انخفضت مبيعات "آبل" من أجهزة "آي فون" و"آي باد" وإكسسواراتها في بداية العام، لكن خدمات الشركة العملاقة شكّلت قوة دفع رئيسية لنتائجها الفصلية، في ظل انتظار المتابعين بفارغ الصبر خطواتها على صعيد الذكاء الاصطناعي.
وحققت المجموعة التي تتخذ مقرًا في كاليفورنيا مبيعات بقيمة 90,75 مليار دولار، مع أرباح صافية بلغت 23,6 مليار دولار، في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار، أي في الربع الثاني من سنتها المالية التي تنطلق مطلع أكتوبر/ تشرين الأول.
هذا الانخفاض الربعي هو الثاني لـ"آبل" خلال عام واحد، لكن النتائج أتت أقل سوءًا مما كانت تخشى السوق.
وفي ظل غياب النتائج المبهرة المعتادة لعلامة "آبل" التجارية، أبدى المستثمرون ارتياحًا لإعلانها الخميس عن برنامج غير مسبوق لإعادة شراء الأسهم بقيمة 110 مليارات دولار.
انخفاض الطلب في سوق الصين
وأشار المحلل لدى "إي ماركتر" جاكوب بورن إلى أن "انخفاض الطلب على آي فون في الصين أدى إلى انخفاض كبير في الإيرادات".
وكانت "آبل" قد نجحت في تخطي "سامسونغ" عام 2023 على صعيد مبيعات الهواتف الذكية، لكن الشركة الأميركية تراجعت مجددًا عن الصدارة أمام العملاق الكوري الجنوبي في الربع الأول من عام 2024، بحسب شركة الأبحاث المتخصصة "اي دي سي".
في المقابل، سجلت العلامتان التجاريتان الصينيتان "شاومي" و"ترانسيون" نموًا قويًا، في سياق الانتعاش في هذه السوق.
خدمات "آبل" تحقق رقمًا قياسيًا
وخلال مؤتمر مع المحللين، شدّد رئيس "آبل" تيم كوك على أن مقارنة الأرقام الجديدة مع تلك المسجلة أوائل عام 2023 غير مواتية، إذ إن تلك الفترة سجلت مبيعات كبيرة لهواتف "آبل" الذكية بعد حل مشكلات في سلسلة التوريد.
وأكد كوك أيضًا أن مبيعات هواتف آي فون "تواصل نموها في أسواق معينة، بما في ذلك الصين". وقال: "بحسب (بيانات شركة) كانتار، فإن الهاتفين الذكيين الأكثر مبيعًا في المدن الصينية خلال الربع الماضي هما آي فون 15 وآي فون 15 برو ماكس".
إلى ذلك، رحب تيم كوك بـ"الرقم القياسي التاريخي" للخدمات، التي تشمل متجر التطبيقات "آب ستور" ومنصات بث الموسيقى والفيديو "آبل تي في بلاس"، فضلًا عن خدمات تخزين البيانات عن بعد "كلاود".
وحقّق هذا النشاط حجم مبيعات يقارب 24 مليار دولار، وبات يمثل أكثر من 26% من إيرادات الشركة.
وقال المحلل في شركة "فورستر" توماس هوسون "على المدى الطويل، أعتقد أن تطور شركة آبل نحو نموذج أعمال قائم على الخدمات يمثل مقاربة صلبة لتعويض اعتمادها على مبيعات آي فون".
وأضاف: "من وجهة نظر تجارية، من الواضح أنه لا المنتجات الجديدة التي جرى إطلاقها في الربع الأول (مثل خوذة "فيجن برو" وجهاز "ماك بوك إير" الجديد) ولا التحديث المتوقع لنطاقات الأجهزة الأخرى مثل الأجهزة اللوحية وأقلام الكتابة، سيكون له تأثير على نتائج الشركة في المستقبل القريب".
إستراتيجية غامضة بشأن الذكاء الاصطناعي
كما تلقت شركة "آبل" أسئلة كثيرة من المحللين حول إستراتيجيتها في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي (إنتاج محتوى بناءً على استعلامات بسيطة باللغة اليومية).
لكن على عكس شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى، على رأسها "غوغل" و"مايكروسوفت"، التي أعلنت عن منتجات وخدمات مساعدة جديدة بالذكاء الاصطناعي، لا تزال إستراتيجية آبل في هذا المجال غامضة، في انتظار إعلانات محتملة في مؤتمر المطورين المقبل في يونيو/ حزيران.
وقال تيم كوك: "لا أريد استباق إعلاناتنا. أود فقط أن أقول إننا نعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصة مهمة جدًا لمعظم أجهزتنا. ونعتقد أن لدينا مزايا تميزنا في هذا المجال".
وأجرت "أبل" بداية العام الجاري عمليات صرف عمّال، كما واجهت ملاحقات قانونية وأثارت الجدل في مواضيع عدة. فقد طردت الشركة أكثر من 600 شخص في كاليفورنيا في نهاية مارس، في إطار خطة اجتماعية لا يزال نطاقها الكامل غير معروف.
ورفعت الحكومة الأميركية دعوى قضائية ضد شركة "آبل" في الشهر نفسه، بسبب ممارسات احتكارية مرتبطة بهواتف "آي فون" وقيود تفرضها المجموعة على مطوري التطبيقات.