السبت 11 مايو / مايو 2024

أسبوع من المعارك في السودان.. لمَ فشلت الجهود الدولية بوقف إطلاق النار؟

أسبوع من المعارك في السودان.. لمَ فشلت الجهود الدولية بوقف إطلاق النار؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش مآلات الوضع في السودان في ظل فشل الجهود الدبلوماسية في وقف إطلاق النار (الصورة: غيتي)
بينما لم يلتزم الطرفان المتحاربان بالهدنات المعلنة، يرى بعض أطراف المجتمع المدني في الخرطوم أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا كبيرًا مما آلت إليه أوضاع البلاد.

طوى السودان صفحة الأسبوع الأول من القتال المحتدم بين الجيش وقوات الدعم السريع، في وقت لم تنجح الدعوات الدولية والجهود الدبلوماسية في تحقيق وقف لإطلاق النار.

وقد سجلت انتقادات لبطء الاستجابة الدولية في التعامل مع الأزمة، بينما تبرز تحذيرات إقليمية من خطورة أي تدخلات قد تعقد المشهد الملتهب في السودان.

ويعتبر متابعون أن ما يحصل يشكل إخفاقًا دبلوماسيًا دوليًا خصوصًا مع تصاعد المخاوف من الانزلاق إلى حرب شاملة.

ويرى بعض أطراف المجتمع المدني في الخرطوم أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا كبيرًا مما آلت إليه أوضاع البلاد بسبب طريقته في إدارة الأزمة، معتبرين أن الانتقال السياسي الذي جاء برعاية غربية أجج التوترات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتبدو العواصم الفاعلة مرتبكة في طريقة العمل وتنظيم الجهود لإطفاء الحريق السوداني بعد اصطدامها بالتحذير من التدخلات الخارجية.

داخليًا، ترى قوى الحرية والتغيير أن فرضية تدخل أطراف خارجية في الصراع ستطيل الأزمة السودانية وتحولها إلى حرب شاملة، فيما ينذر ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين الطرفين المتحاربين باستمرار الاشتباكات وقتًا طويلًا.

"دعوات لوقف النار من دون آلية للتنفيذ"

وفي هذا الإطار، تحدث مدير مكتب جامعة الدول العربية في السودان سابقًا السفير صلاح حليمة عن نداء صدر أخيرًا عن مهتمين بالشأن السوداني من منظمات ودول بمشاركة الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، تناول بشكل خاص ضرورة وقف إطلاق النار ودعا إلى تفعيل المفاوضات.

ولفت في حديث إلى "العربي" من القاهرة إلى أن البيان ذاته طالب بهدنة لمدة أسبوع يتم خلالها فتح ممرات إنسانية وإصلاح بعض ما أصاب البنية التحتية، مؤكدًا أن هذا النداء دفع بالجيش السوداني إلى قبول هدنة لمدة 3 أيام شرط عدم حصول تحركات عسكرية من جانب قوات الدعم السريع.

وشدد على أن أي آلية لوقف النار وحث الأطراف على الدخول في مفاوضات تراعي ما تم الاتفاق عليه في الاتفاق الإطاري يجب أن تبدأ أولًا من جانب الأمم المتحدة ومجلس الأمن لأنه السلطة المسؤولة عن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وذكّر حليمة بقرار صدر مؤخرًا من قبل مجلس الأمن والذي يدعو إلى وقف لإطلاق النار، إلا أنه اعتبر أن هذا القرار لم يقترن بآلية لمتابعته وتنفيذه.

وقال إن أي تدخل دولي في السودان يجب أن لا يكون من دولة أو منظمة وإنما في إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

"أوضاع معقدة"

بدوره، اعتبر رئيس تحرير صحيفة الأحداث السودانية عادل الباز أن الأوضاع باتت معقدة في السودان ولا يمكن بالتالي الاعتماد على هدنة، خصوصًا مع انتهاء 3 من مثيلاتها سابقًا من دون أي نتيجة.

ولفت في حديث إلى "العربي" من لوسيل إلى أن مجموعات مسلحة تجوب الشوارع بات من الصعب السيطرة عليها، ورأى أن هناك تبسيطًا من قبل المجتمع الدولي لما يجري في السودان.

الباز تحدث عن شكوك حول الدور الذي يلعبه المجتمع الدولي في هذه الأزمة، متسائلًا عما إذا كانت الجهود التي يبذلها "تهدف إلى حماية طرف متقهقر يكاد يندحر في الحرب الجارية" على حد تعبيره.

"لا جدية في وقف إطلاق النار"

الباحث في مركز التقدم الأميركي لورانس كورب دعا للسماح لبعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام ومصر ودول الاتحاد الإفريقي بإجراء العمليات الإنسانية وإتمام عمليات الإجلاء من السودان.

ورأى في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن الولايات المتحدة قادرة على وقف القتال بين الطرفين المتحاربين في السودان، مشددًا على أن هذه القوى المتحاربة ليست جدية في الالتزام بوقف إطلاق النار.

وقال إن واشنطن حاولت بالسبل الديبلوماسية وقف القتال إلا أن الوضع تدهور، متحدثًا عن أن قوات فاغنر الروسية تتسبب بأزمة من خلال دعمها لقوات الدعم السريع السودانية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close