الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

وسائل التواصل تجتاح العالم وتستهلك وقت البشر.. نمو طبيعي أم تطور مقلق؟

وسائل التواصل تجتاح العالم وتستهلك وقت البشر.. نمو طبيعي أم تطور مقلق؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تُناقش دلالات الدراسة الحديثة التي أكدت أن أكثر من 60% من سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل (الصورة: غيتي)
يستخدم ما يقرب من 5 مليارات شخص وسائل التواصل الاجتماعي، حسب دراسة حديثة أشارت إلى زيادة في نسبة الاستخدام بنسبة 3.7% مقارنة بالعام الماضي.  

أظهرت دراسة حديثة أن ما يقرب من 5 مليارات شخص -أي ما يزيد عن 60% من سكان العالم- يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، في زيادة بنسبة 3.7% مقارنة بالعام الماضي.  

وبيّنت الدراسة التي أجرتها شركة الاستشارات الرقمية "كيبيوس" أن عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية يناهز عدد مستخدمي الإنترنت، مع وجود تفاوت كبير في استخدام هذه الشبكات بين مختلف مناطق العالم.

كما أظهرت ازديادًا في مقدار الوقت الذي يقضيه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، ليصبح ساعتين و26 دقيقة كل يوم.

وكانت دراسة سابقة أجريت قبل عام ونصف، أشارت إلى أن سكان العالم باتوا يمضون أكثر من 10 مليارات ساعة يوميًا في استخدام وسائل التواصل، أي ما يعادل نحو 1.2 مليون سنة من عمر الوجود البشري.

في عبارة أخرى، يقضي البشر نحو 15% من حياة اليقظة على وسائل التواصل الاجتماعي، على فرض أنهم ينامون 7 أو 8 ساعات يوميًا.

سلاح ناعم

أرقام ضخمة جدًا ومتشعبة في معطياتها ودلالاتها الإيجابية والسلبية على حد سواء، لوسائل وُجدت أساسًا لأغراض تبدو بريئة مثل التواصل بين البشر والترفيه والتسويق وتدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها.

إلا أن الجانب الأكثر خطورة لوسائل التواصل الاجتماعي يتمثل في أنها أصبحت لاعبًا مهمًا في عالم السياسة والدعاية المضادة والصراع بين الدول، لدرجة أن بعض الدول والحكومات باتت تتسابق لامتلاكها أو إطلاق المزيد منها أو حتى الهيمنة عليها بطرق شتى، باعتبارها سلاحًا ناعمًا جديدًا وذراعًا ضاربة للدولة.

ويعد من أقرب الأمثلة على ذلك الحملة التي تنظمها دول غربية ضد تطبيق "تيك توك" الصيني، بحجة المخاوف الأمنية.

وما زالت الكثير من الأمثلة على نفوذ وسائل التواصل عالقة بذاكرة البشرية؛ أبرزها فضيحة بيانات فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا، ونموذج انتخابات الرئاسة الأميركية التي أوصلت دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

"نمو طبيعي"

ويرى أستاذ علم الحاسوب وخبير تكنولوجيا المعلومات في سيليكون فالي حسين العمري، "نموًا طبيعيًا" بالحديث عن وصول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى هذه الأرقام، لأنها لم تعد مجرد وسائل لهو أو تواصل مع أقارب، وفق تعبيره.

ويقول في مداخلته عبر "العربي" من عمّان: إن الكثير من الأمور الحياتية اليومية أصبحت تعتمد على هذه الوسائل. وبينما يذكر بأن عدد مستخدمي فيسبوك بلغ 3 مليارات، وواتساب مليارين، وإنستغرام مليارين، وماسنجر مليارًا، يعتبر أن هذه الأرقام تبيّن أن الناس يحتاجون إلى هذه الوسيلة.

ويشير إلى أن لا غرابة في أن يصل الرقم إلى ما وصل إليه، لافتًا إلى أنه سيتضاعف.

ويضيف: غالبًا ستصل وسائل التواصل الاجتماعي إلى كل من في الأرض، عندما يصل الإنترنت مجانًا إلى بقية شعوب الأرض.

"سلاح ذو حدين"

من ناحيتها، تلفت أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس هالة منصور إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، موضحة الشق "الإيجابي جدًا" من خلال التواصل والحصول على المعلومات والتفاعل والتسويق.

كما تتطرق في حديثها إلى "العربي" من القاهرة إلى الاستخدامات السلبية لهذه الوسائل؛ ومنها في نشر الشائعات والتدخل في أمور الآخرين وفقدان الخصوصية.

وتعتبر أن درجة الاستخدام الإيجابي أو السلبي تتوقف على طبيعة ثقافة الأشخاص والمستوى الاجتماعي والمرحلة العمرية.

وبينما تذكر بأنه حتى الآن ما يزال هناك مقابل لاستخدام الإنترنت، تلفت إلى اتساع مساحة الاستخدام بشكل كبير جدًا عندما تصبح العملية مجانية.

"المخيف هو مواطن الضعف"

من جانبه، يشير الصحافي المختص في وسائل التواصل الاجتماعي روب بيغريرو، إلى أن الأعداد بحد ذاتها ليست مخيفة، مذكرًا بأنه لطالما كان هناك طابع اجتماعي للإنترنت.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من فيرجينيا إلى أن "ما نخاف منه هو مواطن الضعف في المنصات لنشر المعلومات الخاطئة والدعايات الخاطئة والكذب".

ويردف: لا يبدو أن المواقع مهتمة بالمخاطر، فتويتر على سبيل المثال طرد عددًا من الأشخاص الذين عملوا على شروط الأمن والخصوصية.

ويوجز الأمر بالقول: إن الأعداد ليست مقلقة بالنسبة له، بل المنصات والأشخاص المتحكمين بها هو ما يقلق.

ويؤكد أن "هناك حكومات تستخدم هذه المواقع لإعلانات معينة، ويجب اتخاذ إجراءات في هذا الموضوع، وإلا سنواجه مشكلة"، وفق تعبيره.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close