Skip to main content

نيل أرمسترونغ والقمر.. بين الوثبة العملاقة للبشرية و"الخدعة المسرحية"

السبت 5 أغسطس 2023
تلخص عبارة نيل أرمسترونغ الشهيرة "خطوة صغيرة لإنسان وثبة عملاقة للبشرية" الإنجاز الذي ارتبط باسمه - غيتي

عندما توفي رائد الفضاء نيل أرمسترونغ في 25 أغسطس/ آب 2012، كان قد مضى 20 يومًا فقط على بلوغه عامه الثاني والثمانين. 

وبموته الذي أثار الجدل لاحقًا، انتهت مسيرة استثنائية لرجل ستظل الأجيال من بعده تذكر أنه كان أول من سار على سطح القمر، رغم الأصوات المشككة التي تؤمن بالمؤامرة وفصّلت إحداها على مقاس الرحلة "أبولو 11". 

نيل أرمسترونغ من الأرض إلى الفضاء

وُلد نيل أرمسترونغ في 5 أغسطس من عام 1930 في مدينة واباكونيتا، بولاية أوهايو الأميركية. خدم في الطيران البحري من عام 1949 إلى 1952، وبحسب موقع "سبايس"، فقد شارك في الحرب الكورية.

في العام 1955، انضم الرجل إلى اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (NACA). 

وعلى مدار الأعوام الـ17 التالية، كان مهندسًا وطيار اختبار ورائد فضاء ومسؤولًا عن NACA، وكذلك الوكالة التي خلفتها: الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا).

وخلال تلك المسيرة بين الأرض والفضاء، طار نيل أرمسترونغ في العام 1966 ضمن مهمة "الجوزاء 8" التابعة لناسا. غير أن المهمة الأبرز، والتي اقترن اسمه بها في حياته ومماته، تبقى الرحلة "أبولو 11" التي انطلقت بقيادته إلى سطح القمر برفقة باز ألدرين ومايكل كولينز.

تبقى الرحلة "أبولو 11" التي انطلقت بقيادته الرحلة الأبرز في مسيرة نيل أرمسترونغ الاستثنائية - غيتي

"الرحلة أبولو 11" والوثبة البشرية

تلخص عبارة نيل أرمسترونغ الشهيرة "خطوة صغيرة لإنسان، وثبة عملاقة للبشرية" ذلك الإنجاز الذي ارتبط باسمه.

يومها وبتاريخ 20 يوليو/ تموز 1969، حطّت قدما نيل أرمسترونغ على سطح القمر ضمن البعثة الفضائية الأشهر على الإطلاق "أبولو 11".

بعد حوالي عشرين دقيقة، انضم إليه زميله باز ألدرين، الذي كشف عن ذهوله بالمشهد "الرائع". وقبل العودة إلى المركبة، التقط رائدا الفضاء أكثر من 800 صورة.

على الأرض، كان نصف مليار شخص يحبسون أنفاسهم أمام الإنجاز التاريخي، متسمّرين على شاشاتهم لمتابعة هذه "الوثبة العملاقة" للبشرية.

لكن المشهد الأسطوري الذي جاء في قلب حرب باردة شهدت تنافسًا محمومًا على غزو الفضاء مع الاتحاد السوفيتي، ورغم ما تبعه من اكتشافات علمية وفلكية، انتشرت حوله نظرية المؤامرة التي عاشت عقودًا تشكك في الهبوط على سطح القمر.

ويقول المشككون إن رحلة الهبوط على سطح القمر كانت خدعة مسرحية متقنة نفذت باحترافية عالية وبمليارات الدولارات.

وتقوم هذه النظرية على أن واشنطن كانت تبحث عن إنجاز ساحق ضد الاتحاد السوفيتي بعد إرسال الأخير أول قمر صناعي وأول إنسان إلى الفضاء عام 1961.

كما تزامن الحدث الأميركي حينها مع حرب الولايات المتحدة ضد فيتنام، والتي شهدت نتائج مخيبة للإدارة الأميركية، ما انعكس سلبًا على الروح المعنوية للشعب.

وكان كتاب بيل كيسينغ "نحن لم نذهب إطلاقًا إلى القمر.. الاحتيال الأميركي بثلاثين مليار دولار" الكتاب الأشهر الذي كذّب رحلة "أبولو 11"، فيما عُد الفيلم الوثائقي الأميركي "نظرية المؤامرة.. هل مشينا فعلًا على القمر؟"، أبرز الأفلام التي أنتجت في هذا الصدد.

يقول المشككون إن رحلة الهبوط على سطح القمر كانت خدعة مسرحية متقنة نفذت باحترافية عالية - غيتي

نيل أرمسترونغ ما بعد "ناسا"

تقاعد نيل أرمسترونغ من وكالة ناسا في العام 1971، لكنه ظل نشطًا في أوﺴﺎط اﻟطﻴران واﻟﻔﻀﺎء.

وبينما عمل في التدريس الجامعي خلال السبعينيات بوصفه أستاذًا لهندسة الطيران والفضاء الجوي، شغل بين العامين 1982 و1992 منصب رئيس شركة Computing Technologies for Aviation في فيرجينيا.

وتوفي نيل أرمسترونغ في 25 أغسطس من العام 2012 بعد أيام من خضوعه لعملية في القلب والأوعية الدموية. 

وأعلنت وكالة ناسا لاحقًا أن رماده قد نُثر في المحيط الأطلسي، خلال مراسم أُقيمت على حاملة الطائرات الأميركية فيليبين سي.

لكن الرجل الذي حظي بالعديد من التكريمات واختار حياة بعيدة عن الأضواء، واستخدم شهرته خصوصًا خدمة لجامعة "بوردو" التي تلقى فيها علومه، تكشفت بعد سبع سنوات من وفاته تفاصيل "مريبة" عن ظروفها.

فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في ذلك الحين، أنها تلقت عبر البريد من مصدر مجهول وثائق تظهر وجود خلاف بين عائلة أرمسترونغ والمستشفى الصغير حيث عُولج وخضع للعملية في أوهايو. 

وبينما هدّدت العائلة على ما ذكرت الصحيفة باتهام المستشفى علنًا بارتكاب خطأ طبي، تم التوصل إلى اتفاق بالتراضي لتجنب الفضيحة. 

وبموجب الاتفاق دفع المستشفى مبلغ 6 ملايين دولار من بينها 5 ملايين لنجلي أرمسترونغ، ريك ومارك، في مقابل التزامهما الصمت، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة