الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

بين كوفيد والتغير المناخي.. "منافسة" الصين تطغى على أعمال قمّة السبع

بين كوفيد والتغير المناخي.. "منافسة" الصين تطغى على أعمال قمّة السبع

Changed

مجموعة السبع
تُجري مجموعة السبع اجتماعاتها في منتجع كاربيس باي الإنكليزي (غيتي)
بقيادة واشنطن سعى قادة دول المجموعة إلى إظهار وحدة صف حول الملفات الكبرى التي تواجه العالم؛ بدءًا بالتغيّر المناخي مرورًا بالجائحة ووصولًا إلى ممارسات روسيا والصين.

أكد قادة دول مجموعة السبع في ختام اجتماع مجموعة السبع الأحد عزمهم على وضع حد لجائحة كوفيد-19 من خلال توزيع اللقاحات، كما تعهّدوا بالتصدي للتغير المناخي، وذلك في قمة شهدت دفعًا باتّجاه دينامية جديدة تقوم على تعدد الأقطاب على رأسها الولايات المتحدة.

والقمة التي استمرت ثلاثة أيام في كورنوال في جنوب غرب إنكلترا هي الأولى منذ نحو عامين، وشهدت العودة إلى التواصل الحضوري المباشر بعد اعتماد المؤتمرات عبر الفيديو لأشهر طويلة.

رصّ الصفوف بوجه الصين وروسيا

وبقيادة واشنطن سعى قادة دول المجموعة إلى إظهار وحدة صف حول الملفات الكبرى التي تواجه العالم بدءًا بالتغيّر المناخي مرورًا بالجائحة ووصولًا إلى ممارسات روسيا والصين.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في ختام القمة إنه يتعين على الصين السماح بدخول محققين لتحديد ما إذا كان ظهور فيروس كورونا طبيعيًا أم نتيجة خطأ معملي، مضيفًا أن غياب الشفافية قد يولد وباء آخر.

ودعت مجموعة السبع الصين إلى "احترام حقوق الإنسان" في كل من إقليم شينغيانغ (غرب) حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونغ كونغ حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديمقراطية.

وشددت مجموعة السبع على "أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وتشجيع الحل السلمي للقضايا المتعلقة بالمضيق".

وأضافت: "ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، ونعارض بشدة أي محاولات أحادية لتغيير الوضع الراهن وزيادة التوتر".

وخلال جلسات العمل، سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رصّ صفوف حلفائه في مواجهة موسكو وبكين؛ وهو ما يشكل هدفًا رئيسيًا لجولته الأوروبية التي يفترض أن تؤكد "عودة" الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انتهاء عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

وتطرّقت مجموعة السبع أيضًا إلى الشقّ البيئي من خطة عالمية واسعة النطاق للبنى التحتية طُرحت السبت من أجل الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، للتشجيع على نمو مراع للبيئة عبر تحفيز الاستثمارات في موارد الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.

وأُطلق هذا المشروع بناء على مبادرة تقدّم بها بايدن. ويُفترض أن ينافس المشروع "طرق الحرير الجديدة"، وهو خطة استثمار ضخمة تنشرها الصين بهدف زيادة نفوذها في الخارج.

لكن هذه المقاربة أثارت استياء بكين التي نددت بقرارات "مجموعة صغيرة من البلدان" على حد تعبيرها.

التصدي للجائحة

وأعدّ قادة دول مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، خطة ترمي إلى تهيئة العالم لتمكينه من التصدي لجائحة جديدة في غضون أقل من مئة يوم، كما طالبوا منظمة الصحة بتحقيق أكثر تعمّقًا حول منشأ فيروس كورونا في الصين لمعرفة ما إذا نجم عن حادثة في مختبر.

وإزاء الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة للتضامن، توصّلت دول المجموعة إلى تعهّد بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في ختام القمة.

واعتبرت جهات عدة من منظمات غير حكومية إلى منظمة الصحة العالمية أن التعهّد ضئيل جدًا، معتبرة أن العالم بحاجة إلى 11 مليار جرعة لقاحية للقضاء على الجائحة.

تعاون وإنتاجية "استثنائيّان"

وأكد الرئيس الأميركي الأحد أن بلاده عادت حاضرة في الدبلوماسية الدولية عبر قمة مجموعة السبع التي عكست "تعاونًا وإنتاجية استثنائيَّين".

واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعطى "زخمًا جديدًا" لأعمال المجموعة. 

وقال بايدن في المؤتمر الصحفي: "الجميع على الطاولة أدركوا ويتفهمون الخطورة والتحديات التي نواجهها، والمسؤولية التي تقع على عاتق ديمقراطياتنا التي نفخر بها لتعزيزها وتقديمها لبقية العالم".

مجموعة السبع "ليست معادية" للصين

من جهته، صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ الدول الصناعية السبع تمثّل "تجمع ديمقراطيات" تسعى إلى "العمل مع الصين بشأن كافة القضايا العالمية".

وقال ماكرون: إن دول مجموعة السبع ربما يكون لها خلافات مع الصين حول قضايا مثل العمل القسري وحقوق الإنسان، لكنها ليست ناديًا معاديًا للقوة الاقتصادية الآسيوية.

وأضاف ماكرون:"الصين منافس اقتصادي نتوقع منه الاحترام الكامل لقواعد التجارة الدولية".

الملف المناخي

وكرّر القادة السبع أيضًا التزامهم بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030، ووقف المساعدات الحكومية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم اعتبارًا من هذا العام.

والهدف هو الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون 1,5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، وهو عتبة يعتبر العلماء أنه بتخطيها يصبح التغيّر المناخي خارج السيطرة.

وفي هذا الإطار يعتزم قادة الدول توفير ملياري دولار لمؤازرة العملية الانتقالية نحو طاقة مراعية للبيئة في الدول الأكثر فقرًا.

وستزداد مساهمات مجموعة السبع من أجل إيجاد تمويل يصل إلى مئة مليار دولار سنويًا حتى العام 2025 للسياسات البيئية للدول الفقيرة.

ويرى الناشطون البيئيون أن هذه القرارات ضعيفة ويطالبون بأفعال وليس بأقوال؛ وهو ما شددوا عليه خلال تظاهرات في كورنوال.

وندّدت منظمة غرينبيس بـ"وعود قديمة" أعيد إطلاقها فيما وصفت "إكستينكشن ريبيليون" القمة بأنها "فاشلة".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close