Skip to main content

أوكرانيا صامدة أمام الهجوم الروسي.. موسكو ستواصل حربها "حتى النهاية"

الخميس 3 مارس 2022

أكدت أوكرانيا أن خطوط الدفاع صامدة في وجه الهجوم الروسي، فيما شددت روسيا على أنها ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا "حتى النهاية".

جاءت هذه التصريحات، فيما تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الثاني، حيث تتواصل المعارك على مختلف المحاور والجبهات والمدن، أبرزها العاصمة كييف وخاركيف (شرق)، وخيرسون جنوب البلاد التي استولت عليها القوات الروسية.

كما أنها تأتي قبيل جلسة ثانية من المحادثات يفترض أن تعقد اليوم الخميس بشأن وقف إطلاق النار بين المفاوضين الروس والأوكرانيين، بعد جولة سابقة عقدت على الحدود الأوكرانية البيلاروسية.

وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

جولة مفاوضات ثانية

وفي تلك الأثناء، توجّه الوفد الأوكراني لإجراء الجولة الثانية من المحادثات مع روسيا على الحدود البولندية البيلاروسية الخميس، على ما أعلن أحد أعضائه على تويتر.

وكتب مستشار الرئاسة الأوكراني ميخائيلو بودولاك على تويتر مرفقًا التغريدة بصورة تظهره مع المسؤول البرلماني ديفيد أراخاميا بالزي العسكري في ما يبدو أنه مقصورة مروحية "في الطريق إلى المفاوضات مع الاتحاد الروسي. نحن حاليا في المروحيات".

إفساد خطة موسكو الأولية

وفي أحدث مقطع فيديو نشره اليوم الخميس، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خطوط الدفاع صامدة في وجه الهجوم الروسي، مضيفًا أن القصف الروسي لم يتوقف منذ منتصف الليل.

وقال زيلينسكي: "ليس لدينا ما نخسره سوى حريتنا"، مضيفًا أن أوكرانيا تتلقى إمدادات أسلحة يوميًا من حلفائها الدوليين.

وذكر زيلينسكي أن تغير تكتيكات روسيا وقصف المدنيين في المدن أثبت نجاح أوكرانيا في إفساد خطة موسكو الأولية بإعلان انتصار سريع من خلال هجوم بري.

وطلب من روسيا استيعاب كلمة "تعويضات" نظرًا لأن كييف ستطالب موسكو بتعويضها عن كل ما دمره غزوها لأراضيها.

وفي هذا الإطار، قال زيلينسكي: إن "أوكرانيا تدفع معاشات ومعونات لمن منعتهم الحرب من العمل، مشيرًا إلى أن 16 ألفًا من الأجانب تطوعوا للقتال مع أوكرانيا.

وفي كلمة مفعمة بالعواطف قال زيلينسكي: إن "الأوكرانيين اجتازوا حربين عالميتين ومجاعة هولودومور والمحرقة والإرهاب السوفيتي وانفجار محطة تشرنوبيل النووية، وضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها للمتمردين في شرق البلاد".

وتابع "لا نملك أكبر أرض. ليس لدينا أسلحة نووية، ولا نمد الأسواق العالمية بالنفط والغاز، لكن لدينا شعبنا وأرضنا. هذا ما نحارب من أجله".

روسيا ستواصل حرب أوكرانيا "حتى النهاية"

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إنه يعتقد أن بعض القادة الأجانب يستعدون للحرب ضد روسيا، مؤكدًا أن موسكو ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا "حتى النهاية".

وقال لافروف: إن روسيا "لا تفكر في حرب نووية".

واتهم لافروف في مقابلة مع التلفزيون الحكومي، بعد أسبوع من هجوم بلاده على أوكرانيا، الرئيس الأوكراني، وهو يهودي، بترأس "مجتمع تزدهر فيه النازية" دون أن يقدم دليلًا يدعم تصريحاته.

وأضاف لافروف أنه لا يشك في إمكانية التوصل لحل للأزمة الأوكرانية، وأن جولة جديدة من المحادثات ستبدأ بين مسؤولين أوكرانيين وروس.

لكنه قال إن الحوار بين روسيا والغرب يجب أن يستند على الاحترام المتبادل واتهم حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالسعي للحفاظ على تفوقه، قائلًا إنه رغم نوايا روسيا الطيبة فإنها لا تستطيع أن تدع أي طرف يقوض مصالحها.

وأكد على أن موسكو لن تسمح بوجود بنية تحتية في أوكرانيا تشكل تهديدًا لبلاده.

تهديد عسكري من أوكرانيا

وأضاف لافروف للتلفزيون الرسمي أن موسكو مقتنعة بأنها على صواب في مواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا، مشيرًا إلى أن بلاده لا يمكن أن تسمح بوجود ما وصفه بـ"تهديد عسكري من أوكرانيا".

وقال: "فكرة (السلاح) النووي تدور في أذهان الساسة الغربيين لكنها لم ترد في أذهان الروس... أؤكد لكم أننا لن نسمح لأي استفزاز بأن يفقدنا توازننا". وتابع قائلًا: إن روسيا لا تشعر بأنها في عزلة سياسية.

واتهم مسؤولون أوكرانيون القوات الروسية باستهداف مناطق مدنية، لكن لافروف قال إن القوات الروسية لديها أوامر مشددة باستخدام أسلحة عالية الدقة لتدمير البنية التحتية العسكرية.

وأضاف لافروف، دون أن يقدم دليلًا، أن روسيا لديها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة قلقة من احتمال فقدان السيطرة على ما وصفه بمعامل كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا، كما اتهم بريطانيا ببناء قواعد عسكرية هناك.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، كشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بلاده تواصل الاتصال بواشنطن من خلال السفارات في أغلب الأحيان، وتعتقد أن المحادثات مع أوكرانيا في بيلاروسيا يمكن أن تسفر عن نتائج.

وذكر ريابكوف أنه يعتقد أن أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستتحقق بالكامل، بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الروسية. 

الجيش الروسي يواصل تقدمه في أوكرانيا

من جانبه، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، بأن قوات بلاده دمرت 1612 منشأة عسكرية وبنى تحتية في أوكرانيا، منذ بداية التدخل العسكري. وأضاف في تصريحات صحفية، الخميس، أن الجيش الروسي يواصل تقدمه في أوكرانيا.

وأوضح أن القوات الروسية سيطرت على مدن بالاقيليا، وفينوغرادنايا، وسارتاكا، وفوديانوي، وستوبولي، ونوفو وبولتافكا، فيما ضيقت الخناق على مدينة ماريوبول، مفيدًا بأنه قد تم تدمير البنى التحتية العسكرية لأوكرانيا، مبينا أن آخرها كان تدمير مركز تكنولوجي للإذاعة والتلفزيون قرب العاصمة كييف.

وأشار كوناشينكوف إلى أن إجمالي المنشآت العسكرية والبنى التحتية التي دمرتها القوات الروسية في أوكرانيا، بلغ 1612 منشأة، وذلك منذ بداية التدخل العسكري.

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة