الجمعة 3 مايو / مايو 2024

"يزيد مخاطر التطرف".. تحذير أممي من تدهور اقتصاد أفغانستان

"يزيد مخاطر التطرف".. تحذير أممي من تدهور اقتصاد أفغانستان

Changed

قالت مبعوثة أممية إن طالبان باتت عاجزة عن تضييق الخناق على تنظيم "الدولة" (أرشيف-غيتي)
قالت مبعوثة أممية: إن طالبان باتت عاجزة عن تضييق الخناق على تنظيم "الدولة" (غيتي - أرشيف)
نبّهت مبعوثة الأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز إلى أن الأزمة الاقتصادية في أفغانستان ستُساهم في تسهيل الإرهاب والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات.

حذّرت مبعوثة الأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، من أنّ الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد "تهدّد بزيادة مخاطر التطرّف" فيه، مشيرة إلى تمدّد تنظيم "الدولة" إلى معظم الولايات الأفغانية.

وأمام أعضاء مجلس الأمن الـ15، قالت ليونز: إنّ التدهور المستمرّ للاقتصاد الرسمي والشلل الراهن للقطاع المصرفي سيدفع بقوة أكبر النظام المالي للتعامل مع تبادلات غير نظامية لأموال غير رسمية، وأضافت أن هذا الأمر "ليس من شأنه سوى أن يساهم في تسهيل الإرهاب والاتجار بالبشر وفي المزيد من تهريب المخدرات".

واعتبرت المبعوثة الأممية أنّ "هذه الآفات ستصيب أفغانستان أولًا، لكنّها ستصيب المنطقة بعد ذلك".

كما حذّرت ليونز من أنّ السلطة، التي أرستها حركة طالبان في أفغانستان في أغسطس/ آب، لم تتمكّن حتّى اليوم من الحدّ من تمدّد تنظيم "الدولة" في البلاد، قائلة: إنّ "التطوّر السلبي الرئيسي الآخر هو عجز طالبان عن تضييق الخناق على توسّع تنظيم الدولة".

وأوضحت أنّ التنظيم الذي كان وجوده في أفغانستان في الماضي مقتصرًا "على عدد قليل من المقاطعات وكابل، هو الآن موجود في جميع المقاطعات تقريبًا وينشط على نحو متزايد وهجماته زادت بشكل كبير بين العام الماضي وهذا العام".

أزمة إنسانية

وعلى الصعيد الإنساني، حذّرت ليونز من كون أفغانستان "على شفا كارثة إنسانية يمكن تفاديها"، مشيرة إلى أنّ "ما يصل إلى 23 مليون أفغاني سيعانون من انعدام الأمن الغذائي".

وفي رسالة إلى الكونغرس الأميركي الأربعاء، ناشدت حركة طالبان الولايات المتحدة الإفراج عن أرصدة البنك المركزي الأفغاني المجمّدة منذ أغسطس/ آب الماضي والبالغة قيمتها قرابة 9.5 مليار دولار.

ويشترط الغرب على طالبان اتّخاذ إجراءات ملموسة لجهة تشكيل حكومة جامعة واحترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق النساء والفتيات، من أجل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي يفرضها على كابل.

وفي هذا السياق، قالت ليونز أمام مجلس الأمن: إنّ "العقوبات المالية المفروضة على أفغانستان أصابت النظام المصرفي بالشلل، وأثّرت على جميع جوانب الاقتصاد".

وأضافت: "ينبغي على المجتمع الدولي أن يتوصّل بشكل عاجل إلى طريقة لتقديم الدعم المالي للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمستشفيات الحكومية والموظفين في برامج الأمن الغذائي، وكذلك أيضًا للمعلمين لكن بشرط ضمان حقّ الفتيات في التعليم بشكل قاطع".

"أمر لا يمكن أن يستمر"

وعن تعليم الفتيات، أعربت جير الدين بيرن نايسن، سفيرة أيرلندا لدى الأمم المتّحدة عن أسفها "لمرور 61 يومًا على القيود التي فرضتها حركة طالبان على تعليم الفتيات في المدارس الثانوية".

وأضافت: "كلّ يوم يمثّل خسارة لا تعقل لمستقبل أفغانستان. هناك جيل من الفتيات يُحرم من التعليم بسبب الخوف وانعدام الثقة لدى بعض الرجال. لكل طفل الحقّ في التعلّم، بغض النظر عن جنسه".

وفي نهاية الجلسة، كان الهجوم الذي شنّه سفير أفغانستان لدى الأمم المتّحدة غلام إسحاقزاي، الذي عيّنته الحكومة السابقة، على حركة طالبان لافتًا، وهو ما زال في منصبه لأنّ المنظّمة الدولية لم تعترف بعد بنظام طالبان.

وقال إسحاقزاي: إنّ "طالبان أخفقت في الوفاء بوعودها والتزاماتها تجاه الأفغان والمجتمع الدولي للتخفيف من أثر الأزمة الحالية ومعاناة الشعب الأفغاني".

وأشار إلى أن طالبان "تواصل تحدّي الدعوات الدولية لاحترام الحقوق الإنسانية للأفغان وتشكيل حكومة جامعة وقطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية الدولية"، متحدثًا عن ممارساتها العنصرية من خلال منع النساء من العمل والفتيات من التعلم والذهاب إلى الثانوية، قائلاً: "هذا أمر لا يمكن أن يستمرّ".

كما ندّد إسحاقزاي بما تقوم به الحركة من قمع للاحتجاجات السلمية و"قتل انتقامي" لمواطنيه، "رغم ما يسمّى عفوًا" أصدرته عندما أطاحت بالحكومة قبل أشهر.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close