Skip to main content

هاتفك يتنصت عليك.. كيف تحمي خصوصيتك؟

الجمعة 5 مايو 2023

"هاتفك يتنصّت عليك". قد لا تحمل هذه العبارة "مبالغة" بحدّ ذاتها، بالنسبة إلى المتابعين لعالم التكنولوجيا والإنترنت، حيث أصبحت الخصوصية مصدر قلق مشروع.

يزداد هذا القلق مع تواتر الأنباء عن تسريبات تطال بيانات آلاف المستخدمين لأشهر التطبيقات الإلكترونية المملوكة لكبرى شركات التكنولوجيا في العالم.

ويعتقد البعض أن التطبيقات تتتبّع المستخدمين بطرق غامضة تصل إلى مراقبة الأحاديث الشفهية في الكثير من الأحيان. 

"هاتفك يتنصت عليك"

بحسب موقع "أول أباوت كوكيز"، فإن الهاتف الذكي يستخدم البيانات الصوتية والتي يمكن أن تظهر في عدة أشكال من تطبيقات المساعد الصوتي مثل "سيري" و"غوغل أسيستانت" إلى الإعلانات المخصصة.

فهو يستمع للمستخدم لأغراض التسويق، تمامًا كما يتتبع "غوغل" ومحركات البحث الأخرى سجل البحث والتصفح للتأكد من أن الإعلانات التي يراها المستخدم عبر الإنترنت ذات صلة باهتماماته الخاصة.

هل يتم التنصت على مدار الساعة؟

بحسب الموقع نفسه، فإن الهاتف يفعل ذلك كل ثانية من كل ساعة يتم فيها تشغيله من الناحية الفنية. لكن الحقيقة هي أكثر تعقيدًا بعض الشيء.

يتنصت الجهاز الذي يتم تنشيطه صوتيًا باستمرار بحيث يلتقط "كلمات التنبيه" أو الأمر الصوتي المستخدم لتنشيط خدمة المساعد الافتراضي الخاصة به.

فعلى سبيل المثال كلمات "هاي سيري" و"غوغل" و"أليكسا" هي كلمات تنبيه. لكن الأهم هو ما يقال بعد كلمات التنبيه، فعلى سبيل المثال إذا سألت "من هو رئيس المكسيك؟"، يحفظ السؤال كما يتم حفظ البحث عبر "غوغل".

لا يعد هاتف "آيفون" أكثر أمانًا للمستخدم من الهواتف الأخرى- تويتر

لكن هذا لا يعني أن الهاتف يتجاهل كل ما يقال عدا ذلك، فبحسب موقع "أول أباوت كوكيز"، تستخدم الأجهزة الذكية جميع أنواع البيانات لإنشاء "ملف تعريف" لكل مستخدم من أجل عرض الإعلانات التي تهمه.  

ولا يعد هاتف "آيفون" أكثر أمانًا للمستخدم مقارنة مع أجهزة "أندرويد"، حيث يستمع المساعد الافتراضي "سيري" باستمرار لبعض كلمات التنبيه أو الكلمات الرئيسية الأخرى. ويتعدى الأمر ذلك بحيث يختار جهاز "أيفون" بشكل عشوائي أجزاء من المحادثات التي سجلها "سيري" لتحديد كيفية تحسين خدمة المستخدم.

هل ما يحصل قانوني؟

إن التنصت على محادثات المستخدمين قانوني بنسبة 100% لشركات تصنيع الهواتف بحيث حصلوا على موافقة المستخدم وإن لم يدرك ذلك. ففي أي وقت يقبل فيه البنود والشروط الخاصة بترقية البرنامج أو تنزيل التطبيق يكون قد وافق على إتاحة بياناته. 

ورغم أن شركة "أبل" تدعي أنها اتخذت إجراءات صارمة ضد عملية جمع البيانات الشخصية الحساسة أو المحرجة عن طريق الخطأ، إلا أن التكنولوجيا المسؤولة عنها في المقام الأول لا تزال شائعة بالنسبة لجميع الأجهزة المحمولة الحديثة.

ما الحل؟

تتنوع سبل حماية الخصوصية عند استخدام الهواتف الذكية. يجب إيقاف تشغيل مساعد "غوغل" على تطبيق خرائط "غوغل" و"أندرويد أوتو". كما يستحسن إيقاف تشغيل "سيري" على أجهزة "أيفون".

كما تتمثل إحدى أهم الخطوات في إزالة البرامج الضارة من جهاز الهاتف. ويجب البدء بإزالة التطبيقات المشبوهة

وكان المحاضر في قسم الشبكات وأمن المعلومات في جامعة عمّان الأهلية د. عمران سالم قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي" من عمان، أن التطبيقات تجمع نحو 30 معلومة عن كل مستخدم منها الاسم والعمر ومكان الإقامة وعنوان السكن والجنسية والموقع وغيرها. ويختلف ذلك بحسب نوع التطبيق وحاجته إلى المعلومة.

وأشار سالم إلى أن جمع المعلومات في أغلب الأحيان يكون لأهداف تسويقية بحيث تتم مراقبة سلوك المستهلك ورغباته وتوجهاته ليصار إلى عرض المنتجات عليه بطريقة صحيحة.

وإذ أكّد أن تطبيقات "فيسبوك" و"إنستغرام" تجمع كمًّا هائلًا من معلومات المستخدم، أشار إلى أن تطبيقات أخرى تفعل الأمر نفسه مثل تطبيقات الصحة والطبخ وغيرها. 

ونصح سالم المستخدمين بالاطّلاع على شروط الخصوصية في أي تطبيق قبل استخدامه، ومراجعة قائمة التطبيقات المثبتة على الهاتف باستمرار لإزالة تلك المشبوهة أو تلك التي لم يعد المستخدم يحتاج إليها. 

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة