Skip to main content

أزمة العراق.. الحلبوسي يؤيد مبادرة الكاظمي وتخوف من انفلات الشارع

الثلاثاء 2 أغسطس 2022

تشهد الساحة العراقية مزيدًا من التطورات المليئة بالأحداث التي قد تجر البلاد إلى الاقتتال الداخلي، الذي يطل برأسه من جديد.

فمناصرو التيار الصدري مستمرون بالاعتصام داخل مبنى البرلمان، وهم وسعوا نطاق تحركهم إلى مدن في جنوب ووسط وشرق البلاد، ما قابله أمس خروج مناصري الإطار التنسيقي في مظاهرات ردًا على احتجاجات التيار الصدري، لتزيد من لهيب الوضع الساخن في العراق وتجعل من البلاد مفتوحة على كافة السيناريوهات.

وبعد ظهر اليوم، أعلنت مديرية الدفاع المدني السيطرة على حريق اندلع في دار الضيافة بمجلس النواب في المنطقة الخضراء وسط بغداد بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

أما التطور المهم الذي برز في هذه الأزمة العراقية، هو ظهور أطراف دينية من مدينة النجف على خط الوساطة، بهدف وقف التصعيد بين الطرفين، كما خرجت طهران عن صمتها إزاء التطورات العراقية مشددة على ضرورة الاحتكام إلى الدستور والآليات القانونية.

وتصاعد التوتر في العراق إثر رفض مقتدى الصدر لاسم  محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي، الذي يضمّ فصائل شيعية موالية لإيران، لرئاسة الوزراء.

الحلبوسي يؤيد مبادرة الكاظمي

وفي جديد التطورات السياسية، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، عن تأييده لمبادرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن الأحداث في البلاد.

وقال الحلبوسي في تغريدة على تويتر: "نؤيد مبادرة رئيس مجلس الوزراء لإيجاد صيغة حلّ بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد"، مشددًا على "أهمية جلوس الجميع إلى طاولة الحوار".

وأكد على "المضي بخطوات عملية؛ لحل الأزمة الراهنة، وصولًا إلى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محدّدة".

وأمس الإثنين، دعا الكاظمي، إلى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن كل الأطراف لوضع خارطة طريق للحلّ.

ماذا تتضمن مبادرة الكاظمي؟

وقال الكاظمي في بيان: إن "عراقنا الغالي يشهد احتقانًا سياسيًا كبيرًا قد ينذر -لا سمح الله إذا لم يتدخل العقلاء- بعواقب وخيمة، وبينما أخذنا جميع الإجراءات، والتدابير اللازمة لضبط الوضع، والحفاظ على الأمن، ومنع هدر الدم العراقي، ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة، وخفض التصعيد؛ للبدء بمبادرة للحل على أسس وطنيّة"، داعيًا "الجميع إلى عدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد".

وحث الكاظمي، "جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حل سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني".

وقال الكاظمي للمتظاهرين: إن "رسالتكم واضحة، والتزامكم بالهدوء والتنظيم واجب، ومحط تقدير؛ وقد حان الوقت الآن للبحث في آليات إطلاق مشروع إصلاحي يتّفق عليه مختلف الأطراف الوطنية، وأنا على يقين بأنّ في العراق ما يكفي من العقلانية، والشجاعة؛ للمضي بمشروع وطني يخرج البلد من أزمته الحالية".

وبين أنه "على القوى السياسية أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية والقانونية، فحكومة تصريف الأعمال قامت بكل واجباتها رغم تجاوزها السقف الزمني الذي رسمته التوقيتات الدستورية لتشكيل حكومة جديدة؛ مما يعد خرقًا دستوريًا، ومع كلّ ذلك فنحن كنا وما زلنا مستعدين لتقديم كل المساعدة؛ للوصول إلى صيغة حل مرضية للجميع، وبما يحفظ السلم الاجتماعي، واستقرار مؤسسات الدولة ومصالح الناس".

وتابع الكاظمي أنه "ومن هذا المنطلق وحرصًا على الدولة ومؤسساتها، وحقنًا للدم العراقي، أدعو جميع الأطراف إلى تبني أجواء التهدئة، ودعم مؤسسات الدولة من خلال الآتي: على الإخوة المتظاهرين التعاون مع القوات الأمنية، واحترام مؤسسات الدولة، وإخلائها، والالتزام بالنظام العام، كما أن على القوات الأمنية الدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة، والمؤسسات الرسمية، ومنع أي اعتداء عليها بكلّ الطرق القانونية، بالإضافة إلى الدعوة لحوار وطني عبر تشكيل لجنة تضم ممثلين عن كل الأطراف لوضع خارطة طريق للحل".

هل تخرج الأمور في العراق عن السيطرة؟

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والمحلل السياسي رعد هاشم إن "الوضع في العراق يشهد جمودًا وانسدادًا سياسيًا، وإن هناك أوراق ضغط لدى الطرفين، جماهيرية من قبل التيار الصدري تقابلها أوراق ضغط سياسية محدودة الجماهير من قبل الإطار التنسيقي الذي يعتمد على استحواذه على البرلمان العراقي ويريد الإسراع في تشكيل الحكومة بخلاف رغبة التيار الصدري".

وأشار في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان إلى أن هناك احتكاكًا واسعًا بين التيار الصدري والإطار التنسيقي على المستوى السياسي، وأن هناك تداخلًا في الرؤى والمفاهيم، بالإضافة إلى خلاف معمق يصعب تحديد واقعه المستقبلي، لافتًا إلى أن كثيرًا من مطالب التيار الصدري يعتبرها كثيرون غير واقعية وإن كان بعضها يلقى قبولًا شعبيًا.

ويرى هاشم أن المرجعيات هي من يمكنها التدخل لضبط الشارع الآن رغم عدم الإعلان عن هذا التدخل بالنسبة لمرجعية النجف، مضيفًا أنه قد تكون هناك إشارات نحو التهدئة بشأن عدم حدوث تصادم في الشارع، محذرًا من انفلات الشارع العراقي الذي سينعكس سلبًا على الأوضاع في العراق.

وحول ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، يرى أن الأمور سائرة باتجاه ترشيح شخصية غير جدلية تحظى بقبول التيار الصدري، موضحًا أن جمهورًا واسعًا لا يعرف مدى جدية مطالب التيار الصدري.

وحول الموقف الإيراني من الأزمة العراقية، يوضح هاشم أن إيران تنظر إلى هذه المعضلة كورقة رابحة في محادثات الملف النووي الإيراني، مشيرًا إلى تناقض واضح في الرؤية الإيرانية حول مستقبل العراق، مضيفًا أن إيران تبعث برسائل ضاغطة على الأطراف، وتبعث بمندوبيها الأمنيين الكبار، لإحداث متغيرات في الرؤى عبر وسائل ضاغطة.

ويلفت إلى  أن احتجاجات التيار الصدري تنبئ بأن الصدر قد يذهب إلى خيارات تصعيدية أخرى، لكنه أشار إلى إمكانية حصوله على بعض المطالب التي تفضي إلى حلول.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة