السبت 27 يوليو / يوليو 2024

أزمة النيجر تتفاقم.. هل تنجح المساعي الدبلوماسية بإرساء حل؟

أزمة النيجر تتفاقم.. هل تنجح المساعي الدبلوماسية بإرساء حل؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش آخر تطورات الأزمة في النيجر بين التصعيد وجهود التهدئة (الصورة: غيتي)
ترتفع  أصوات غربية تطالب بإفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية في النيجر بينما تعقد "إيكواس" قمة استتثنائية الخميس لبحث الخطوات المقبلة.

نحو مزيد من التأزيم تسير الأمور المتعلقة بانقلاب النيجر في ظل تمسك الانقلابيين بمواقفهم وعدم وجود أي مؤشرات على رغبتهم بالعدول عنه. 

وأبلغ المجلس العسكري في النيجر المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس" رفضه السماح بقدوم وفد منها إلى نيامي قبل ساعات من إعلان المجموعة أنها تفضّل الحل الدبلوماسي والسلمي للتعامل مع الانقلاب. 

كما رفض المجلس السماح لوكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بلقاء الرئيس المعزول محمد بازوم عقب لقاء دام ساعتين عقدته الدبلوماسية الأميركية في نيامي مع قادة الانقلاب رفضوا خلاله عودة الرئيس المنتخب. 

وبالتزامن مع ذلك، عيّن المجلس العسكري رئيس وزراء جديدًا خلفًا لرئيس الوزراء المعزول الموجود حاليًا في فرنسا. وهي خطوة أعقبت إغلاق المجال الجوي للبلاد مع انتهاء المهلة التي حددتها "إيكواس" للتدخل عسكريًا سعيًا لإعادة محمد بازوم إلى السلطة. 

مطالبات بحلول دبلوماسية

وبينما تعقد "إيكواس" قمة استثنائية الخميس المقبل لبحث الخطوات التالية، ارتفعت أصوات غربية تطالب بإفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية.  

وذلك ما ذهبت إليه الولايات المتحدة في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، قال فيها: "إن الدبلوماسية هي السبيل الأفضل لحل الأزمة". وحذّر بلينكن من أن مجموعة فاغنر تعمل على استغلال الانقلاب العسكري، مستبعدًا في الوقت عينه وقوفها هي أو روسيا خلف الانقلاب.

وفي اتجاه الدبلوماسية والحوار وجه الاتحاد الأوروبي أشرعته، إذ قال متحدث باسمه إنه لا يزال يعتقد أن هناك مجالًا للوساطة في النيجر قبل القمة الاستثنائية لإيكواس.   

"واشنطن تحاول إعادة الديمقراطية"

وفي هذا الإطار، يعتبر مدير الشؤون الإفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي الأميركي كاميرون هدسون أن واشنطن تحاول إعادة الديمقراطية في البلد، وليست جاهزة لإعلان وفاة الديمقراطية في النيجر، بل تحاول بشكل دبلوماسي تحرير الرئيس بازوم وإعادته إلى السلطة.

وفي حديث إلى "العربي" من واشنطن، قال هدسون: "لذلك لم نشهد هذا النوع من العقاب أو تسمية ما وقع في النيجر بالانقلاب، لأنهم يأملون إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه". 

لكن هدسون يشير إلى تضاؤل هذا الاحتمال واتجاه واشنطن نحو مسار جديد، مستبعدًا دعم أميركا لأي تدخل عسكري في النيجر.

"مفاوضات شكلية"

من جهته، يعتبر الباحث في شؤون منطقة الساحل الإفريقي محمد ويس المهري أن المجلس الانقلابي في النيجر يعي أن المفاوضات مع إيكواس أو مع الغرب شكلية ومضيعة للوقت رغم أن مجموعة إيكواس تحضّر لتدخل عسكري ربما بدعم من فرنسا.

ولفت المهري في حديث إلى "العربي" من الجزائر إلى أن الولايات المتحدة كانت تقول في الأيام الأولى من الانقلاب إن بازوم يستطيع الاعتماد عليها، وإن واشنطن ماضية في هذا المسار خاصة وأن الهيمنة والنفوذ الفرنسي في المنطقة لم يكونا ليستمرا نتيجة للنهب الممنهج لثروات هذه البلدان وسوء الإدارة، وكان لزامًا أن يتم تغيير هذا الوضع. 

المهري الذي يشير إلى أن النيجر التي تمتلك اليورانيوم والذهب تجد نفسها من أفقر دول العالم، يعتبر أن ثقة الدول الإفريقية في العالم الغربي أصبحت معدومة، حيث إن فرنسا والولايات المتحدة يفعلون عكس ما يقولون في العلن.

"حل ديمقراطي"

ويرى الناشط السياسي والخبير في الأمن الإقليمي مختار الشين أن إدارة الرئيس جو بايدن عبر زيارات مبعوثيها لا زالت تريد حلًا ديمقراطيًا لهذه الأزمة، في ظل قانون أميركي لا يجيز التعامل مع أي نظام غير ديمقراطي. 

ولفت الشين إلى أن القاعدة العسكرية الأميركية في النيجر هي من أهم القواعد العسكرية في المنطقة بعد جيبوتي، وأن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم مساعدات لدول الساحل الإفريقي ومنها النيجر. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close