Skip to main content

وزير الخارجية العراقي في طهران.. رسالة "تهدئة" بعد الضربات الأميركية

الأحد 28 فبراير 2021

تصدّرت زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى إيران اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، لا سيما وأنها جاءت بعد يوم من قصف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مواقع تابعة لإيران في سوريا؛ وذلك في إطار الحرب المفتوحة والهجمات على القوات الأميركية في العراق.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن اللقاء مع وزير الخارجية العراقي بحث توسيع العلاقات والتعاون الإقليمي والدولي، حيث أكدت إيران التزامها باستقرار العراق ورفض ما وصفته بـ"العدوان الأميركي" ضد القوات العراقية.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية العراقية أن الجانبين بحثا الوضع الإقليمي، وما يحمل من تفاعلات جديدة في ظلّ إدارة الرئيس الأميركي الجديد.

العراق أرض لتصفية الحسابات؟

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري أنّ العراق الرسمي يعمل جاهدًا على إفهام كل من واشنطن وطهران بأن العراق لديه وضع حساس جدًا، ويحاول أن ينأى بنفسه من الصراع الإقليمي.

لكن الشمري يلفت، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ العراق غير الرسمي، وتحديدًا الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، تختار على ما يبدو العراق ليكون أرضًا لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة.

ويشير إلى أنّ إيران تنظر إلى العراق باعتباره جزءًا من مجالها الحيوي، وأيضًا أرضًا هشّة، لا سيّما إذا ما عدنا إلى الوراء حينما استُهدفت قاعدة عين الأسد، متجاوزة السيادة العراقية.

الكاظمي أمام "امتحان عسير"

ويتحدّث الشمري عن إرباك كبير جدًا في العراق ووضع لا يُحسَد عليه سياسيًا وأمنيًا، لكنه يلفت إلى أنّ الضربات التي استهدفت الفصائل كانت على الأرض السورية مما يدفعه إلى أن يبتعد على أقل تقدير عن المسؤولية، علمًا أنّ العراق يفصل تمامًا الفصائل الموجودة على الأرض السورية عن طبيعة هيئة الحشد الشعبي في الداخل العراقي.

ويعرب الشمري عن اعتقاده بأنّ الأيام القادمة ستشكل مساحة أزمة جديدة، خصوصًا أن هذه الفصائل توعّدت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إذا لم يعمل لتقديم تحقيق يمكن من خلاله إدانة الجانب الأميركي، ويعتبر أنه أمام امتحان وتحدٍ عسير، وقد يضطر في النهاية إلى أن يعمل على تهدئة الطرفين، ومن ثم المحافظة على الاستقرار في الداخل العراقي.

تداعيات كبرى لانتهاء "الهدنة"

ويشدد الشمري على أن بغداد تريد إفهام طهران بضرورة ممارسة ضبط أكبر على الفصائل؛ لأن هناك تداعيات كبيرة خصوصًا أن الفصائل أعلنت انتهاء الهدنة مما يجعل العراق أرض اشتباك، ومن ثم قد تكون له تداعيات ليس فقط سياسية على مستوى الحكومة ولكن أيضًا أمنية.

وإذ يصف الوضع بالصعب، يحذر من أن أي استهداف جديد للمصالح الأميركية في العراق قد يعقّد الوضع أكثر، ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى استهداف ليس فقط هذه الفصائل، بل قد نكون أمام استهدافات في الداخل الإيراني لا سيّما أنّ بايدن قال: إن طهران لن تفلت من العقاب.

المصادر:
العربي
شارك القصة