Skip to main content

هل ينعكس اتفاق إيران والوكالة الذرية "إيجابيًا" على الملف النووي؟

الخميس 16 ديسمبر 2021
تصرّ طهران على إحياء الاتفاق النووي بشروطها

وسط استمرار تضارب المواقف والضبابية حول مصير مفاوضات فيينا، تُواصل طهران ترتيب أوراقها. وبعد مفاوضات مكوكية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توصّلت طهران إلى اتفاق مع الوكالة حول استبدال معدات مراقبة متضرّرة في منشأة كرج المخصّصة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران.

يأتي ذلك في وقت عبّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تفاؤله في إحداث تقدّم في هذه الجولة من المفاوضات، لكنّه، في الوقت نفسه، أكد أن طهران لن تقبل بأي التزامات تتجاوز الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.

وتصرّ طهران على إحياء الاتفاق النووي بشروطها، حيث تتمسّك بمسوداتها التي قدّمتها في الجولة السابعة من المفاوضات، وبخطوطها الحمر: لا تنازل قبل رفع جميع العقوبات أولًا.

وأوضح عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء أن "فريق التفاوض الإيراني المشارك في المفاوضات النووية بفيينا لديه المبادرة والسلطة اللازمتين للتوصل إلى اتفاق جيد، في حين أن التقدم البطيء في المفاوضات يرجع إلى عدم وجود مبادرة من الأطراف الأوروبية".

وأشار إلى أن بلاده قدّمت مشروعي نصين بشأن رفع العقوبات والتنفيذ الكامل للاتفاق الموقع عام 2015، مضيفًا: "ليس لدينا أي مطالب غير ذلك الاتفاق النووي ، ولن نقبل أي طلب يتجاوزه".

وأوضح وزير الخارجية أن بلاده "لن تقبل أبدًا لغة التهديدات. وعلى الأطراف الغربية أن تعلم أن لغة التهديدات ضد إيران سيكون لها تأثير معاكس".

بدوره، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أهمية المفاوضات النووية في فيينا، مشددًا على أن "الاتفاق النووي وثيقة مهمة، ونعتقد أن محتواه مفيد للغاية للسلام والاستقرار الدوليين".

كما شدّد غوتيريش على أنهم سيستخدمون جميع أدوات الأمم المتحدة وسيبذلون قصارى جهدهم لإنجاح تلك المفاوضات.

"معانٍ دقيقة"

ولتفاصيل الاتفاق الجديد مع الوكالة الذرية "معانٍ دقيقة". فالكاميرات التي سيتمّ تركيبها ستخضع للفحص من قبل إيران قبل تركيبها، ولن يُسمح للوكالة بالحصول على الصور قبل أن يُحسم مصير الاتفاق النووي.

وقال عماد إبشناس، الباحث في الشؤون السياسية، في حديث إلى "العربي"، إن إيران "سلبت المفاوضين المعارضين لمفاوضات فيينا ورقة كانوا يضغطون بها على إيران في المفاوضات".

"خطوة ذكية"

من جهته، اعتبر مفيد الديك، الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أن الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية هو "خطوة إيجابية" ستنعكس بالتأكيد على محتوى المفاوضات في فيينا.

وقال الديك، في حديث إلى "العربي" من عمان: إن طهران تصرّفت بطريقة "ذكية" بتقديم دليل على أنها مستعدة للتعاون في المفاوضات، وبالتالي إزالة الهواجس الغربية التي تتمثّل في تسارع البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح أن طهران قدّمت العديد من الخطوات لإنجاح هذه المفاوضات، حيث قام الوفد المفاوض برفع سقف المطالب، ثمّ بدأ بالتنازل تدريجيًا لتحقيق المكاسب التي يُريدها.

وشرح الدبلوماسي السابق أن الإدارة الأميركية بحاجة إلى الوصول لاتفاق، لأسباب عديدة أهمها أن الوضع الداخلي مهتز، كما أن واشنطن تريد أن تظلّ إسرائيل المالكة الوحيدة للأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.

ورأى أنه في هذا الإطار، فإن إدارة بايدن مستعدة لتقديم الكثير من الضمانات لإيران، وحتى التنازلات في مسألة رفع العقوبات. لكنّه، في الوقت نفسه، أشار إلى أن تقديم الضمانات بعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق على غرار ما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018 "غير ممكن" لأسباب تتعلّق بالشروط الدستورية في الولايات المتحدة.

وأوضح أن الدستور الأميركي ينصّ على أنه إذا أراد رئيس الولايات المتحدة توقيع اتفاق مع دولة أجنبية ولم يحصل على موافقة الكونغرس الأميركي، فإن هذا الاتفاق يبقى عرضة للنقض من قبل الرئيس الذي يتولى الرئاسة بعده مباشرة.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة