Skip to main content

هل يُصلح شاي الملكة ما أفسده شاي الهند؟

صابر أيوب |
الإثنين 14 يونيو 2021
استقبلت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس الأميركي جو بايدن مع استعراض بحرس الشرف تلاه احتساء الشاي في قصر وندسور غرب لندن

احتشد كثر لاستطلاع مروحية الرئيس الأميركي جو بايدن وهي تحط به في حديقة قصر ويندسور مقر إقامة العائلة البريطانية المالكة؛ لاحتساء الشاي مع الملكة إليزابيث. لكن لماذا كل هذا الهوس بجلسة شاي مع بايدن الذي حلّ في بريطانيا للمشاركة في قمة مجموعة السبع؟

للشاي قصة غريبة في علاقة بريطانيا مع مستعمرتها السابقة، التي تمرّدت وباتت تعرف بالولايات المتحدة الأميركية.

وقبل أن يكون الشاي ثقافة وشايًا إنجليزيًا؛ كان نبتة هندية جعلت من شبه الجزيرة جوهرة المستعمرات البريطانية.

سيطرت شركة الهند الشرقية البريطانية لقرون على تجارة النبتة الهندية مع توابل أخرى. وعندما قرر التاج البريطاني رفع رسوم الشاي في موانئ مستعمرته الأميركية، قاد تجّار وأباطرة الشاي هناك تمردًا على الحكم البريطاني، وظهر ما بات يعرف بحزب الشاي الذي أصبح اليوم مصطلحًا سياسيًا يشير إلى أحزاب المعارضة.

في الحقيقة، لا تتذوق الملكة مع ضيفها الأميركي الشاي فحسب، بل تمارس الإغراء.

لقد دست الملكة إليزابيث النبتة الهندية في كوبي بايدن وزوجته، لتسدي معروفًا لحكومتها، فهي توظف دبلوماسية الشاي طمعًا في مساعدة من رئيس أقوى دولة في العالم، كي تستعيد بريطانيا عافيتها وهيبتها بعد مغادرتها الاتحاد الأوروبي.

تاهت لندن لعقود وضاعت في دواليب بيروقراطية المؤسسات الأوروبية. واليوم تبحث عن آفاق جديدة تعيد إليها الشمس التي لم تكن تغيب عنها، عندما كانت امبراطورية تسود العالم بقاراته ومحيطاته.

فهل يصلح شاي الملكة ما أفسده قبل قرون الشاي نفسه، الذي أدى إلى قيام دولة وليدة نابت عن بريطانيا العظمى في السيطرة على العالم؟

المصادر:
العربي
شارك القصة