Skip to main content
البرامج -

مونديال قطر.. أي تأثير ثقافي للنسخة العربية من البطولة العالمية؟ 

الخميس 6 أكتوبر 2022

يعتبر مونديال قطر أكثر من مجرّد بطولة كرة قدم، فالحدث العالمي يمثل مساحة تتفاعل من خلالها الجماهير باختلاف ثقافاتها. ويمكن لهذه الدورة بخصوصيتها العربية أن تكون فرصة لتقديم صورة مغايرة عن المواطن العربي.

وتحظى كرة القدم باهتمام واسع ويمتد سحرها ليملأ أرجاء الكرة الأرضية وكأنه يحاكي شكلها. وتمتزج معها مشاعر المتعة بالتشويق والحماس.

ويجوب عشاقها العالم ويحلون حينما حلّت الساحرة المستديرة، وأثبتت أنها قادرة على تضميد جراح الإنسانية، ففتحت رايتها واجتمع مشرقها بمغربها في اليابان وكوريا عام 2002 وكذلك فعلت في آخر نسخة لها عام 2018. 

أثر ثقافي

وهذا العام سيلتقي مشجعو كرة القدم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم وانتماءاتهم حول أيقونة الرياضات الشعبية. سيحملون معهم إرثهم الثقافي إلى مكان واحد، لكنهم سيستكشفون ما لم تسنح به نسخ سابقة تشابهت ملامحها. 

فالحديث هنا عن الأثر الثقافي للنسخة العربية من كأس العالم 2022، وتلك فرصة وفق باحثين وأكاديميين، يستقيم فيها استخدام الأدوات الممكنة في قطر والدول العربية لتغيير صورة نمطية شاعت بعيد أحداث 11 سبتمبر عن العالم العربي. 

وهذا نتاج طبيعي للتفاعلات بين جماهير كرة القدم ومحترفيها والأمثلة كثيرة. فقد لمحت بصيرة نيلسون مانديلا ذلك الأثر، حيث تمكّنت الرياضة من كسر قيود العنصرية وباتت المنتخبات تضم لاعبين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وأصولهم. 

التأثير الاجتماعي لاستضافة الأحداث الرياضية

وقد أصبحت استضافة الأحداث الرياضية الدولية ضرورية للحصول على دعم اجتماعي واسع، أثبتته دراسات ميدانية لجامعة قطر بعد احتضان الدوحة بطولة العالم لكرة اليد وبطولة العالم لألعاب القوى عامي 2015 و2019.

وقد تركت زيادة في مستوى التأثير الاجتماعي لاسيما جذب السائحين وتحسين الصورة وتطوير العلاقات الدولية، فضلًا عن ترسيخ نمط صحي وسلوكيات سليمة، ما يساعد  على الانفتاح على الثقافات الأخرى دون انسلاخ عن الخصوصية الثقافية والاجتماعية. 

ولا يغيب عن الباحثين أن تنظيم التظاهرات الرياضية هو قياس معتمد لقدرة البلدان على استخدام الرياضة كأداة للقوة الناعمة وصنع قرار ثقافي عالمي يكون للعربي دور فيه. 

قطر تنقل صورة مغايرة للإنسان العربي

الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة قطر سعد الشمري اعتبر أن مرحلة التحضير لبطولة كأس العالم في قطر نقلت صورة مغايرة للإنسان العربي. 

وأوضح أن الصورة النمطية السائدة عن العرب والمسلمين بعد عام 2001 هي مغايرة للواقع وتشويهية بشكل كبير عرّضت المسلمين لمضايقات.

 وأشار الشمري إلى دور السياسات المدروسة والمنظمة التي تعتمدها قطر، إضافة إلى تقوية وسائل الإعلام المحلية والعالمية بنقل صورة إيجابية عن المجتمعات العربية وكيفية تعاملها مع الحدث قبل حدوثه. 

وأكّد الشمري على تقبل الجماهير القطرية للجماهير الغربية المختلفة، بحيث أقامت عددًا من البطولات الرياضية قبل ذلك، وكان ذلك بمثابة استعداد للبطولة الكروية، بحسب الشمري. 

لكنه أشار إلى أن استعداد الجماهير الزائرة لتقبل الثقافة القطرية أمر يصعب توقعه حيث ستأتي الجماهير من جنسيات مختلفة، موضحًا أن التشريعات التي وضعتها قطر والفيفا تتصدى لأي تصرفات سلبية. 

وقال الشمري: "إن ما يحدث في قطر الآن يعطي مثالًا جيدًا للدول العربية تستطيع أن تقتدي به لاستضافة الأحداث الرياضية مع مراعاة التحديات التي واجهتها". 

المصادر:
العربي
شارك القصة