Skip to main content

أنكر فيها وجود شعب فلسطيني.. تصريحات سموتريتش تثير الغضب مجددًا

الإثنين 20 مارس 2023

يواصل مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، تحريضهم ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها تصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التي أنكر فيها وجود الشعب لفلسطيني.

وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الإثنين، أن "التصريحات العنصرية" لمسؤولين حكوميين إسرائيليين تعتبَر دعوة "لخلق الفوضى واستمرار العنف وتخريب جهود التهدئة".

وذكرت الوزارة أن تلك التصريحات بمثابة "دعوات إسرائيلية رسمية تصدر عن مسؤولين في قمة الهرم السياسي الإسرائيلي لخلق الفوضى واستمرار دوامة العنف بهدف تخريب الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة".

وعبرت عن إدانتها "بأشد العبارات للتصريحات والمواقف التحريضية التي يطلقها أكثر من مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ووجوده".

وقالت الخارجية: إن تلك التصريحات "تجد باستمرار صداها في التصعيد الحاصل في اعتداءات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين".

وأضافت الخارجية، أن "هذه المواقف تعكس العقلية الاستعمارية الظلامية التي باتت تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة، وتخلق مناخات لنمو التطرف والإرهاب اليهودي ضد شعبنا".

تصريحات سموتريتش

وكان رئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش قد قال: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وادعى سموتريتش، أنه "لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون، لأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني". وأضاف: "على المرء أن يقول الحقيقة من دون الانصياع لأكاذيب وتحريفات التاريخ، ومن دون الخضوع لنفاق حركة المقاطعة والمنظمات الموالية للفلسطينيين".

وكان سموتريتش يتحدث في لقاء مع مؤيدين لإسرائيل في باريس بعد مقاطعته رسميًا إثر دعوته سابقًا لمحو بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية، وإن كان قدم اعتذارات خجولة أثارت ردود فعل عالمية غاضبة ضده.

ووصل سموتريتش إلى باريس قبل أيام بعد زيارة إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، للمشاركة في مؤتمر نظمته مؤسسة إسرائيلية، وقاطعه المسؤولون الأميركيون.

وسموتريتش مستوطن، ويدعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ويدعو لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل.

"دليل قاطع على الفكر العنصري المتطرف"

بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن تصريحات الوزير الإسرائيلي "دليل قاطع على الفكر العنصري المتطرف الذي يحكم أطراف الحكومة الإسرائيلية الحالية".

وفي كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الفلسطيني، قال اشتية: إن "هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأن الأراضي الفلسطينية متنازع عليها، وأنها أرض الميعاد"، معتبرًا أنها "ادعاءات واهية ووهمية".

وتابع اشتية: "هذه التصريحات للذي أراد أن يبيد (بلدة) حوارة (شمالي الضفة الغربية)، المعبرة عن عنجهية القوة والغطرسة، لا تهز انتماءنا لأرضنا ولتاريخنا".

وشدد على أن "كل الآثار والتاريخ يبرهن على التصاق الفلسطيني بأرضه منذ فجر التاريخ البشري والإنساني".

وقال: "نحن الذين أعطينا لفلسطين اسمها وللأرض قيمتها ومكانتها، هذه الأرض لنا".

وذكر رئيس الوزراء الفلسطيني، أن "إسرائيل دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون، وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ، وقد تعلمنا من التاريخ أن الاستعمار إلى زوال، وأن إرادة شعبنا لا تهزهما تصريحات مزوري التاريخ وادعاءاتهم الباطلة".

"تصريحات إسرائيلية سابقة"

وكانت الوزيرة في حكومة الاحتلال أوريت ستروك، أدلت بتصريحات تحريضية مماثلة، حول الفلسطينيين، ومحالهم التجارية ومصالحهم الاقتصادية.

وفي مطلع شهر مارس/ آذار الجاري، قال سموتريتش إن بلدة حوارة في نابلس "يجب أن تمحى"، مضيفًا: "أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصًا عاديين"، ما أثار ردود أفعال عربية ودولية منددة.

وجاء تحريض المتطرف سموتريتش على حوارة، بعد يومين من شن مئات المستوطنين هجومًا إرهابيًا عليها وعلى البلدات والقرى المجاورة لها، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإحراق عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية وتدميرها.

وجاءت تصريحات الوزير الإسرائيلي عقب اجتماع خماسي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية وضم مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين والولايات المتحدة، وانتهى بالإعلان عن "ضرورة تحقيق التهدئة على الأرض والحيلولة دون وقوع مزيد من العنف".

وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه التوترات بشكل حاد في أنحاء الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة وسط مداهمات عسكرية إسرائيلية متكررة تستهدف البلدات الفلسطينية، فيما استشهد نحو 90 فلسطينيًا بنيران إسرائيلية منذ بداية العام الحالي بحسب معطيات فلسطينية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة