استدعت تركيا، اليوم الثلاثاء، سفراء عشر دول بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا للاحتجاج على بيان مشترك لهذه الدول يطالب بالإفراج العاجل عن رجل الأعمال والناشط عثمان كافالا.
وجاءت خطوة الاحتجاج التركية بينما أمر الادعاء العام في أنقرة باعتقال 158 شخصًا للاشتباه في علاقتهم بشبكة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي تقول أنقرة إنه كان وراء تدبير محاولة انقلاب في 2016.
البيان يدعو إلى الإفراج العاجل عن كافالا
وأفادت وكالة الأناضول الرسمية بأن وزارة الخارجية التركية استدعت سفراء كل من الولايات المتحدة وألمانيا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا، بسبب بيان حول قضية كافالا.
ويدعو البيان، الذي نشرته بعض السفارات يوم الإثنين إلى حل عاجل وسريع لقضية كافالا، بعد أربع سنوات من احتجازه، قائلًا: إن القضية "تلقي بظلال من الشك على احترام الديمقراطية".
وكافالا مسجون في تركيا منذ أربع سنوات، وبرئت ساحته العام الماضي من اتهامات تتصل باحتجاجات على مستوى البلاد في عام 2013، لكن أُلغي الحكم هذا العام وتم دمج الاتهامات مع تلك الواردة في قضية أخرى مرتبطة بمحاولة انقلاب في 2016.
وقالت السفارات في البيان: "إنّ استمرار تأخير محاكمته، بما يتضمن دمج قضايا مختلفة واستحداث أخرى بعد تبرئة سابقة، يلقي بظلال من الشك على احترام الديمقراطية وحكم القانون والشفافية في نظام القضاء التركي".
رفض تركي لبيان الدبلوماسيين الأجانب
من جهته، رد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على البيان الصادر عن سفراء 10 بلدان، وقال: إنّ "تركيا دولة قانون تنعم بالديمقراطية".
وأضاف على تويتر: "قيام سفراء بتقديم توصية واقتراح على القضاء في قضية قائمة أمر غير مقبول"، ومضى قائلًا: "إنّ توصيتكم واقتراحكم يلقي بظلال من الشك على فهمكم للقانون والديمقراطية".
Türkiye Cumhuriyeti, demokratik, hukuk devletidir. Büyükelçilerin yürüyen bir davada yargıya tavsiye ve telkinde bulunması kabul edilemez. Tavsiye ve telkininiz, hukuk ve demokrasi anlayışınıza gölge düşürmektedir. https://t.co/eJ8K84vq7u
— Süleyman Soylu (@suleymansoylu) October 18, 2021
ومن جانبه، اعتبر وزير العدل عبد الحميد غول أن "الدبلوماسيين بحاجة لاحترام القوانين، وإن السفراء لا يمكنهم طرح اقتراحات على المحاكم".
وستعقد الجلسة القادمة في قضية كافالا، الذي نفى جميع التهم الموجهة له ويحاكَم مع آخرين، في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني.
أوامر باعتقال 158 شخصًا
وفي سياق آخر، ذكرت وكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء، أن الادعاء في تركيا أمر باعتقال 158 مشتبهًا بهم بينهم 33 جنديًا في الخدمة، في إطار عملية تستهدف من يشتبه بصلتهم برجل الدين فتح الله غولن.
وقالت الوكالة: إنه "أُلقي القبض على 97 شخصًا حتى الآن. ومن بين المطلوب القبض عليهم 110 من طلاب الكليات العسكرية الذين فصلوا في أعقاب محاولة الانقلاب، بالإضافة إلى 48 من أفراد الجيش العاملين والسابقين".
واعتقلت تركيا منذ الانقلاب الفاشل نحو 80 ألف شخص على ذمة المحاكمة، وأقالت أو أوقفت عن العمل أكثر من 150 ألف موظف حكومي مدني وعسكري وطردت أكثر من 20 ألفًا من الجيش.