Skip to main content

يتماشى مع مبدأ "الصين الواحدة".. واشنطن تبرر عبور سفنها مضيق تايوان

الإثنين 29 أغسطس 2022

تتسارع حدة التوتر في مضيق تايوان، بعد أن أعلنت البحرية الأميركية أمس الأحد عبور سفينتين حربيتين، في أول خطوة من نوعها منذ أن أجرت الصين مناورات عسكرية غير مسبوقة على تخوم الجزيرة.

وفي الوقت الذي يشهد فيه مضيق تايوان توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الأحد، أن عبور سفينتين حربيتين أميركيتين مضيق تايوان خطوة تتماشى مع مبدأ "الصين الواحدة".

وأضاف كيربي لشبكة "سي إن إن" الأميركية أن "عبور السفينتين الحربيتين يبعث برسالة واضحة ومتسقة للغاية، ألا وهي أن البحرية الأميركية والجيش الأميركي سوف يعملان حيثما يسمح لهما القانون الدولي بذلك".

وأكد أنه "تم التخطيط لهذا العبور منذ فترة طويلة". وأشار إلى أن هذه الخطوة "تتماشى إلى حد بعيد مع سياسة الصين الواحدة، وتتفق تمامًا مع رغبتنا في التأكد من أنه يمكننا مواصلة العمل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".

بدوره، قال الأسطول الأميركي السابع إن السفينتين كانتا تقومان بعبور رويتني عبر المضيق، وهو ما يثبت قطعًا التزام الولايات المتحدة بجعل المضيق منطقة حرة ومفتوحة للمحيطين الهندي والهادئ.

وكانت واشنطن أعلنت قبل أيام أنها ستجري عمليات عبور بحرية وجوية في مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة رغم تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بشأن الجزيرة، لافتة بأن القوات الأميركية ستواصل رغم التوتر التحليق والإبحار والقيام بعمليات حيثما يسمح القانون الدولي بذلك.

الجيش الصيني "مستعد لأي استفزازات"

من جانبه قال الجيش الصيني: إنه "يراقب السفن الأميركية المبحرة عبر المضيق، وسيبقى في حالة تأهب قصوى ومستعد لأي استفزازات"، وفق تعبيره، وذلك في وقت تبدو بكين أكثر وضوحًا في ما يتعلق بطموحاتها تجاه تايوان.

ومنذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، أبدت الصين ردة فعل عنيفة وشرعت بمناورات عسكرية ضخمة، قالت بكين عنها إنها تعتزم إجراء مثل هذه التدريبات بانتظام، في وقت تشير فيه الأحداث المتسارعة إلى اقتراب صراع مسلح، إذا انزلقت الأمور وداس الجيش الصيني أرض تايوان.

وفيما تواصل الصين مناوراتها وأنشطة عسكرية أخرى بالقرب من جزيرة تايوان، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية رصد 23 طائرة و8 سفن صينية تقوم بأنشطة حول الجزيرة.

وذكرت الوزارة في بيان أن من ضمن الأنشطة اختراق 7 طائرات الخط الفاصل في مضيق تايوان.

هل تنزلق الأمور إلى مواجهة بين واشنطن وبكين؟

ويعتبر الباحث في العلوم السياسية في جامعة واشنطن عاطف عبد الجواد، أنه لا يمكن مقارنة القوى البحرية الصينية بالقوى البحرية الأميركية، فواشنطن لديها 11 حاملة طائرات، أما الصين فتمتلك حاملتين فقط، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لديها تحالفات بحرية وعسكرية في أستراليا ونيوزلندا واليابان وكوريا الجنوبية، بينما تحالف الصين أضعف.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من واشنطن، أن السفن الأميركية التي تعبر مضيق تايوان، تقوم بذلك من مبدأ حرية العبور في المياه الدولية، لافتًا إلى وجود سبب آخر لدى واشنطن هذه المرة وهو أن حكومة جزر سليمان وبإيعاز من الصين رفضت استقبال قطع من حرس السواحل الأميركي ورفضت تزويدها بالوقود.

ويلفت عبد الجواد إلى وجود بصيص أمل لهذه الأزمة، في حال لم تحدث أي مواجهات عسكرية بين البلدين، وذلك خلال اجتماع مرتقب بين الرئيس الصيني ونظيره الأميركي جو بايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مشيرًا إلى إمكانية أن يسفر الاجتماع عن حلول أو تحاشي صدام عسكري مباشر.

ويبيّن أن الصين لا يمكنها المخاطرة بمواجهات عسكرية في هذا التوقيت بالذات، وخصوصًا أن ما يهمها هو الاستقرار والتفوق الاقتصادي المستمر، وأن نشوب أي مواجهة عسكرية خصوصًا مع أميركا سيؤدي إلى تدهور كبير في النمو الاقتصادي الذي يحدث بسبب الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة الأميركية.

ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها.

وكانت تايبيه اتّهمت بكين باستغلال الزيارة التي قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أكبر مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ عقود، ذريعة لإجراء مناورات تحاكي غزوًا لأراضيها.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة