Skip to main content

هل يهتز "عرش" الدولار الأميركي مع الانخراط العالمي في ثورة العملات الرقمية؟

الإثنين 7 يونيو 2021
تتخوف البنوك المركزية والحكومات من تحول العملات الرقمية إلى ملاذ لغسيل الأموال

شهد العالم انتشارًا كبيرًا للعملات الرقمية، مثل "بتكوين"، في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل العديد من الدول تنخرط في هذه المنظومة المالية التي تعتمد على التكنولوجيا.

وتستعدّ الصين لإصدار اليوان الرقمي بعد فترة تجريبية استمرت لعامين؛ حيث بدأت 6 بنوك صينية بالترويج لتلك العملة الرقمية.

ويقول خبراء: إن هذا الإجراء في بكين يهدف إلى التخلص من تكنولوجيات الدفع الأجنبية الموجودة على أراضيها، ويترجم مساعي الصين لضمان نفوذها الاقتصادي العالمي.

وقالت أبحاث صندوق النقد الدولي: إن كتلة اليوان تمثل 30% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وهي الثانية بعد كتلة الدولار التي تمثل 40%.

ويأتي طرح بكين بعد حظرها تداول العملات المشفّرة على كافة المؤسسات المالية والمستثمرين.

وتختلف سياسات الدول حول العملات الرقمية، ففي مقابل الضغوط التي تتعرض لها العملات المشفّرة في الصين وغيرها، تتطلع السلفادور إلى تقديم تشريع يجعلها أول دولة في العالم تتبنى العملة المشفّرة "بتكوين"  باعتبارها عملة قانونية إلى جانب الدولار الأميركي.

وأعلن رئيس السلفادور نايب بوكيلي، السبت الماضي، أنه سيرسل مشروع قانون إلى الكونغرس في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى الأسبوع المقبل لطرح مناقصة قانونية لعملة "بتكوين".

وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني حظر نشاطات تعدين العملات المشفرة في البلاد حتى سبتمبر/ أيلول المقبل، لكن المنع هذه المرة ارتبط، بحسب السلطات، بتسجيل انقطاعات في التيار الكهربائي في مدن رئيسية عزيت بعض أسبابها إلى ذلك.

معاقبة النظام القديم

في هذا السياق، يعتبر المحلل المالي نادر حداد أن الصين تسعى للحفاظ على سيادتها المالية بمحاولة استيعاب الكتلة المهولة من العملات المشفرة الأخرى على غرار "بتكوين"، لتتمكن بواسطة اليوان من المنافسة.

ويوضح حداد، في حديث إلى "العربي" من تونس أن الدولار الأميركي يخضع لقواعد العرض والطلب الكبيرة جدًا، كون أسعار النفط والذهب والصادرات النفطية مرتبطة بالدولار حصرًا.

ويضيف: "أما بالنسبة لعملة بتكوين، التي يعتبرها البعض مجرد فقاعة، فقد حظيت بثقة كبيرة، وهي نتيجة جهود شباب أرادوا معاقبة النظام المصرفي العالمي القديم لإرساء نظام أكثر انفتاحًا ويسمح باندماج الفئات المتوسطة، وهذا ما يفسر ارتفاع أسعار هذه العملات".

غسيل الأموال

وتترقب باكستان إطلاق أول بنك رقمي الشهر الحالي، الذي سيبدأ عملياته في خامس دولة بالعالم من حيث التعداد السكاني.

ويخطط البنك الجديد لتبسيط المعاملات المالية مع العملاء المحتملين عبر فتح حسابات مصرفية في غضون 3 دقائق، رغم أن 70% من البالغين في البلاد لا يمتلكون حسابات مصرفية.

ويؤكد حداد أن البنوك المركزية والحكومات متخوفة من تحول العملات الرقمية إلى ملاذ لغسيل الأموال، الأمر الذي يفسر إغلاق بريطانيا لتلك المنصات المتداولة.

ويقول: على الرغم من ذلك، فإن سوق العملات الرقمية يجتاح العالم؛ ما يعني أن المستقبل سيكون لتلك العملات في ظل الثورة التكنولوجية الحالية، وهذا ما يدفع البنك الأميركي المركزي للتفكير بإطلاق الـ "ديجيتال" دولار.

المصادر:
العربي
شارك القصة