Skip to main content

هنري كيسنجر يتراجع عن رأيه السابق: لا مبرر لبقاء أوكرانيا خارج حلف الناتو

الأربعاء 18 يناير 2023

في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حيث خيّمت حرب أوكرانيا على أعماله، اعتبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر أمس الثلاثاء، أن الهجوم الروسي أظهر أنه لم يعد هناك من مبرر لبقاء كييف خارج حلف شمال الأطلسي، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة التي طالما سعت إليها كييف.

وكان كيسنجر البالغ 99 عامًا والذي يعد من أتباع الواقعية السياسية، قد دعا قبل أشهر إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا حتى لو انطوى ذلك على  التسليم ببعض المكاسب العسكرية لروسيا.

ورأى وزير الخارجية الأميركي السابق خلال مشاركة له عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيكون "نتيجة ملائمة".

وقال: "قبل هذه الحرب، كنت معارضًا لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط بالعملية التي نشهدها الآن".

وأضاف وقد ظهرت في خلفية الشاشة صورة للرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون الذي عمل في إدارته: "الآن وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد ذات جدوى".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بأنها بمثابة تهديد، وذلك في معرض تبريره لغزو جارته العام الماضي.

وبينما شددت الولايات المتحدة على أن القرار بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يعود لأوكرانيا، لم تبد القوى الأوروبية أي حماسة بسبب بالقلق من منح ضمانات الأمن المتبادل لدولة تشهد نزاعًا مع روسيا منذ عام 2014.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أكد في تصريحات سابقة عقب بدء الهجوم الروسي، أن على بلاده إدراك أن باب الوجود تحت مظلة الشمال الأطلسي ليس مفتوحًا.

يُعَدّ كيسنجر يعد من أتباع الواقعية السياسية وكان قد دعا قبل أشهر إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا - رويترز

"حرب عالمية"

وفي مقال نُشر الشهر الماضي في مجلة "ذا سبكتايتر" البريطانية المحافظة، حذر كيسنجر في من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع عام 1914 عندما انزلقت القوى الكبرى من دون قصد إلى حرب عالمية.

ودعا في مقالته إلى وقف لإطلاق النار تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل الغزو ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرق أوكرانيا، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مع إخضاع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة.

وفي دافوس، أشار كيسنجر إلى أنه من المهم "منع الحرب من أن تصبح حربًا ضد روسيا نفسها" وأيضًا "إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجددًا إلى النظام الدولي".

وبينما أقر كيسنجر بأن دولًا كانت تسيطر عليها موسكو فيما مضى ستكون مترددة حيال اقتراح كهذا، إلا أنه شدد على أهمية تجنب عدم الاستقرار في هذه الدولة الكبيرة النووية.

كما تحدث عن عملية دبلوماسية قد تساعد روسيا على "إعادة تقييم موقعها التاريخي الذي كان مزيجًا من الانجذاب إلى ثقافة أوروبا والخشية من هيمنتها".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة