Skip to main content

هجمات متزايدة تطال العمق الروسي.. هل الغرب متورط وما الرسائل وراءها؟

الخميس 25 مايو 2023

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هجوم الطائرات المسيرة على الكرملين في 3 من الشهر الحالي نُفذ على الأرجح بتدبير من وحدات خاصة من الجيش أو المخابرات الأوكرانية.

تقييمات المسؤولين الأميركيين جاءت وفق الصحيفة عقب رصد اتصالات لمسؤولين أوكرانيين عبروا فيها عن اعتقادهم بأن بلادهم تقف وراء الهجوم.

مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولاك نفى مجددًا مسؤولية بلاده عن الهجوم، وقلل من شأن ما ورد في صحف أميركية في هذا الشأن.

الحديث عن هذا الموضوع قاد إلى فتح ملف تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد أهداف في عمق الأراضي الروسية.

آخر ذلك تمثل في إعلان جهاز الأمن الفدرالي الروسي توقيف أوكرانيين على خلفية التخطيط لاستهداف محطات نووية روسية، متهمًا جهاز المخابرات الأوكرانية بتدبير الهجوم.

جاء ذلك عقب يومين على إعلان وزارة الدفاع الروسية إحباط هجمات على مقاطعة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا، حاول تنفيذها وفق الوزارة مخربون أوكرانيون.

وقد يشكل إثبات وقوف كييف وراء الهجمات في العمق الروسي إحراجًا لحلفاء أوكرانيا الغربيين، وربما قد يقود إلى مواجهة ميدانية مع موسكو ولا سيما أن موقف هؤلاء وعلى رأسهم واشنطن حيال هذه الهجمات واضح بنفي دعمها أو حتى تشجيعها.

كما أن ثبوت ضلوع كييف في هذه الهجمات يفتح الباب على مصراعيه للحديث عن حرب بالوكالة تشنها أوكرانيا عبر مجموعات مجهولة ضد روسيا وأخرى تشنها موسكو على كييف عبر مجموعة فاغنر.

إلا أن مسؤولين أميركيين لم يستبعدوا أن يكون منفذو تلك الهجمات عملاء سريين يعملون بشكل مستقل ودون إشراف من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو أحد نوابه.

"لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها"

وفي هذا الإطار، ذكّر النائب في البرلمان الأوكراني أوليكسي جونشارينكو بأن روسيا هي من بدأ عملية اجتياح أوكرانيا، متهمًا موسكو بتدمير البنى التحتية لبلاده وبأسر مواطنين له.

 جونشارينكو شدد في حديث إلى "العربي" من كييف على أن لأوكرانيا الحق في اتخاذ إجراءات للدفاع عن نفسها، مؤكدًا أن لبلاده الحق في مهاجمة الكرملين أو أي مكان آخر في روسيا إذا رغبت بذلك.

إلا أن النائب الأوكراني لفت إلى أن الرئيس زيلنسكي ووزير دفاعه أكدا أن كييف لا تقف خلف الهجوم الأخير الذي استهدف الكرملين.

جونشارينكو أشار إلى أن بلاده تريد إنهاء هذه الحرب بأسرع وقت ممكن، معتبرًا أن أوكرانيا تنتظر أن تُخرج روسيا قواتها من أراضيها.

ما أسباب تصاعد الهجمات التي تطال العمق الروسي؟

في المقابل، أكد الأكاديمي والباحث السياسي رونالد بيغاموف أن هناك قناعة تامة في موسكو بأن كييف تقف وراء تلك الهجمات التي تطال عمق الأراضي الروسية، "بالتنسيق مع القائمين على أوكرانيا" على حد تعبيره. 

ورأى بيغاموف في حديث إلى "العربي" من موسكو أن السبب الرئيسي لتصعيد تلك الهجمات هو عدم الوصول إلى حلول سياسية لتسوية الصراع في وقت تسود الحلول العسكرية في الميدان، مع تعويل كلا الطرفين على تحقيق النصر في ساحة المعركة.

وقال إن أوكرانيا تطالب بانسحاب جميع القوات الروسية من جميع المناطق والعودة إلى حدود عام 1991، بينما تصر روسيا على الانطلاق من الأمر الواقع، وتؤكد أن تلك المناطق أصبحت جزءًا من روسيا خصوصًا بعد استفتاءات تقرير المصير.

بيغاموف عبر عن اعتقاده بأن الموقف في الكرملين يقول إن تلك الهجمات التي تطال العمق الروسي تقوم بها أوكرانيا بمساعدة غربية، مشيرًا إلى أن كييف تستخدم كل الأساليب لبلوغ أهدافها.

ورأى أن تلك الهجمات ازدادت مع سقوط مدينة باخموت، ما شكل خسارة إعلامية وعسكرية كبيرة لأوكرانيا، الأمر الذي يدفع كييف إلى التصعيد والقيام بتلك الهجمات.

"رسائل سياسية"

الخبير في إدارة النزاعات الدولية إسحق أندكيان أكد أن الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا سياسيًا وماديًا وعسكريًا للدفاع عن أراضيها، إلا أنه تحدث عن تمايز للأوكرانيين عن الموقف الأميركي من خلال الهجمات التي يستهدفون فيها العمق الروسي.

واستبعد في حديث إلى "العربي" من أتلانتا أن يكون الأميركيون وحلفاؤهم وعلى رأسهم الناتو على علم ببعض العمليات التي يقوم بها الأوكرانيون.

واعتبر أن الهدف من تلك الهجمات ليس اغتيال الرئيس الروسي أو تنفيذ عمل عسكري كبير، إنما توصيل رسالة سياسية للروس مفادها أن الجانب الأوكراني قادر على الوصول إليهم في عقر دارهم.

وقال إن الولايات المتحدة ممتعضة من تلك الهجمات لأنها لا تريد أن تدخل بمواجهة مباشرة مع روسيا، مذكرًا بأن مساعدات واشنطن وحلف الناتو لكييف مشروطة بأن تستخدم في حالة الدفاع عن الأراضي الأوكرانية فقط.

المصادر:
العربي
شارك القصة