عند الثامنة من مساء ذلك اليوم المشؤوم، من العام الماضي، كان يتوقع، بل كان يرجى، أن يصدر الرئيس ميشال عون بحضور الرئيسين نبيه بري وحسان دياب، من قصر بعبدا، بياناً الى الشعب اللبناني يعلن فيه العزاء والحداد، والإستقالة الجماعية لرؤساء وأعضاء السلطات الثلاث، وقادة المؤسسات العسكرية والأمنية، والاستعداد لنقل تلك السلطات الى وجوه جديدة، في فترة زمنية محددة، بإعتبار أن الجميع مسؤولون عن الكارثة الكبرى التي حلت بالعاصمة بيروت جراء إنفجار المرفأ، وجاهزون للتحقيق والمحاسبة والمحاكمة.
لكن هذا السيناريو، الطبيعي والمنطقي في أي بلد في العام يواجه مثل هذه الفاجعة الوطنية، غاب عن البال تماما، جراء إنعدام الاحساس بالمسؤولية التي جرى على الفور التنصل منها والسعي الى توزيعها على صغار المسؤولين والموظفين.