Skip to main content

هجوم جديد على السفارة الأميركية في بغداد.. ما دلالات التصعيد في العراق؟

الخميس 8 يوليو 2021
انطلقت صفارات الإنذار فجر اليوم الخميس من داخل مجمع السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء

أطلق صاروخان على السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس.

وأكد مسؤول أمني في السفارة، لوكالة "رويترز"، أن نظام الدفاع الصاروخي الخاص بالسفارة تمكن من تشتيت أحد الصاروخين، أما الصاروخ الثاني فسقط td محيط المنطقة.

وانطلقت صفارات الإنذار من داخل مجمع السفارة، في المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب حكومية وبعثات أجنبية.

وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي استهدفت دبلوماسيين وجنودًا أميركيين في العراق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

"هجمات لم يسبق لها مثيل"

وشملت الهجمات سقوط 14 صاروخًا على الأقل على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، التي تستضيف قوات أميركية، مما أسفر عن إصابة عسكريين أميركيين اثنين، إضافة لهجوم بمسيّرات في أربيل، والهجوم الأخير على السفارة الأميركية.

ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أميركيين أن أحد المصابين في عين الأسد أصيب بارتجاج في المخ، والآخر بجروح طفيفة.

في السياق نفسه، كشف مسؤولون بالجيش العراقي أن وتيرة الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة الملغومة على قواعد تستضيف قوات أميركية في الفترة الأخيرة "لم يسبق لها مثيل".

وقالت مصادر عسكرية عراقية إن قاذفة صواريخ مثبتة على ظهر شاحنة استخدمت في هجوم الأربعاء على عين الأسد، وعُثر عليها تحترق في مزرعة قريبة.

تصعيد إيراني

وتجري الولايات المتحدة محادثات غير مباشرة مع إيران بهدف العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، والذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترمب. ولم يتم تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات التي تم تأجيلها في 20 يونيو/ حزيران الماضي.

وقال حمدي مالك، الباحث في معهد واشنطن والمتخصص في شؤون الفصائل المسلحة في العراق، إن هذه الهجمات "جزء من تصعيد منسق من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق".

وقال: يبدو أن لديهم الضوء الأخضر من إيران للتصعيد، لا سيما أن المفاوضات النووية لا تسير على ما يرام.

وأضاف: "لكن في الوقت نفسه لا يريدون التصعيد إلى ما بعد نقطة معينة، فهم أكثر عرضة للهجمات الجوية الأميركية مما كانوا عليه من قبل ولا يريدون زيادة تعقيد المفاوضات التي تجريها إيران مع الغرب".

لا خيار أمام الحكومة

وفي هذا السياق، يوضح القيادي في الحشد الشعبي، أبو ولاء الولائي، في حديث إلى "العربي"، أن "لا خيار أمام الحكومة العراقية إلا تطبيق القرار الصادر عن البرلمان"، والمتعلق بإجلاء كافة القوات الأجنبية عن البلاد.

ويعتبر الولائي أن "كل الخطوات الحكومية التي لا تتخذ هذا القرار أولوية تُبقي الكرة في ملعب المقاومة".

وأمام هذه التطورات العسكرية، اعتبرت الحكومة العراقية أن استهداف أربيل وقاعدة عين الأسد والبعثات الدبلوماسية "هو استهداف للمواطنين".

من هنا، يؤكد الباحث في الشأن السياسي عدنان السراج، في حديث إلى "العربي"، أن "جعل العراق ساحة للصراع بين الجماعات المسلحة وأميركا يجب أن يحسم بأي طريقة، لأن المواطنين لا يمكنهم الصمود أكثر".

دور الدولة العراقية

من جهته، يشدد الكاتب السياسي كفاح محمود على أن مسألة الحرب والسلم في كل دول العالم هي "من مهمة الدولة ومن يمثلها من الناحية الدستورية".

ويؤكد محمود، في حديث إلى "العربي" من أربيل، أن ما يحصل في العراق "ليس نشاط دولة، بل هو فعل مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة".

ويقول: "فقدت الحكومة العراقية السيطرة" على الوضع في العراق، "ولم تعد تمتلك شيئًا إلا إصدار البيانات".

ويضيف: الفصائل المسلحة نشأت لقتال تنظيم داعش، "ولكنها اليوم بدأت تنشطر وتتوسع تحت ألوية متعددة، ما أحدث فوضى وأضعف الدولة".

المصادر:
العربي، رويترز
شارك القصة