الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

أصوات تنتقد دورها بالسياسة الأميركية.. ماذا نعرف عن منظمة "أيباك"؟

أصوات تنتقد دورها بالسياسة الأميركية.. ماذا نعرف عن منظمة "أيباك"؟

Changed

استحوذت القضية الفلسطينية على تأييد متزايد في الرأي العام الأميركي عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
استحوذت القضية الفلسطينية على تأييد متزايد في الرأي العام الأميركي عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة - رويترز
أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى زيادة الضغط على مناصري القضية الفلسطينية من قبل جماعات الضغط الداعمة لإسرائيل.

على خلفية المواقف المتباينة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ظهرت مواجهة بين جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة وعدد من التيارات التي وصفت نفسها بالتقدّمية تحديدًا في الحزب الديمقراطي.

فبعد أن استحوذت القضية الفلسطينية على مزيد من مساحات التأييد في الرأي العام الأميركي عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، زاد الضغط على مناصري القضية من قبل جماعات الضغط الداعمة لإسرائيل.

ما هي "أيباك"؟

وأبرز هذه الجماعات لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، والتي تُعتبر إحدى أبرز وأقوى هذه الجماعات داخل الولايات المتحدة منذ أسّسها يشعيا كينين عام 1953 تحت اسم "اللجنة الصهيونية الأميركية للشؤون العامة"، قبل أن يتغيّر الإسم إلى "أيباك" عام 1963.

وكان الهدف من تشكيل اللجنة تأمين الدعم المالي لإسرائيل، والتي كانت تُواجه مشكلة في استيعاب المهاجرين اليهود وما شكّلوه عليها من عبء مالي واقتصادي.

وطوّرت "أيباك" أدواتها وأساليب الضغط للتأثير على الإدارات والمؤسسات الأميركية لتأمين هذا الدعم، وتعميق التحالف الأميركي الإسرائيلي، والعمل على ضمان عدم ترجيح كفّة العلاقات الأميركية مع العرب على حساب إسرائيل.

ومنذ تأسيسها، روّجت "أيباك" لفكرة أنّ إسرائيل تتشابه مع الولايات المتحدة من حيث تبنّيها للقيم الديمقراطية، بخلاف مُحيطها العربي الذي يفتقر لأسس النظام الديمقراطي، لتكون أقرب للولايات المتحدة من أي دولة عربية.

وعلى مدى عقود طويلة، استطاعت "أيباك" التأثير على مؤسسات تنفيذية وتشريعية أميركية لضمان عدم صدور قرارات تُضرّ بإسرائيل وعلاقاتها مع واشنطن، من خلال تمويل الحملات الانتخابية لمرشّحي الرئاسة أو الكونغرس الداعمين لإسرائيل.

انتقادات لـ"أيباك"

ورغم النفوذ الكبير لـ"أيباك" باعتبارها جماعة ضغط أميركية، فقد واجهت بعض الأصوات المنتقدة والرافضة لتدخّل اللجنة في السياسات الأميركية وتوجيهها لصالح دولة خارجية هي إسرائيل.

وبعد أن أثار العدوان على غزة عاصفة اتهامات ضد إسرائيل بأنّها تشنّ حرب إبادة، برز مؤخرًا عدد من السياسيين الأميركيين الذين انتقدوا إسرائيل، ومنهم عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي مارك بوكان الذي وصف "أيباك" بـ"السرطان داخل الديمقراطية الأميركية".

ولمواجهة نفوذ جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، أعلنت نحو 25 منظمة أميركية تحالف "أرفض أيباك" الذي ضمّ منظمات عربية وإسلامية ومنظمات يهودية مناهضة لإسرائيل، إلى جانب منظمات تدعم الحقوق الفلسطينية مثل: الحملة الأميركية للعمل من أجل حقوق الفلسطينيين.

ويسعى التحالف لدعم السياسيين المستهدفين من قبل "أيباك" بحملات لتشويه صورتهم أمام الناخب الأميركي ومواجهة التحريض عليهم داخل الكونغرس، إضافة إلى التصدّي لما يُعرف بـ"المال المُظلم" وهي تبرّعات الأفراد للمرشّحين السياسيين دون الالتزام بإبلاغ الحكومة الأميركية بأسماء المتبرّعين وفق النظام الانتخابي الأميركي.

ويبدو أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة، شحن الأجواء الأميركية وخلق تيارًا جديدًا قد يكون له دور أكبر في الحد من نفوذ جماعات الضغط الداعمة لإسرائيل وتقليص دورها في تشكيل السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وقضاياه.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close