Skip to main content

59% من الأطفال في الدول العربية يعانون من فقر التعلّم

الخميس 15 يوليو 2021

كشف البنك الدولي أن 59% من الأطفال في مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعانون من فقر التعلّم.

ويعرّف مفهوم فقر التعلّم  بأنه النسبة المئوية من الأطفال في سن العاشرة ممن لا يستطيعون قراءة قصة بسيطة وفهمها. فعلى الرغم من التحاق الأطفال بالمدارس إلّا أنّ نسبة كبيرة منهم لا تكتسب المهارات الأساسية.

ويلحظ البنك الدولي اختلاف اللغة العربية التي يتعلمها الأطفال في المدارس عن اللغة التي يتواصلون بها في منازلهم.  ويصف طريقة التعلّم بالجامدة في ظل غياب متعة التعلّم وصعوبة طرح الاستفسارات. 

انعدام مهارة القراءة الأساسية 

وتصل نسبة انعدام مهارة القراءة الأساسية إلى 63% وتزيد في البلدان الفقيرة إلى 80% بسبب جائحة كورونا، ما يكلّف الجيل الحالي خسائر بقيمة 10 ترليون دولار من الدخل. ويبلغ معدّل فقر التعلم في المغرب 66%، وفي لبنان 70%. 

كذلك تبلغ نسبة الأطفال الذين يعانون من فقر التعلّم في الصفوف الابتدائية في الأردن 52%. وأوضح البنك الدولي أن الأطفال ممن هم في سن العاشرة في المملكة لا يستطيعون فهم نص مناسب لأعمارهم، ما يعني افتقارهم إلى مهارات القراءة الأساسية.

يتلعثم هؤلاء الأطفال عندما يحاولون القراءة، ولا ينجحون في هجاء الكلمات في ظاهرة مستشرية تترك أثرًا سلبيًا على تحصيل الأطفال الدراسي.

وكان الأردن في الثمانينيات على قائمة الدول المتصدرة في مؤشرات التعليم بين الدول العربية. وقد تراجع ترتيبه اليوم ولم تعد مخرجاته تحظى بالثقة نفسها التي حظيت بها فيما سبق.

ضرورة إصلاح الواقع التعليمي

وبدأ تفاقم مشكلة فقر التعلّم منذ سنوات، وبدأت آثارها بالظهور حديثًا. ويحتاج إصلاح الواقع التعليمي إلى حلول وخطط. ويقول الخبير التربوي، فاخر دعاس من الأردن: "إن تخفيض حصص المواد العلمية، وزيادة الكادر التعليمي وزيادة أعداد المدارس في المناطق النائية هي أولى الخطوات الأساسية لأي عملية نهوض جدي وحقيقي". 

وتؤكد رئيسة قسم التربية في مكتب اليونيسكو الإقليمي، هنا يوشيموتو، أن نسبة فقر التعلّم في الأردن ليست استثناءً حيث يصل معدل فقر التعلّم في المنطقة إلى 58% أو أكثر.

ما هي أسباب ظاهرة فقر التعلّم؟

ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب أهمها الإقتصادية، مثل معدّل دخل الأسر وجودة مستوى الحياة ومعايير العيش، بحسب يوشيموتو.

وتقول في حديث إلى "العربي" من بيروت: "دور المعلمين أساسي في هذا السياق، حيث إن التعليم السلبي هو المتبع في المنطقة العربية، وهو ما يحد من إبداع الطلاب وقدرتهم على التعليم". وتضيف: "لا يمكن أن نغفل أهمية الصحة والتغذية والعنف في المنطقة".

من جهة أخرى، تشير يوشيموتو إلى دور التكنولوجيا في وصول الطلاب إلى المواد التعليمية، لكنّها تؤكّد أن "إتاحة الأدوات لا يعني أن الطلاب يملكون المهارات الرقمية وقادرون على التعلّم".

كما تؤكد يوشيموتو على أثر جائحة كورونا والأزمات المتلاحقة في دول المنطقة في تفاقم ظاهرة فقر التعلّم.

المصادر:
العربي
شارك القصة