Skip to main content

وسط مخاوف من احتجاجات.. انتخابات أرمينية مبكرة بنكهة "هزيمة" كاراباخ

الأحد 20 يونيو 2021
دُعي حوالي 2,6 مليون ناخب أرميني إلى التصويت في الانتخابات المبكرة التي تجري الأحد

يدلي الناخبون في أرمينيا بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، اليوم الأحد، في اقتراع ينطوي على خطورة لرئيس الوزراء نيكول باشينيان، وسط مخاوف من اندلاع احتجاجات بعد حملة عنيفة على خلفية الهزيمة العسكرية الأخيرة للبلاد في النزاع مع أذربيجان.

ويتنافس الصحافي السابق نيكولا باشينيان، الذي أصبح رئيسًا للحكومة في 2018 بعد ثورة سلمية ضد النخب الفاسدة القديمة؛ مع خصمه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان الذي يتهم منافسه بـ"عدم الكفاءة"، ويطرح نفسه على أنه "قائد يتمتع بخبرة".

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش لمدة 12 ساعة؛ حيث دُعي حوالي 2,6 مليون ناخب أرميني إلى التصويت، لاختيار أكثر من مئة نائب لولاية مدتها خمس سنوات في تصويت يجري على أساس التمثيل النسبي.

ويشارك في الانتخابات الحالية 25 حزبًا وكتلة سياسية. وبعد حصوله على أكثر من 70% من الأصوات في الانتخابات التشريعية في 2018، يسعى باشينيان حاليًا للحصول على نسبة 60%.

لكن استطلاع الرأي، الذي نشره معهد "إم بي جي" التابع لمؤسسة "غالوب" الدولية، لا يمنح حزبه "العَقْد المدني" سوى 25% من الأصوات، بعد حزب "أرمينيا" برئاسة كوتشاريان الذي يتوقّع أن يحصد 29% من الأصوات.

وهناك أحزاب أخرى بين التشكيلات الـ25 المتنافسة، قد تتمكّن من دخول البرلمان، حسب الاستطلاع.

وقد تتخطى الحاجز المحدد لدخول البرلمان، كتلة "يشرفني" بزعامة الرئيس الثالث للبلاد سيرج سركسيان، والرئيس السابق لجهاز الأمن القومي أرتور فانيتسيان، وكذلك حزب "أرمينيا المزدهرة"، بزعامة غاجيك تساروكيان، وحزب "أرمينيا المستنيرة" بزعامة إدمون ماروكيان.

كما يشارك في الانتخابات حزب "المؤتمر الوطني الأرميني" بزعامة أول رئيس للجمهورية ليفون تير بتروسيان.

صدمة الحرب

وانهارت شعبية باشينيان القياسية بعد هزيمة أرمينيا في حرب ضد جارتها أذربيجان في خريف 2020.

واستمرّت الحرب ستة أسابيع، مخلّفة أكثر من 6500 قتيل. واضطرت يريفان إلى التنازل عن أراضٍ مهمة كانت تسيطر عليها منذ الحرب التي جرت في أوائل تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على منطقة ناغورني كاراباخ التي تقطنها غالبية من الأرمن.

أزمة سياسية

وأثارت هذه الهزيمة التي اعتُبرت إهانة وطنية، أزمة سياسية في أرمينيا، ما اضطر باشينيان إلى الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة على أمل تخفيف حدة التوتر وتعزيز شرعيته.

ورغم الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء، تخلّى كثيرون من أنصاره عنه بعد النزاع في ناغورني كاراباخ، وانتقلوا إلى صفوف خصمه رغم ارتباطه بالنخب القديمة المتهمة بنهب البلاد.

وفي مواجهة مخاطر هزيمة انتخابية أو نتيجة غير محسومة للاقتراع، دعا باشينيان مواطنيه إلى التصويت لمنحه "تفويضًا فولاذيًا". وقال الخميس: إن "الأرمينيين يرون أن هناك قوى تثير مواجهات سياسية، وحربًا أهلية".

"كراهية وعداوة"

في الأيام الأخيرة من الحملة، نظّم كل من المتنافسين عرضًا للقوة. وقد جمع كلّ منهما حوالي عشرين ألفًا من مؤيديه في الساحة المركزية في العاصمة يريفان.

وقاد كوتشاريان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من 1998 إلى 2008، ويَشتبه منتقدوه في أنه ضالع بالفاسد.

وبعد أن كشفت الحملة الانتخابية انقسامًا عميقًا بين المعسكرين الرئيسيين، يتوقّع كثير من المراقبين خروج احتجاجات أو حتى اندلاع أعمال شغب بعد الانتخابات.

واعتبر الرئيس أرمين سركيسيان أن "التحريض على الكراهية والعداوة" غير مقبول، داعيًا مواطنيه إلى التصويت "بنزاهة وحرية".

وإذا لم تفضِ الانتخابات إلى أي غالبية أو تحالف غالبية، سيتعيّن تنظيم دورة ثانية في 18 يوليو/ تموز بين الحزبَين اللذَين يحصلان على أعلى نسبة من الأصوات.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة