أظهرت نتائج "المؤشر العربي 2022" أن الرأي العام منقسم نحو تقييم الاتجاه الذي تسير فيه بلدانه، ففي حين أفاد 52% بأن الأمور في بلدانهم تسير في الاتجاه الخاطئ، رأى 42% أنها تسير في الاتجاه الصحيح.
وعزا 40% ممن أفادوا بأن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ ذلك إلى أسباب اقتصادية، فيما رأى 61% من المستجيبين أنّ مستوى الأمان في بلدانهم جيّد أو جيد جدًا، مقابل 38% قالوا إنه سيئ أو سيئ جدًا، بحسب المؤشر الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة.
وشمل الاستطلاع 33300 مستجيب ومستجيبة أُجريت معهم مقابلات شخصية مباشرة، في 14 بلدًا عربيًا، صنّفت لغايات المقارنة، بحسب أقاليم الوطن العربي الجغرافية، وهي:
- المغرب العربي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا.
- وادي النيل: مصر، والسودان.
- المشرق العربي: فلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق.
- الخليج العربي: السعودية، والكويت، وقطر.
كيف قيّم المواطنون العرب أوضاعهم الاقتصادية؟
رأى 52% من المواطنين أن بلدانهم تسير في الاتجاه الخاطئ، مقابل 42% قالوا إنها تسير في الاتجاه الصحيح.
أورد الذين أفادوا أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ العديد من الأسباب؛ إذ عزا 40% منهم ذلك إلى أسباب اقتصادية، و14% ذكروا أن السبب هو الأوضاع السياسية غير الجيدة وغير المستقرة، مثل التخبط السياسي وعدم قيام النظام السياسي بما يجب أن يقوم به، وأفاد 9% أن السبب هو سوء الإدارة والسياسات العامة للدولة، وأشار 7% إلى عدم وجود استقرار بصفة عامة.
أما على صعيد المستجيبين الذين أفادوا أن بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح، فقد استطاع 83% منهم تقديم أسباب لذلك، في حين لم يقدم 17% أسبابًا أو أنهم رفضوا الإجابة.
وأفاد 19% ممن قدّموا أسبابًا أن الأوضاع تحسنت في البلاد، وذكر 15% أن السبب هو الأمن والأمان في بلدانهم، وعزا 13% السبب إلى الحكم الرشيد، و7% إلى تحسن الوضع الاقتصادي، و5% إلى توفر الاستقرار السياسي، و5% إلى الشعور بالتفاؤل في المستقبل.
واعتبر 25% من الرأي العام العربي، وفق العينة، أنّ دخل أسرهم يكفي لسدّ نفقات احتياجاتهم الأساسية، ويستطيعون أن يوفّروا منه (أسر الوفر)، وتتركز أسر الوفر في إقليم الخليج العربي. بينما قال 42% إنّ دخل أسرهم يغطي نفقات احتياجاتهم، ولا يستطيعون أن يوفّروا منه (أسر الكفاف).
وأفاد 28% من المستجيبين أنّ أسرهم تعيش في حالة حاجةٍ وعوز؛ إذ إنّ دخل أسرهم لا يغطّي نفقات احتياجاتهم الأساسية. وثمة فجوة بين دول الخليج وبقية الدول (ولا سيما المشرق العربي) في نسبة أسر العوز.
وتلجأ 33% من الأسر المعوزة إلى الاستدانة من معارف وأصدقاء وأقارب، وتلجأ 16% منها إلى الحصول على معونات من الأقارب والجيران والأصدقاء، و13% منها تعتمد على القروض من مؤسّسات بنكية وماليّة.
وتعتمد 18% من الأسر المعوزة على المعونات المؤسسية، سواء كانت من مؤسسات خيرية، أو حكومية، أو دينية أو جمعيات أهلية. وتلجأ 10% إلى بيع ممتلكاتها؛ ما يعني أنّ أطر التكافل الاجتماعي التقليدي ما زالت أقوى من إطار المعونة المؤسسيّة.
كيف يقيّم المواطنون العرب الأوضاع السياسية والأمنية في بلدانهم؟
رأى 61% من المستجيبين أنّ مستوى الأمان في بلدانهم جيّد أو جيد جدًا، مقابل 38% قالوا إنه سيئ أو سيئ جدًا.
وجاء تقييم مستوى الأمان في بلدان المستجيبين، بحسب نتائج استطلاع 2022، أقل ممّا سُجّل في استطلاع 2019/ 2020 بفارق ثماني نقاط.
ووصف 44% الوضع الاقتصادي لبلدانهم بأنه إيجابي (جيّد، أو جيد جدًّا)، مقابل 54% قيّموا الوضع الاقتصادي لبلدانهم بأنه سلبي (سيّئ، أو سيّئ جدًّا). أغلبية المستجيبين في البلدان العربية باستثناء بلدان الخليج العربية، قيمت الوضع الاقتصادي في بلدانها بالسلبي، وخصوصًا في بلدان المشرق العربي.
وقيّم 44% من المستجيبين الوضع السياسي لبلدانهم بأنه إيجابيّ، مقابل 49% قيّموه بأنه سلبيّ. وقيّمت أغلبية مستجيبي دول الخليج الوضع السياسي بوصفه إيجابيًا.
وكان تقييم المستجيبين للوضع السياسيّ في بلدانهم في استطلاع 2022 أقل إيجابية بفارق 4% مقارنةً باستطلاع 2019/ 2020.
ما أولويات المواطن العربي؟
أورد 16% من المستجيبين أولويات متعلقة بأداء الحكومات وسياساتها، مثل ضعف الخدمات العامة، والفساد المالي والإداري، والحكم وسياساته، والانتقال الديمقراطي، وهي مشكلات تقع في إطار سياسات الحكم ومؤسساته في البلدان العربية.
وجاءت أولويات مواطني المنطقة العربية متنوعة، وأعلاها نسبةً هي الأولويات الاقتصادية (%60)؛ إذ ذكر ما يزيد على نصف المواطنين أن البطالة، وارتفاع الأسعار، وسوء الأوضاع الاقتصادية، والفقر، هي أهم التحديات التي تواجه بلدهم.
واعتبر المستجيبون أن أهم مشكلة تواجه أبناء المنطقة هي مشكلة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وقد سجلت في استطلاع المؤشر أعلى نسبة مقارنة بالاستطلاعات السابقة.
وأفاد 12% من المستجيبين أن أولوياتهم مرتبطة بقضايا متعلقة بالأمن والأمان والاستقرار السياسي.
ما هي اتجاهات الهجرة في المنطقة العربية؟
قال 28% من مواطني المنطقة العربية إنهم يرغبون في الهجرة، والدافع لدى أكثريتهم هو تحسين الوضع الاقتصادي. إلا أنّ 16% من المستجيبين الذين يرغبون في الهجرة قالوا إنّ دافعهم هو التعليم أو الاستمرار في التعليم. وعبّر ما نسبتهم 11% عن أنهم يرغبون في الهجرة لأسباب سياسية أو أمنية.
وبحسب النتائج، فإنّ أكثر من ثلث المستجيبين في بلدان المشرق، ووادي النيل، ونحو ثلث المستجيبين في المغرب العربي يرغبون في الهجرة، مقابل 6% في بلدان الخليج.
كيف ينظر المواطنون العرب إلى الدول الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم؟
تنوّعت اتّجاهات المستجيبين نحو الدول الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم؛ إذ رأى 28% أنّ إسرائيل هي الأكثر تهديدًا لأمن بلدانهم، وذكر 13% الولايات المتحدة الأميركية، و9% إيران. ويعتقد 44% من العراقيين أن إيران هي مصدر التهديد الرئيس.
واعتبرت أغلبية المستجيبين في الأردن، وفلسطين، ولبنان، ومصر، والسودان، والجزائر، أن إسرائيل هي الدولة الأكثر تهديدًا لبلدانهم.
وقال 46% من مستجيبي بلدان المشرق، و29% من مستجيبي منطقة وادي النيل: إن إسرائيل تمثل مصدر التهديد الأول لبلدانهم.
وذكر 17% من مستجيبي منطقة الخليج العربي أن إسرائيل تمثل التهديد الأكبر لبلدانهم، بينما أشار 14% منهم إلى أن إيران تمثل التهديد الأكبر.
وتتغير اتجاهات الرأي العام في كل من البلدان عندما يكون السؤال عن الدول التي تهدد أمن المنطقة العربية واستقرارها، وتحتل إسرائيل المكانة الأولى بوصفها الأكثر تهديدًا للمنطقة العربية.
للاطلاع على التقرير الكامل لنتائج المؤشر العربي 2022