تُظهر بعض الحيوانات حجم الخطر الذي يمكن أن تتسبب به من شكلها، كالأسود والنمور وغيرها، إلا أن بعض الكائنات الأخرى الموجودة على كوكبنا، قد تكون أشد فتكًا، رغم صغر حجمها، كالبعوض.
فعلى الرغم من صغر حجمها وضعف بنيتها، إلا أن البعوضة حشرة تودي بحياة مئات الآلاف من البشر، نظرًا لقدرتها على نقل الأمراض.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن "أكثر الكائنات فتكًا في العالم" هي البعوضة التي تقتل وفقًا لبعض التقديرات ما بين 500 ألف إلى أكثر من مليون شخص سنويًا.
ويعد السبب الرئيسي لقتل البعوض هذا العدد الكبير من البشر هو كونه ناقلا للأمراض ولا سيما الملاريا.
ونقل موقع "لايف سينس" عن شانون لادو، عالمة بيئة الأمراض في معهد كاري لدراسات النظم البيئية في ميلبروك، قولها: "إن الملاريا كانت مدمرة جدًا على البشر لفترة طويلة".
ناقل للملاريا
وتسبب الملاريا كائنات طفيلية وحيدة الخلية ينقلها بعوض الأنوفيلة من شخص لآخر. ويعد هذا المرض نادرًا في أميركا الشمالية وأوروبا، لكنه شائع في أجزاء من إفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الجنوبية، وفقًا لموقع "أور وورلد أند داتا".
وقد تسببت الملاريا في وفاة حوالي 619 ألف شخص في عام 2021، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وغالبًا ما يمكن علاج هذا المرض برعاية صحية متاحة، لكنه قد يكون خطيرًا بالنسبة للبعض مثل الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 80% من جميع وفيات الملاريا في إفريقيا سُجلت بين الأطفال دون سن الخامسة.
كما ينشر البعوض أيضًا مجموعة من الأمراض الأخرى، بما في ذلك حمى الضنك وفيروسات الشيكونغونيا و"غرب النيل" و"زيكا" والعدوى الطفيلية داء الفيلاريات اللمفاوي.
سر فعالية البعوض بنقل الأمراض
أشارت لادو إلى أن إناث البعوض تتغذى على الدم، ما يعني أنها تنقل بسهولة مسببات الأمراض من مجرى دم شخص إلى آخر.
كما أنها صغيرة الحجم وذات أجنحة، مما يسهل انتقالها وعملية اللدغ من دون أن ينتبه أحد.
والمشكلة، حسب لادو، أن البعوض يعتمد على الماء للتكاثر، تمامًا كما يحتاج البشر للماء للعيش، مما يعني أننا نميل إلى التواجد في الأماكن نفسها.
ورغم ذلك، هناك طرق لتقليل خطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض ومنها تحديث البنية التحتية في المنازل.
ويمكن أن تساعد حواجز النوافذ في إبقاء البعوض خارج المنازل، ويمكن تجنب تجميع المياه في حمامات السباحة المفتوحة.
بعوض معدل وراثيًا
ورغم الأخطار الكامنة خلف هذه الحشرة، إلا أن علماء أميركيين حاولوا الاستفادة من البعوض لمكافحة الأمراض.
ففي عام 2021، أطلق علماء في ولاية فلوريدا الأميركية 500 مليون بعوضة معدلة وراثيًا بهدف تقليل عدد البعوض الذي ينقل الأمراض القاتلة.
واعتمد المشروع على استعمال بعوض عُدلت موروثاته كي تموت الإناث من نسله خلال مرحلة اليرقات، وهو ما يساعد على تقليل أعداد الأنواع التي تنقل أمراضًا خطرة مثل الحمى الصفراء وحمى الضنك وفيروس زيكا.
وأثبتت التجارب السابقة نجاح التقنية في قتل نسل هذه الفصيلة وساعد بتقليل أعدادها بنسبة 95%، لكن جمعيات بيئية حذّرت من الخطوة بسبب احتمال ظهور بعوض هجين مقاوم للمبيدات الحشرية.
لكن البعوض ليس الكائن الفتاك الوحيد على كوكبنا، إذ تقتل الثعابين ما بين 81000 و138000 شخص كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ما يجعلها واحدة من أكثر الحيوانات فتكًا بالبشر.
كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن داء الكلب، وهو مرض ينتشر عن طريق لدغة من الثدييات المصابة (غالبًا الكلاب)، يقتل حوالي 59000 شخص كل عام.