الجمعة 3 مايو / مايو 2024

واشنطن تعارض وموسكو تدعو لضبط النفس.. هل توسع تركيا عمليتها في سوريا؟

واشنطن تعارض وموسكو تدعو لضبط النفس.. هل توسع تركيا عمليتها في سوريا؟

Changed

نافذة إخبارية تناقش العملية العسكرية الجوية التي أطلقتها القوات التركية في شمال العراق وسوريا ضد المقاتلين الأكراد (الصورة: الأناضول)
أدانت السفارة الأميركية في أنقرة الهجوم على قضاء قرقامش بولاية غازي عنتاب التركية، ووصفته بالأمر الذي لا يمكن تبريره.

قصفت القوات التركية بالمدفعية مواقع تابعة لما يُعرف بتنظيم وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري. 

ويأتي القصف، وفق وكالة أنباء "الأناضول"، ردًا على قذائف أطلقها التنظيم انطلاقًا من الشمال السوري باتجاه ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة أمس الإثنين.

وأفادت الوكالة أن القوات التركية كتبت على بعض المدافع أسماء المدنيين الثلاثة الذين قُتلوا في هجوم غازي عنتاب. 

عملية برية محتملة

ويأتي ذلك، بينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات صحفية خلال عودته من قطر إلى أنقرة أن عملية "المخلب السيف" التي تستهدف مواقع "الإرهابيين" على حد وصفه في شمال سوريا والعراق لن تقتصر على الضربات الجوية. كما أعلن أردوغان أن قوات بلاده دمّرت 12 هدفًا تابعًا لمن سمّاهم "الإرهابيين المتمركزين في مدينة كوباني عين العرب شمالي سوريا".

وشدّد على عدم وجود قيود في هذا الصدد موضحًا أن استمرار العملية وارد وأن المناقشات ستُجرى بشأن مشاركة قوات برية. 

وقُتل ثلاثة مواطنين أتراك وأُصيب تسعة في عمليات قصف نفذتها قوات سوريا الديمقراطية على منطقتي غازي عنتاب وكيلس بعد الضربات الجوية التي نفّذتها أنقرة في شمال سوريا. 

كما اندلعت اشتباكات بأسلحة ثقيلة ومتوسطة بين الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية في محاور ريف اعزاز بريف حلب الشمالي. 

واشنطن تعارض أي عمل عسكري في سوريا

وقد أدانت السفارة الأميركية في أنقرة الهجوم على قضاء قرقامش بولاية غازي عنتاب التركية، ووصفته بالأمر الذي لا يمكن تبريره. وأعربت السفارة عن أسفها لفقدان ثلاثة مواطنين أتراك حياتهم. 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الإثنين إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفًا أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم الدولة.

وبحسب وكالة "رويترز"، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في ردود بالبريد الإلكتروني على أسئلة: "طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد".

وأضاف المتحدث: "نواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضًا الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل عدة مدنيين".

موسكو تدعو لضبط النفس

بدورها، أعربت روسيا الثلاثاء عن أملها في أن تتحلّى تركيا بـ"ضبط النفس" وأن تمتنع عن "أيّ استخدام مفرط للقوة" في سوريا.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف للصحافيين: "نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية" وذلك من أجل "تجنّب تصعيد التوترات".

وأدلى المسؤول الروسي بتصريحه هذا في أستانا عاصمة كازاخستان حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي روسي-تركي-إيراني بشأن سوريا.

وأضاف أنّ "روسيا تبذل منذ أشهر (...) كلّ ما بوسعها لمنع أيّ عملية برّية واسعة النطاق" ضدّ سوريا. كما ناشد المسؤول الروسي أنقرة "مواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سلميّ (..)، بما في ذلك للقضية الكردية".

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أعربت عن "قلقها" إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ليل السبت-الأحد ضدّ مواقع كردية في سوريا والعراق، مناشدة أنقرة بـ"ضبط النفس".

بدورها، ناشدت الحكومة الألمانية تركيا الردّ بطريقة "متكافئة" على الهجمات التي تستهدفها.

"مشروع انفصالي"

وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية الجوية المحدودة هذه بعد أسبوع على اعتداء بعبوة ناسفة في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح. واتهمت أنقرة كلًا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف خلفه. لكنّ الطرفين نفيا أي دور لهما بالاعتداء.

من جهته، اعتبر الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية محمد صديق يلدرم أن تركيا تعاني من حزب العمال الكردستاني منذ بداية الثمانينيات وحتى اليوم. وقال في حديث إلى "العربي" من أنقرة: "إن هذا الحزب هو مشروع انفصالي"، مشيرًا إلى أنه يحاول تطبيق رؤيته في الشمال السوري تجاه تركيا. 

وأشار يلدرم إلى أن تركيا لا تنتظر الإذن والمباركة من أي دولة بشأن عملياتها. 

"مسألة تحرر"

ويرى الكاتب والباحث السياسي الكردي رستم محمود أن "قصف قوات سوريا الديمقراطية لقوات الأمن التركية والجيش التركي جاء بعد اعتداء القوات التركية بالقصف الجوي على السكان المدنيين في ديريك وكوباني"، ولفت في حديثه من برلين إلى أن الأجهزة الأمنية التركية لم تستطع أن تثبت أي علاقة لقوات سوريا الديمقراطية بتفجير اسطنبول. 

وأشار إلى أن "الحركة القومية التحررية الكردية لم تقم طوال 40 عامًا بأي تفجير استهدف المدنيين"، لافتًا إلى "وجود عشرات الملايين من المؤيدين لحزب العمال الكردستاني ضمن تركيا إضافة إلى 300 ألف كردي سوري ضمن تركيا وأن قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني لا يحتاجان إلى إرسال مدنيين لكي يقوموا بعمليات تفجير". وقال: "المسألة بالنسبة لهم مسألة تحرر وهم من أكثر الأطراف"مواجهة للإرهاب ورفضًا للسلوكيات الإرهابية". 

ورأى محمود في موقف واشنطن محاولة للتوازن بين حليفين هما قوات سوريا الديمقراطية من جهة والدول التركية كدولة عضو في حلف الناتو من جهة أخرى. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close