الخميس 2 مايو / مايو 2024

"مثقفون بلا مسارح".. الاحتلال يعمق أزمة الفنانين المسرحيين في غزة

"مثقفون بلا مسارح".. الاحتلال يعمق أزمة الفنانين المسرحيين في غزة

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" تسلط الضوء على واقع الفنانين المسرحيين في غزة (الصورة: غيتي)
بإمكانيات متواضعة يحاول الفنانون في غزة تقديم أعمالهم الفنية، لكنهم يواجهون صعوبات مختلفة أبرزها تدمير الاحتلال للبنى التحتية.

يعاني الفنانون المسرحيون في قطاع غزة من عدة صعوبات أبرزها غياب البنى التحتية الثقافية، بسبب الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، وظروف الحصار التي يعيشها القطاع.

ودفع هذا الواقع الفنانين إلى طرق جدار الخزان من خلال أعمال مسرحية تحاكي واقعهم الفني من جهة، وتعكس صورة التردي للحالة الثقافية التي استهدفها الاحتلال ودمر جزءًا أساسيًا من مشهدها من جهة أخرى.

وتقضي المخرجة الفلسطينية منال بركات ساعات طويلة في إجراء تدريبات لفريقها المسرحي تمهيدًا لعرض جديد، يحاكي واقع الفنانين المسرحيين ومعاناتهم الكبيرة في غزة.

وتقول بركات: إن "كل فتاة لديها قضية وتحكي قصة، والنساء يؤكدن قدرتهن على إيصال صوتهن بدون قمع أو محاولة للإسكات".

"مسرح مدمر أحلام مدمرة"، عنوان العرض المسرحي الذي أداه فريق نسوي من 6 ممثلات أنجزن أعمالًا مسرحية عدة؛ لكنهن اليوم يفتقدن حتى أماكن مناسبة للعروض.

ورغم تواضع الإمكانات فقد نجح العرض المسرحي في تحقيق تفاعل جماهيري كبير خصوصًا أنه لامس أيضًا هموم المواطن اليومية في غزة.

عدوان ممنهج

ودمرت إسرائيل مسرح سعيد المسحال الصرح الثقافي الذي كان يسمى مسرح الفقراء، قبل أعوام، في هجوم تصفه وزارة الثقافة في غزة بـ"العدوان الممنهج".

وفي هذا الإطار، يشدد مدير المشاريع الفنية في وزارة الثقافة عاطف عسقول على أن غزة بحاجة إلى مسرح وطني وبنى تحتية وإعادة إعمار كثير من الأماكن التي قصفت مثل مسرح المسحال ودار الكتب الوطنية، قرية الفنون والحرف.

"مثقفون بلا مسارح ولا صالات عرض" هو واقع الحياة الثقافية في غزة، والذي ساهم الاحتلال في صناعة مشهده بالدرجة الأولى كجزء من حربه على الرواية الفلسطينية.

الاحتلال يعمق أزمة المسرحيين في غزة

يلفت المخرج والكاتب المسرحي جمال أبو القمصان إلى أن حالة المسرح في غزة "صعبة جدًا"، بسبب سياسات الاحتلال والحصار، مشيرًا إلى أن إسرائيل قصفت كل المراكز الثقافية تقريبًا، مشددًا على أنها تدرك تمامًا أهمية هذه المراكز في المقاومة.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من غزة، أن الاحتلال يدرك أنه يحارب الفنانين والكتاب في غزة باتباعه هذه السياسة، مؤكدًا أن الفلسطينيين في غزة مصرون على العمل في المسرح بأقل التكاليف والإمكانيات.

وتابع أبو القمصان أن الاحتلال معني بتفكيك البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع الفلسطيني، كما أنه يعمل على خنق الفنانين والكتاب، ومنع استضافة فنانين من خارج القطاع.

وأردف الكاتب المسرحي الفلسطيني أن الاحتلال يمنع الفنانين الفلسطينيين أيضًا من السفر خارج قطاع غزة، كما أنه يتحكم بالتمويل المالي الذي يصل للبرامج الثقافية.

وأشار أبو القمصان إلى أن الإعمار الثقافي في غزة بحاجة إلى وجود بنية تحتية وعدد من المسارح الحكومية، بسبب ارتفاع تكلفة المسارح الخاصة، وفتحها للفنانين بشكل مجاني.

وبين أن المسرح في غزة يعاني من إشكاليات من الناحية التقنية، كحاجته إلى مهندس إضاءة، ومهندس صوت، مشيرًا إلى أن أجهزة الإضاءة الموجودة في القطاع قديمة فيما تمنع إسرائيل دخول أي أجهزة كهربائية لها علاقة بالمسرح.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close