نجوم ساهموا بالانتصار التاريخي.. من هو المغربي الذي أدهش مدرب إسبانيا؟
فرض لاعبو منتخب المغرب، ليل أمس، أنفسهم كنجوم في كأس العالم قطر 2022، وبرز في تشكيلة المدرب وليد الركراكي، أكثر من لاعب كان له دور مهم في الفوز على إسبانيا، وبلوغ الدور ربع النهائي في إنجاز عربي غير مسبوق.
ووصل المغرب دور ربع النهائي، بعدما أقصى المنتخب الإسباني بركلات الترجيح 3-0، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي.
واستحق الحارس الفذ ياسين بونو، لقب رجل المباراة، بعد تصديه لثلاث ضربات ترجيح، ونال علامة كبيرة في الإحصاءات الرسمية، وصلت إلى غاية 7.8 بحسب موقع "هوسكورد"، بينما لم يكن رفاقه بعيدين عن التألق وحصد العلامات المميزة، كأشرف حكيمي ونايف أكرد ورومان سايس وبالطبع نصير مزراوي الذي أجبرت إصابته المدرب وليد الركراكي على استبداله.
وفيما كان هؤلاء النجوم يحصدون العلامات الكبيرة، برز رفاقهم بشكل ملفت، لا سيما سليم أملاح وعز الدين أوناحي وسفيان أمرابط الذي لقي إشادات واسعة، والمتألق حكيم زياش، إضافة إلى يوسف النصيري وسفيان بوفال المهاري.
وفيما يلي إضاءة على ثلاثة من نجوم "أسود الأطلس"، التي تفاعلت معهم بشكل لافت مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لهؤلاء بصمة لا تنسى في الإنجاز العربي الكبير.
ياسين بونو
كان ياسين بونو آخر من غادر غرفة اللاعبين في استاد المدينة التعليمية ليلة أمس. ورغم الإرهاق وبابتسامة عريضة على وجهه، كان بونو يلتقي الصحفيين ويعطي تصريحاته عن المباراة.
وقال بونو لشبكة ESPN: "لقد كان أمرًا لا يصدق، إنها لحظة تاريخية. لم أتوقع صد ركلات ترجيح بهذا القدر. فقد كان هناك الكثير من الضغط في المباراة لذا حاولت فقط الاستمتاع بما قمت به خلال التسديد".
وأضاف: "بالنسبة إلى ركلات الترجيح، فالأمر يتعلق بالفطرة وبقليل من الحظ وهذا كل شيء".
ولم يأت إنجاز بونو من فراغ، فبطولته أمس كانت مكملة لمسيرة لاعب خلوق وموهوب يبلغ من العمر 31 عامًا، ولعب لصالح أندية أوروبية كأتلتيكو مدريد وريال سرقسطة وجيرونا الإيطالي وصولاً إلى إشبيلية.
ونال جائزة أفضل لاعب إفريقي في "الليغا" العام الماضي، وكان ضمن تشكيلة الموسم في بطولة يوروبا ليغ لموسم 2019-2002.
وكان بونو المغربي المولود في كندا لأبوين من مدينة فاس، أول حارس مرمى عربي يحرز بطولة أوروبية مع ناديه إشبيلية في يوروبا ليغ. كما كان أول حارس عربي وإفريقي يسجل هدفًا في أوروبا خلال إحدى مباريات الدوري الإسباني الموسم الماضي.
كما تم ترشيحه لجائزة فرانس فوتبول، عن أفضل الحراس في العالم. وأول حارس ينال جائزة زامورا للحراس في إسبانيا.
سفيان أمرابط
هو "المرابط" بين خطي الوسط والدفاع، فهو الرئة التي يتنفس بها وسط "أسود الأطلس"، والذي استحق إشادات واسعة على خلفية مجهوده المبذول على أرض الملعب. سفيان أمرابط صاحب الـ26 عامًا قلب نادي فيورنتينا الإيطالي.
قبل أيام بعد العروض الأولى للمنتخب المغربي، ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أنّ المدرب الألماني لنادي ليفربول الإنكليزي يورغن كلوب يرغب بشدة في ضم أمرابط لفريق "الريدز"، جراء الأداء المبهر.
ويرى المحلل الرياضي منتصر الوحيشي أن أمرابط كان رجل المباراة دون منازع أمام إسبانيا على الرغم من تألق الحارس بونو.
وقال الوحيشي في حديث إلى "العربي"، إن إمرابط تألق في قيادة دفاع المنتخب.
ولعب أمرابط لصالح فرق أوروبية عدة، كفينورد روتردام الهولندي، وبروج البلجيكي، وهو المولود في الاغتراب لوالدين مغربيين في هولندا.
ولم يستطع أن يتمالك نفسه بعد المباراة خلال اللقاءات الصحفية، فبكى فرحًا في هذا الإنجاز، ولخص دموعه بتصريحاته بعد المباراة، حيث قال: "أنا عاطفي للغاية. كان السؤال عما إذا كان بإمكاني لعب هذه المباراة جراء إصابة سابقة. فالليلة الماضية بقيت مستيقظًا حتى الساعة 3 صباحًا مع المعالج الفيزيائي، وتلك حقنة قبل المباراة أيضًا. لا يمكنني التخلي عن الرجال وبلدي".
عز الدين أوناحي
يملك عز الدين أوناحي من العمر 22 عامًا، شعلة نشاط ألهبت مدرجات استاد المدينة التعليمية، ويكفي أوناحي، ما قاله مدرب إسبانيا أمس خلال المؤتمر الصحفي.
بعد المباراة عجز إنريكي أن يعبر عن دهشته بلاعب أنجيه الفرنسي، فسأل الصحفيين: "من أين جاء هذا اللاعب؟ فلقد فوجئت بالمغربي صاحب القميص رقم 8، كان يلعب بطريقة مدهشة، ولم يتوقف عن الركض، سيكون منهكًا الآن، لكنني كنت أتحدث عنه مع الطاقم الفني".
وأوناحي جاء من الدار البيضاء حيث ولد، قبل أن تلهمه الكرة ليعبر عن مواهبه خلالها، ومن نادي الرجاء إلى أكاديمية محمد السادس، شق أوناحي طريقه إلى دوري الهواة الفرنسي قبل أن ينتقل إلى أنجيه، ومنذ عام فقط لمع اسم أوناحي مع المنتخب.
وإلى جانب بونو وأمرابط وأوناحي قائمة طويلة من "أسود الأطلس"، الذين حصدوا كل الإشادات يوم أمس، فيما اجتاحت تلك الأسماء صفحات الصحف الأوروبية، ومواقع الكرة العالمية، وبالإضافة إلى نجومية زياش وحكيمي، وبونو، يبدو أن لاعبي المغرب باتوا على رادار الأندية الكبرى مع الإنجاز التاريخي أمس.