلاف منازلهم في شمال غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي.

كما لجأ مئات النازحين إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة وإلى ساحات المستشفيات التي تستخدم كملاجئ مؤقتة. ويبحثون عن الحطب لطهو المخزون الآخذ في النفاد من الأرز والخضروات، بالقرب من أكوام القمامة.

وفي مستشفى ناصر في خانيونس، يقول الناس إنهم يجدون صعوبة في العثور على مرحاض صالح للاستخدام على بعد مئات الأمتار، فيما يحذّر الأطباء من تزايد خطر الإصابة بأمراض جلدية مثل الجرب.

وخارج مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتُستخدم كملجأ في خانيونس، نقلت وكالة "رويترز" عن ماجدة أبو رجيلة إن التلوث شديد للغاية والرائحة كريهة لدرجة أنها لم تستطيع تحملها أثناء النهار وستبحث عن مكان بعيد عن الملجأ لتجلس فيه على جانب الطريق.

وأضافت: "ننام على الأرض. ونغطي أنفسنا بما نستطيع. نشرب ما نستطيع ونأكل ما نستطيع".

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close