واشنطن "لا تريد تصعيدًا".. إيران تتوعد برد أقوى في حال هاجمتها إسرائيل
ترى إيران أن الهجوم غير المسبوق الذي شنته ليل السبت الأحد على إسرائيل كان صفحة وطويت و"دفاعًا مشروعًا"، بعد قصف مبنى قنصليتها في دمشق، متوعدة برد "أقوى وأكثر حزمًا" في حال هاجمت تل أبيب الجمهورية الإسلامية.
ومساء السبت، قال التلفزيون الرسمي الإيراني: إن "الحرس الثوري بدأ عملية جوية بالطائرات المسيرة ضد أهداف في المناطق المحتلة (في إشارة لفلسطين)"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت هجومًا بالطائرات المسيرة.
ويأتي الهجوم الإيراني ردًا على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
إيران تتوعد برد "أقوى" في حال هاجمتها إسرائيل
وكتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر "إكس" ليلة السبت الأحد: "المسألة يمكن اعتبارها منتهية".
وأضافت: "لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإنّ ردّ إيران سيكون أشد حدة بكثير".
وأرفقت البعثة منشورها برسالة بعث بها مندوب إيران سعيد إيرواني إلى مجلس الأمن، أكد فيها أن الجمهورية الإسلامية تصرفت بناء على "المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وردًا على الاعتداءات العسكرية المتكررة للكيان الإسرائيلي، وخاصة الهجوم العسكري الذي وقع في الأول من أبريل".
وكرر مسؤولون إيرانيون الأحد، يتقدمهم الرئيس إبراهيم رئيسي، تحذير إسرائيل من الرد على الهجوم الذي انطلق من أراضي الجمهورية الإسلامية.
وقال رئيسي في بيان: "إذا قام النظام الصهيوني أو داعموه بأي تصرف متهوّر، فسيتلقون ردًا أقوى وأكثر حزمًا".
وشدد سفير إيران على أن طهران "إذ تحذر من أي استفزاز عسكري آخر من قبل الكيان الإسرائيلي، فإنها تؤكد التزامها الذي لا يتزعزع بالدفاع والرد بقوة وفقًا للقوانين الدولية ضد أي تهديد أو عدوان ضد شعبها وأمنها القومي ومصالحها الوطنية وسيادتها وسلامة أراضيها".
"الوعد الصادق"
في غضون ذلك، عكست تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأحد، هذا الموقف التحذيري، وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء محمد باقري: إن "عملية الوعد الصادق نفذت بنجاح بين ليل أمس وصباح اليوم (الأحد)، وحققت كل أهدافها".
وأشار إلى أن الضربات استهدفت موقعين عسكريين هما "المركز الاستخباري الذي وفر للصهاينة المعلومات المطلوبة" لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، إضافة إلى "قاعدة نفاطيم التي أقلعت منها طائرات إف-35" لشنّ الضربة في الأول من أبريل. وأكد أن الموقعين أصيبا بأضرار بالغة.
من جهتها، أكدت إسرائيل "إحباط" الهجوم، وأنها اعترضت مع حلفائها، غالبية المسيرات والصواريخ قبل بلوغها أراضيها. لكنها أقرت بسقوط بعضها وإلحاق أضرار "طفيفة" في القاعدة الجوية الواقعة في النقب.
ورأى إيرواني أن "لجوء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الإجراءات الدفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه إيران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت تشهد فيه الأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته العسكرية المتكررة ضد الدول المجاورة وإشعال النيران في المنطقة وخارجها"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أكثر من ستة أشهر.
وقبل ساعات من الهجوم، أعلنت القوة البحرية للحرس الثوري احتجاز سفينة شحن في مضيق هرمز "مرتبطة" بإسرائيل.
وفي هذا السياق، أكد باقري أن طهران بعثت برسالة إلى واشنطن حليفة إسرائيل عبر السفارة السويسرية في طهران "مفادها أنه إذا تعاونت أميركا مع الكيان الصهيوني من خلال قواعدها العسكرية (في المنطقة)، فإن قواعدها لن تكون آمنة".
واشنطن لا تريد "تصعيدًا" للأزمة في الشرق الأوسط
من جهته، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض الأحد أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيدًا للأزمة في الشرق الأوسط، وذلك بعدما صدت إسرائيل هجومًا بمسيرات وصواريخ شنته إيران.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة "إن بي سي"، قائلا: "لا نريد أن نرى تصعيدًا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعًا مع إيران".
وأعاد الرئيس الأميركي جو بايدن تأكيد دعم واشنطن "الثابت" لإسرائيل، مشيرًا في بيان إلى أنه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق "ردّ دبلوماسي موحّد" على الهجوم الإيراني "الوقح"، حسب تعبيره.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري بأن الرئيس الأميركي أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سيعارض هجومًا إسرائيليًا مضادًا على إيران، وأن رئيس الوزراء يجب أن "يرضى بهذا النصر".
وأضاف كيربي في المقابلة أن الولايات المتحدة ستبقى مستعدة في مواجهة أي تهديد إيراني للقوات الأميركية.
وقال: "أوضحنا لجميع الأطراف، من بينها إيران، ما سنفعله... وكذلك مدى الجدية التي سنتعامل بها مع أي تهديدات محتملة لطواقمنا".