منذ بدء العدوان على قطاعِ غزة، شهدت وسائل التواصل الاجتماعيّ تضييقًا شديدًا على المحتوى العربي المؤيد للقضية الفلسطينية، وفي أحيان أخرى حتّى على المحتوى الذي يتناول القضية بحياد، وكانت بعض المواد تُحذف فقط لاحتوائِها على كلمة "غزة".
في المقابل، بقي كثير من المحتوى العبريّ المحرّض على الفلسطينييّن بعيدًا عن أيادي الرقابة.
وبرز في هذا الإطار معلّق ومحاضر جامعي إسرائيلي يدعى إلياهو يوسيان دعا في أكثر من لقاء تلفزيوني صراحة لقتل فلسطينيّي قطاع غزة.
ولقيت دعوات التحريض هذه تأييدًا لدى شريحة من الإسرائيلييّن. فعلى منصة تويتر مثلًا غردت موران لاندو قائلة: "شكرًا على الكلام الجلي. إنهم العدو وعلينا دحره"، فيما غرد آدانيس ممتدحًا إلياهو بقوله: "إنك الوحيد الذي يقول الحقيقة في وجه الجنرالات".
وبلغ تحريض إلياهو يوسيان حدًا جعل صحيفة هآراتس الإسرائيليّة تصفه في مقال رأي بنجم الحرب الحالية لدعوته إلى إبادة شعب بكامله.
الكيل بمكيالين
ورغم دعوته الصريحة للقتل، ما زالت لقاءات إلياهو يوسيان متداولة على نطاق واسع على منصة يوتيوب ومنصات أخرى، حتى هذه الساعة.
وقد طرح هذا المحتوى العبريّ المحرّض على الكراهية علامات استفهام حول ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تكيل بمكيالين، بتصديها للمحتوى المنشور بالعربي ولغات أخرى، في وقت لا تلاحق فيه المحتوى العبري.
ويعتبر مدير مركز حملة للحلول الرقمية نديم الناشف أن التحريض الإسرائيلي أصبح أمرًا عامًا في إسرائيل، حيث تنتشر الشعارات التحريضية والدعوات لقتل الفلسطينيين ليس على شبكات التواصل الاجتماعي فقط. وأشار الناشف في حديث إلى "العربي" من حيفا إلى أن هذا الأمر دفع لتزايد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.
استهداف المحتوى الفلسطيني
من جهتها، أكّدت الصحفية الفلسطينية والمؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي إسراء المدلل التي تم تهديدها بإقفال حساباتها على مواقع التواصل أن الصحافيين ملاحقون ومهددون وجزء من المعركة. وقالت في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: "إن لم يقف هذه المرة وفي كل مرة مع المحتوى الفلسطيني فهو أيضًا شريك في الجريمة".
وأضافت: "إن محتوانا كفلسطينيين نشطاء لا يهدف فقط لنقل الصورة للعالم الذي لا يكترث، بل نحن نوثق المجازر التي تحدث بغياب المحاكم الدولية والقوانين والمحاكم الجنائية لمعاقبة إسرائيل".
وحول ازدواجية معايير منصات التواصل الاجتماعي، يشرح الخبير في تكنولوجيا المعلومات محمد علي سويسي أن سياسات الشركات هي التي تتحكم بالأمر.
ولفت في حديثه إلى "العربي" من باريس إلى أن لهذه الشركات سجل مع القضية الفلسطينية.