Skip to main content

هل يكون قطاع الملابس الضحية التالية للتضخّم عالميًا؟

الإثنين 21 فبراير 2022

بعد أن تأثر بجائحة كوفيد-19، وبخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يواجه قطاع الملابس عدم استقرار بسبب ارتفاع أسعار الأنسجة.

وشهدت أسعار القطن، والكتان، والحرير، والصوف، والأنسجة الاصطناعية المشتقة من البترول ارتفاعًا حادًا في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بالطلب القوي جراء الانتعاش العالمي المصحوب بارتفاع أسعار الطاقة والنقل.

وفي سابقة منذ أكثر من عشر سنوات، ارتفعت أسعار القطن بنسبة 45% تقريبًا لتصل إلى 1.29 دولار للرطل عام 2021.

وتأثر القطاع العضوي بشكل خاص مع زيادة 90% في أسعار القطن العضوي من الهند في عام واحد.

وأوضح الاتحاد الذي يضم مصنّعي المنسوجات الأوروبيين لوكالة "فرانس برس" أنّه بالنسبة إلى صناعة النسيج، فهذا يترجم إلى "نقص وزيادة في التكاليف".

وشهد قطاع النسيج والملابس في المغرب، على سبيل المثال، تراجعًا ملحوظًا في الإيرادات بسبب جائحة كورونا، حيث يأمل المستثمرون في هذا القطاع في انفراج الأوضاع الصحية وعودة الحركة التجارية على أمل إنقاذ هذا القطاع الحيوي من الإفلاس.

ومنذ نهاية عام 2020، ارتفعت أسعار الأنسجة الطبيعية الأخرى مثل الصوف والكتان، بعد تراجع لنحو ثلاث سنوات.

وقال كارستن فريتش، المحلل في "كوميرز بنك" (Commerzbank)، إن "الارتفاع الحاد في أسعار النفط يزيد من تكلفة الألياف الاصطناعية التي تنافس القطن بشكل مباشر".

ويتمّ إنتاج البوليستر، والنايلون، والأكريليك من المواد الكيميائية المشتقّة من البترول، لذلك يرتبط سعرها ارتباطًا مباشرًا بسعر الذهب الأسود، الذي تقترب أسعاره حاليًا من أعلى مستوياتها خلال سبع سنوات.

كما أن الطلب أقوى لأن الجهات التي تشتري المنسوجات تريد أن تحمي نفسها من ارتفاع الأسعار التي يتوقّعونها من خلال تشكيل مخزون.

وقال جاك سكوفيل، المحلل في "برايس غروب"، لوكالة "فرانس برس": "نتيجة لذلك من الأصعب على المشترين العالميين شراء القطن في أي مكان".

تداعيات لا مفر منها

من جهتها، قالت روجي ساسمان فابر، صاحبة متجر أقمشة مشهور في ضواحي شيكاغو، إن تكاليف الشحن المرتفعة تفوق أسعار الألياف.

وأضافت: "في الولايات المتحدة نتأثر أكثر بالزيادة الحادة في تكاليف الشحن من أسعار المواد".

وتبلغ تكلفة الحاوية المتوجّهة من آسيا إلى الولايات المتحدة حاليًا ما بين 12 ألف إلى 16 ألف دولار، مقارنة بـ 3 آلاف دولار قبل الجائحة.

كما أشار إيف دوبييف، رئيس اتحاد صناعات النسيج الفرنسية، إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والتي يستهلك القطاع كمية كبيرة منها.

ويؤثر ازدياد التكاليف بشكل خاص على الشركات الصغيرة الأكثر هشاشة.

وأضاف دوبييف: "نحتاج إلى تدفق نقدي كبير لتمويل تكاليف التشغيل. يمكن للشركات أن تقرر وقف إنتاجها".

ويتوقّع العديد من الخبراء أن يؤثر الارتفاع في الأسعار والتكاليف على المنتج النهائي مثل الملابس.

وقال جاك سكوفيل: "سنشهد ارتفاعًا في أسعار الملابس".

وساهمت أسعار الملابس الشهر الماضي، في دفع التضخم إلى مستوى غير مسبوق منذ ثلاثين عامًا في المملكة المتحدة بلغ 5.5%. ومع ذلك، على عمالقة القطاع الصمود بأقل أضرار ممكنة.

وأكدت "أسوشيتد بريتيش فودز"، الشركة الأم لمجموعة "بريمارك" البريطانية "للأزياء الجاهزة" لوكالة "فرانس برس" أن الزيادة في تكاليفها المتعلقة بالتصنيع لن تؤدي إلى زيادة الأسعار، بسبب انخفاض تكاليف تشغيل المتاجر.

وفي نهاية عام 2021، ذكرت علامة "أتش أند أم" السويدية أنها "معتادة على التقلبات في كلفة المواد الأولية وكذلك العوامل الخارجية الأخرى التي قد تؤثر على تكاليف الشراء".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة