توتر في بيروت.. حزب الله وحركة أمل يتهمان مجموعات من القوات اللبنانية

أصدرت قيادتا حزب الله وحركة أمل بيانًا جديدًا جدّدا فيه إدانة "العمل الإجرامي والمقصود الذي يستهدف الاستقرار والسلم الأهلي"، وفق توصيفهما.

واتهم الحزبان في بيانهما مجموعات من "القوات اللبنانية" مباشرة بالوقوف خلف الاعتداء المسلح، عبر انتشارها في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات وممارسة عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد.

ودعا الجانبان إلى تحمل الجيش والقوى الأمنية مسؤولياتهم في إعادة الأمور إلى نصابها وتوقيف المتسببين بعمليات القتل والمعروفين بالأسماء والمحرضين الذين أداروا هذه العملية المقصودة من الغرف السوداء ومحاكمتهم وإنزال أشد العقوبات بهم.

دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، "قيادة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية كافة إلى ضبط الوضع وإيقاف الاشتباكات التي تحصل في منطقة الطيونة".

وأكد أن "ما تشهده بيروت مرفوض ومدان"، وطالب الحكومة اللبنانية بـ"عقد اجتماع عاجل وطارئ للحد من التفلت الأمني الخطير، الذي إن تطور لا ينذر إلا بالسوء".

وأشار إلى أنّ "البلد يمر بمرحلة خطيرة تحتاج إلى وقفة وطنية جامعة للبنانيين جميعًا دون استثناء، من أجل إنقاذ لبنان، والقضاء على الفتنة والتركيز على وحدة الموقف اللبناني".

أفادت مراسلة "العربي" في العاصمة اللبنانية بيروت عن عودة الهدوء بعد انتشار وحدات الجيش اللبناني في مناطق الاشتباكات.

وأشارت إلى أنّ الحذر يبقى سائدًا من إمكان عودة المواجهات، خصوصًا في ساعات الليل.

أكدت مصادر في حركة أمل لـ"العربي" توقف إطلاق النار بشكل تام بين المسلحين في أحياء العاصمة اللبنانية بيروت.

يأتي ذلك بعد تصاعد التوتر على مدى ساعات، بعد سقوط قتلى وجرحى خلال تظاهرة لمناصري الحركة وحزب الله، ضدّ المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

اعتبر الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان، أنّه "مؤسف وخطير جدًا أن تعود الى بيروت من جديد مشاهد إطلاق النار والقنص التي تذكر اللبنانيين بحقبات مضت وتم طيها إلى غير رجعة".

وإذ أكد الحزب على أحقية التظاهر السلمي في إطار حرية التعبير عن الرأي ضمن الأصول والقوانين، أشار إلى أن المظاهر المسلحة وإطلاق الرصاص "مرفوضة جملة وتفصيلًا من أي جهة كانت"، مشددًا على ضرورة إيلاء الجيش والقوى الأمنية الدعم الكامل لضبط الوضع واستتباب الأمن".

أفاد مراسل "العربي" بأنّ مستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت تطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتبرع بالدم من جميع الفئات.

بحاجة الى دم من جميع الفئات مستشفى الساحلريتويت لو سمحتوا

— Nourr 🙆‍♀️🇱🇧 (@alayane_nour) October 14, 2021

في تحديث جديد لحصيلة ضحايا أعمال العنف في بيروت، أعلن الصلي الأحمر اللبناني عن سقوط ستة قتلى وأكثر من 30 جريحًا في الاشتباكات بين مسلحين في منطقتي الشياح وعين الرمانة ببيروت.

🚨إشتباكات #الطيونة🚨 [تحديث]: ٦ ضحايا و اكثر من ٣٠ جريح حتى الساعة pic.twitter.com/9km8M6ZCiw

— Lebanese Red Cross (@RedCrossLebanon) October 14, 2021

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنّ الجيش حامي الوطن "ليس شعارًا نردده في المناسبات الوطنية، بل هو فعل إيمان يترجمه الجيش كل يوم بتضحيات جنوده وشجاعتهم وحكمة قيادتهم، وهذا ما تجلّى اليوم في التصدي للأحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة الطيونة".

وقال ميقاتي: "الجيش ماضٍ في إجراءاته الميدانية لمعالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن وإزالة كل المظاهر المخلة بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث وإحالتهم على القضاء المختص".

وكان ميقاتي انتقل بعد ظهر اليوم  إلى مقر وزارة الدفاع حيث استقبله وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش جوزيف عون، ثم انتقلوا إلى غرفة عمليات قيادة الجيش لمتابعة مجريات الأوضاع من قائد الجيش وأعضاء مجلس القيادة.

رصدت كاميرا "العربي" عمليات إجلاء المدنيين من المبنى الذي يتعرض لعمليات إطلاق رصاص في منطقة الشياح في بيروت.

وبحسب مراسلة "العربي"، ثمّة مطالبة بوقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بالخروج.

حصل "العربي" على مشاهد خاصة للمواجهات وإطلاق النار في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد التوتر الذي تصاعد إثر تظاهرة لمناصرين لحزب الله وحركة أمل ضد المحقق العدلي.

ورصدت كاميرا "العربي" في تغطية حيّة على الهواء مباشرة، من قلب منطقة الاشتباكات، إطلاق النار والقذائف، في حين أشارت مراسلة "العربي" إلى غياب أي تدخل رسمي لوقف ما يجري حتى الآن، رغم مرور ساعات على بدء الاشتباكات.