الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

أكثر من مليار دولار.. "نستله" تسعى لمنع عمالة الأطفال في زراعة الكاكاو

أكثر من مليار دولار.. "نستله" تسعى لمنع عمالة الأطفال في زراعة الكاكاو

Changed

تقرير يرصد الخلافات بين المزارعين الأفارقة وشركات الشكولاته العملاقة بسبب أسعار الكاكاو (الصورة: غيتي)
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى صياغة قواعد لإجبار شركات الأغذية العملاقة على أن تُثبت بحلول عام 2024، أن جميع حبوب الكاكاو الخام خالية من عمالة الأطفال.

يعمل حوالي 1.5 مليون طفل في حقول الكاكاو في ساحل العاج وجارتها غانا، اللتين تنتجان معًا 60% من حبوب الكاكاو في العالم.

ومنذ أكثر من عقدين، تعهّدت شركة "نستله" ومنافسوها من شركات الأغذية العالمية بمحاربة عمالة الأطفال في صناعة الكاكاو، التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار، غير أن النتائج كانت محبطة للغاية، وفقًا للكثير من الخبراء والجمعيات الحقوقية.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى صياغة قواعد من شأنها أن تُجبر شركات الأغذية العملاقة على أن تُثبت بحلول عام 2024، أن جميع حبوب الكاكاو الخام التي تدخل في صناعة منتجاتها خالية من عمالة الأطفال.

وقالت الصحيفة إنه في مقابل كل قطعة شوكولا بسعر جنيه إسترليني واحد في سوبر ماركت بريطاني، يحصل المزارع في ساحل العاج على حوالي 6 بنسات، مضيفة أن هذا يدفع المزارعين في الكثير من الأحيان إلى إجبار أبنائهم وبناتهم على العمل في هذه الصناعة.

استثمارات بمليارات الدولارات

وتتنافس شركات "نستله"، و"مارس"، و"كادبوري مونديليز إنترناشونال"، لتنظيف سلاسل التوريد الخاصّة بهم والإعلان عن استثمارات بمليارات الدولارات.

وقال جاب فويتن، كبير المستشارين في معهد "كي آي تي رويال تروبيكال" (KIT Royal Tropical)، وهي منظمة مستقلة غير ربحية درست ممارسات "نستله" و"مارس" وغيرها، للصحيفة: "قبل عشرين عامًا، كانت الكثير من الشركات تعد بتقديم صورة جميلة مما يشير أنهم كانوا يحاولون الاعتناء بهذه الأمور".

وأضاف: "تخضع تلك الشركات هذه الأيام لمزيد من التدقيق من قبل المنظمات غير الحكومية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك لا يمكنهم أن يقدّموا قصصًا منافية للواقع".

وتسعى "نستله"، التي تعدّ أكبر شركة أطعمة ومشروبات في العالم بعدما حقّقت مبيعات بقيمة 90 مليار دولار خلال العام الماضي، إلى الدفع مباشرة للمزارعين في مقابل إبعاد الأطفال عن حقولهم، ضمن خطط مشروطة لتحويل مباشر للنقود.

بنوك مجتمعية وممارسات مستدامة

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من خطة الشركة لتشمل عشرة آلاف أسرة تعمل في الزراعة في ساحل العاج، على أن تشمل لاحقًا جميع العائلات البالغ عددها 160 ألف أسرة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، وبتكلفة تبلغ 1.19 مليار دولار أميركي.

وفي إطار تلك الخطة، ستدفع "نستله" لكل عائلة حوالي 500 دولار سنويًا، إذا أرسلت أطفالها إلى المدرسة، وقامت بممارسات مستدامة في الزراعة، مما قد يضاعف دخلهم.

ويعيش مزارعو الكاكاو في ساحل العاج على دخل يُقدّر بنحو 0.78 دولارًا يوميًا، بينما يحصلون في غانا على دولار واحد تقريبًا، وكلاهما أقلّ بكثير من خط الفقر المدقع الذي حدّده البنك الدولي وهو 2.15 دولارًا يوميًا.

وضمن الخطة، موّلت "نستله" إنشاء بنوك مجتمعية تُديرها زوجات المزارعين، والتي قالت العديد من النساء إنها سمحت لهنّ بالحصول على قروض للاستثمار في صالونات تصفيف الشعر، وبيع الفاكهة، وغيرها من الأعمال التجارية، قبل سدادها من الأرباح. 

وقال ألاتين برو، الذي يرأس مبادرة الكاكاو الدولية، وهي مؤسسة تمّ إنشاؤها لتقديم تعهّد صانعي الشوكولاتة في عام 2001 لإنهاء عمالة الأطفال للصحيفة البريطانية: "يُدرك المزارع أن العمل خطير، ولا ينبغي للطفل أن يقوم به، لكن ليس لديه ما يكفي من الدخل لتوظيف عمال بالغين، أو لا يمكنه العثور على العمالة الماهرة للقيام بهذه المهمة".

ومع ذلك، فإن مفهوم "حبة الكاكاو غير الملوّثة باستغلال الأطفال" ليست واضحة تمامًا، إذ إنه بموجب التعريف المقبول لعمل الأطفال، يُسمح للأطفال فوق 13 عامًا بأداء مهام خفيفة لمدة تصل إلى ساعتين يوميًا، على غرار زراعة الشتلات دون القيام بأعمال مُجهدة وخطيرة كالحراثة، وحمل الأكياس الثقيلة، أو استخدام المناجل.

وبينما يتمّ تنفيذ حوالي 40% من زراعة الكاكاو في ساحل العاج خارج أي برامج للاستدامة، قال مصدر مطلع على الصناعة للصحيفة: "من الصعب جدًا ضمان خلو صناعة الكاكاو من عمالة الأطفال".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close