الجمعة 3 مايو / مايو 2024

أكبر عملية منذ الانتفاضة الثانية.. 7 قتلى إسرائيليين بإطلاق نار في القدس

أكبر عملية منذ الانتفاضة الثانية.. 7 قتلى إسرائيليين بإطلاق نار في القدس

Changed

آخر تحديث:
28 يناير 2023 00:11
تغطية لـ"العربي" من مكان تنفيذ العملية (الصورة: تويتر)
أطلق فلسطيني النار في أثناء مروره بجانب عدد من المستوطنين على متن سيارة، ما أسفر عن مقتل 7 منهم وإصابة 13 آخرين على الأقل.

سقط عدد من القتلى والجرحى في عملية إطلاق نار وقعت قرب كنيس يهودي في مستوطنة "نافيه يعكوف" قرب بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، مساء الجمعة.

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، أطلق فلسطيني النار في أثناء مروره بجانب عدد من المستوطنين على متن سيارة، ما أسفر عن مقتل 7 منهم وإصابة 13 آخرين على الأقل.

وأفادت شرطة الاحتلال بأن المنفذ هو الشاب خيري علقم (21 عامًا) من مخيم شعفاط؛ ورجحت أنه نفذ العملية لوحده بمسدسه الحربي، وقالت إنه دون سوابق أمنية.

وأشارت مراسلة "العربي" من مكان الحادث كريستين ريناوي، إلى أن "قوات الاحتلال طوّقت المكان وسط حالة استنفار عالية.

ولفتت المراسلة إلى أن "المستوطنين بدؤوا بالخروج قرب مكان حصول العملية، هاتفين بشعارات مناهضة للعرب والفلسطينيين"، مشيرة إلى إعلان قوات الاحتلال عن قتل منفذ العملية.

تفاصيل العملية

من جهته، أشار مراسل "العربي" في بيت لحم، إلى أن "الفرح عمّ في مخيم جنين، حيث اعتبر الفلسطينيون أن ما حصل هو انتقام من اعتداءات قوات الاحتلال المستمرة".

ولفت المراسل إلى أن "بعض مناطق الضفة الغربية المحتلة شهدت توزيعًا للحلويات فرحًا بالعملية".

وأفاد بأن قوات الاحتلال أغلقت عددًا من حواجز الضفة، تزامنًا مع مواجهات على أكثر من جبهة بين فلسطينيين ومستوطنين في محافظة الخليل.

بدوره، أوضح مراسل "العربي" أحمد دراوشة أن "الاستخبارات الإسرائيلية لم تكن تتوقع عملية بهذا الحجم"، مؤكدًا أن هذه العملية هي الأكبر في القدس منذ الانتفاضة الثانية.

وعن تفاصيل العملية، نقل المراسل عن الإعلام الإسرائيلي بأن "منفذ العملية دخل الكنيس اليهودي وبدأ بإطلاق النار، ونتيجة خلل في سلاحه، اضطر للخروج وتوجّه نحو سيارته، وبعد عودته إلى الكنيس، مرّت دورية للشرطة وبدأ تبادل إطلاق النار".

من جانبه، أفاد مراسل "العربي" في غزة أحمد خلف بأن "شباب القطاع نزلوا إلى الشوارع ابتهاجًا بالعملية، وسط تكبيرات المساجد وتوزيع للحلويات".

وأشار المراسل إلى أن "المسيرات الاحتفالية تخيّم على القطاع منذ اللحظات الأولى للإعلان عن العملية".

مهاجمة بن غفير في مكان العملية

وخلال زيارة موقع العملية، هاجم مستوطنون وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحملوه مسؤولية عملية إطلاق النار بمدينة القدس.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عبر موقعها الإلكتروني: إن "عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا بن غفير لفظيًا أثناء تواجده في مكان تنفيذ العملية، وقالوا له: هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك كوزير".

وبين شريط مصور نشرته الصحيفة، أن الشرطة الإسرائيلية أخرجت بن غفير من المكان تحت حماية مشددة، بعد أن هاجمه المستوطنون بالمكان بكلمات تحمله مسؤولية الهجوم.

الشهيد خيري علقم - تويتر
الشهيد خيري علقم - تويتر

كما زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مكان الحادث، وبقي في المكان لمدة 20 دقيقة، قبل أن يغادر دون الإدلاء بأي تصريح.

وقطع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، زيارته الخاصة إلى الولايات المتحدة حيث من المقرر أن يعود إلى البلاد وعقد جلسة لتقييم الوضع الأمني.

وقال غالانت عقب جلسة لتقييم الوضع الأمني بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية، إن "جهاز الأمن سيعمل بيد من حديد ودون مساومة ضد الإرهاب، وسنصل إلى كل من كان ضالعًا في العملية".

وأصدر غالانت تعليمات للأجهزة الأمنية خشية وقوع عمليات أخرى.

ردود فعل محلية ودولية

وعقب العملية، قالت وزارة الخارجية الأميركية: "تحدثنا مرارًا عن الحاجة لخفض التصعيد وندين أي عنف يستهدف المدنيين، ونحن نعي التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل والسلطة الفلسطينية وندين العمليات ضد المدنيين".

كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجه فريقه للأمن القومي بتقديم المساعدة لنظرائهم الإسرائيليين.

وقالت كارين جان-بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان: "ندين بشدة الهجوم الشنيع المروع الذي وقع هذا المساء في معبد يهودي بالقدس، نشعر بالصدمة والحزن بسبب فقدان الأرواح".

وأضافت: "الهجوم وقع بشكل درامي في اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست الذي يحيي فيه العالم ذكرى من ماتوا في الهولوكوست".

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة عن "إدانته الشديدة" للهجوم، ووصفه بأنه "شنيع، لاسيما وأنه وقع في يوم إحياء ذكرى المحرقة"، وفق ما أورد المتحدث باسمه في بيان.

وقال ستيفان دوجاريك: "إنه من الشنيع للغاية أن الهجوم استهدف مكان عبادة، وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست".

فلسطينيًا، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن "شعبنا لن يستسلم أمام السياسات والجرائم الفاشية للاحتلال، وإن مقاومتنا مستمرة وستطاله في كل مكان حتى الخلاص منه ونيل حقوقنا كاملة في الحرية والاستقلال".

كما اعتبرت حركة "حماس"، مساء الجمعة، أن عملية إطلاق النار في مدينة القدس جاءت "ردًا سريعًا" على استشهاد 10 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال أمس الخميس، في الضفة الغربية، بينهم 9 بمخيم جنين.

وقال مشير المصري القيادي بالحركة، في بيان: "نبارك العملية البطولية في القدس المحتلة والتي تأتي ردًا سريعًا على مجزرة جنين".

وأضاف المصري، أن "العملية دليل على حيوية المقاومة وجهوزيتها وقدرة المقاومين على الرد على الجرائم الإسرائيلية".

إطلاق نار في نابلس

في السياق نفسه، ردّ المستوطنون الإسرائيليون باستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل: إن طواقم الإسعاف نقلت ثلاث إصابات جميعها بحالة مستقرة إلى مستشفى رفيديا، أصيبوا برصاص المستوطنين عند مدخل بيتا.

وكان شهود عيان أكدوا أن مركبة إسرائيلية أطلقت النار على عدد من الشباب عند مدخل بيتا ما أدى لإصابة الشبان الثلاثة.

وأضافوا أن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عند مدخل بيتا عقب إصابة الشبان الثلاثة، أطلقت خلالها الرصاص الحي، ما أدى لإصابة مواطنين بالرصاص.

مجزرة في جنين

ويأتي الحدث بعد يوم من استشهاد 10 فلسطينيين في الضفة، 9 منهم خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها.

وكانت قوة إسرائيلية اقتحمت مخيم جنين الخميس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "قوات الأمن نفذت عملية داخل مخيم جنين للاجئين، بعد ورود معلومات استخبارية عن نية تنظيم الجهاد الإسلامي تنفيذ هجوم كبير"، من دون تقديم دليل أو تفاصيل.

وطالبت فرنسا، اليوم الجمعة، إلى "الامتناع عن تأجيج التصعيد"، وذلك إثر غارات جويّة شنّتها إسرائيل على غزّة، ردًّا على صواريخ أطلقت من القطاع بعد استشهاد عشرة فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلّة.

وأوضحت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آنّ-كلير لوجاندر، أنّ "فرنسا تعرب عن قلقها العميق إزاء مخاطر التصعيد، بما في ذلك في قطاع غزة"، في أعقاب المجزرة التي نفّذها جيش الاحتلال أمس في مخيّم جنين بالضفة الغربية.

وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض الجمعة أنّه "قلق للغاية" إزاء "تصاعد أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين".

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين: إنّ الولايات المتحدة "قلقة للغاية من تصاعد العنف في الضفة الغربية، وكذلك أيضًا من الصواريخ التي تمّ إطلاقها على ما يبدو من غزة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close