تثير عربات التوك توك جدلًا واسعًا في موريتانيا بعد قرار سلطات البلاد وقف حركتها في بعض مقاطعات العاصمة، وتحديدًا الراقية منها.
وكانت العاصمة الموريتانية نواكشوط شهدت وقفات احتجاجية ومظاهرات قادها العشرات من سائقي عربات التوك توك رفضًا لقرار السلطات الموريتانية.
فقد اعتبروا القرار الأخير جائرًا بحقهم في الوقت الذي تحتاج فيه هذه الأحياء إلى خدمات النظافة وصرامة في ضبط واستغلال المرافق العمومية، وفق رأيهم.
وتنتشر العربات ثلاثية العجلات بشكل ملحوظ في بلدان عديدة حول العالم، وتشكل وسيلة نقل شبه أساسية يعتمد عليها الكثير من الناس لقضاء حاجياتهم.
وفي موريتانيا، اكتسب قرار السلطات بوقف التوك توك في بعض مقاطعات العاصمة، والذي لم تتبناه جهة حكومية بعينها، صفة رسمية بعدما دافع عنه وزير البترول والمعادن الناطق باسم الحكومة.
فالوزير الناني ولد أشروقه شدد على أن القرار جاء لتنظيم هذه العربات وتصنيفها، والحد من خطورة حوادث السير التي قد يتسبب بها سائقو هذه العربات، على حد تعبيره.
جدل على مواقع التواصل
وأثارت هذه الأزمة جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء صورًا ومقاطع لآليات تابعة لجهاز أمن الطرق وهي تزيح بعض العربات، التي قرر أصحابها تركها على قارعة الطريق تعبيرًا عن احتجاجهم.
واعتبر نشطاء آخرون أن القرار من شأنه أن يمنع السائقين المتهوّرين من الإضرار بسيارات المواطنين وتهديد سلامتهم.
وكتب المدوّن محمدو ويس أن القرار يأتي في وقت تعاني فيه الطبقة العمالية من البطالة وعدم توفر العمل، وسط تضييق من طرف السلطة في ظل ضعف في القدرة الشرائية يستدعي اتخاذ إجراءات فورية تحسّن من أوضاع سائقي تلك المركبات.
أما عبد الله مرزوق، فيقول: مع منع أصحاب عربات "التوك توك" من دخول بعض الأحياء الراقية يصبح المواطنون أمام نوع من التمييز والفصل يتجاوز اللون والعرق.
بدوره، يؤيد الشاب ولد خراشي قرار الدولة القاضي بمنع التوك توك في وسط المدينة، واصفًا تلك العربات بأنها "أسوأ وسيلة نقل في هذا العصر، ولا توفر أدنى معايير السلامة، وتساهم في الازدحام المروري وتشوه صورة المدينة"، حسب تعبيره.
