استقبلت روسيا خلال الفترة الماضية وعلى نحو لافت ومريب وفودا من الفصائل الفلسطينية بما فيها فصائل هامشية وصغيرة، فيما بدا تعبير عن رغبة روسية في الانخراط شكلاً بالشأن الفلسطيني لتحقيق أهداف سياسية وإعلامية خاصة بها، ولفت الانتباه عن جرائمها الموصوفة في ساحات عربية أخرى مثل سوريا وليبيا، بينما كان مستهجناً استقبال وفد من المجلس الانتقالي الانفصالي في اليمن خلال الفترة نفسها في استغلال موصوف أيضاً للقضية الفلسطينية لتمرير وشرعنة أفكار انفصالية وتطبيعية عبر عنها دون خجل رئيس الوفد الانتقالي الانفصالي.
إذاً، استقبلت روسيا خلال الأسابيع الماضية وعلى مدى زمني قصير وفودا فلسطينية تمثل حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية وتيار القيادي المنشق عن حركة فتح المقيم في أبو ظبي محمد دحلان. بدا الأمر برمته لافتاً ومريباً وأقرب إلى النفاق والانتهازية خاصة مع ترسيخ المنحى الوطني المباشر للحوارات الفلسطينية خلال الشهور الماضية بعيداً عن الوساطات العربية والإقليمية والدولية.
بدا النشاط الروسي وكأنه رد مباشر على حوار إسطنبول الثنائي بين فتح وحماس منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، علماً أن تركيا استضافت اللقاء في القنصلية الفلسطينية بإسطنبول دون أي تدخل أو تطفل منها اللهم إلا دعم ما يتفق عليه الفلسطينيون أنفسهم. كما أن النشاط الروسي جاء رغم انتهاء زمن الوساطات الخارجية فلسطينياً، خاصة بعد التواصل المباشر الأخير بين حماس وفتح للتوافق على إجراء الحزمة الانتخابية الكاملة، علماً أن قصة الضمانات التي حضرت فيها روسيا أيضاً إلى جانب تركيا وقطر ومصر من أجل نزاهة واستمرارية العملية الانتخابية كانت رمزية إلى حد بعيد، وفي أفضل الأحوال شكلت غطاء ودعما خارجيا لعمل وجهد وتواصل فلسطيني مباشر.
ومع ذلك كله يمكن تفهم استقبال روسيا لوفود حمساوية وفتحاوية للبقاء في الصورة والاطلاع المباشر على ما جرى أو حتى لتشجيع فكرة الذهاب إلى الانتخابات كمدخل لإنهاء الانقسام وترسيخ الوحدة الوطنية.