إجلاء المدنيين يتواصل على وقع الاشتباكات.. خطة روسية لتطويق كييف
فرّ آلاف اللاجئين الأوكرانيين إلى وسط وشرق أوروبا اليوم الأربعاء، والعديد منهم ليس لديه معارف أو أماكن محددة للذهاب إليها، في حين تجاهد الدول المضيفة لاستيعاب التدفقات.
وأوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أن عدد اللاجئين بلغ الآن على الأرجح ما بين 2.1 و2.2 مليون، منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط.
ويُعد معظم هؤلاء اللاجئين من النساء والأطفال، إذ بقي الرجال في بلدهم للقتال.
وأضاف غراندي أن أغلب اللاجئين حتى الآن يذهبون لأقارب أو أصدقاء أو معارف في الشتات، وليس لمراكز استقبال اللاجئين التي أقامتها السلطات.
لكنه أضاف أن هذا الوضع من المرجّح أن يتغيّر مع وصول المزيد من اللاجئين، وسيحتاج المزيد منهم للإقامة في مراكز الاستقبال. وتابع: "يتعيّن علينا أن نكون واقعيين وأن نستعد لذلك".
"يبحثون عن مكان"
وفي بلدة شيميشل، القريبة من أكثر المعابر الحدودية البولندية ازدحامًا، والتي أصبحت نقطة عبور وانتقال للاجئين، قال رئيس البلدية للصحافيين أمام محطة القطارات: "في البداية كان ما يتراوح بين 90 و95% أشخاصًا لديهم مكان يذهبون إليه، الآن هناك كثيرون يبحثون عن مكان. ليس لديهم أصدقاء أو أقارب".
وفي رومانيا، افتتحت السلطات في بوخارست مركزين لاستقبال الأطفال الأوكرانيين، حيث يمكنهم اللعب وممارسة الأنشطة، من أجل الأسر الموجودة هناك لبضعة أيام قبل المغادرة لوجهات أخرى.
وعند معبر سيريت الحدودي واصل الأوكرانيون عبور الحدود سيرًا على الأقدام أو بسيارات.
ويستقبل متطوعون اللاجئين ويقدمون لهم المشروبات الساخنة والطعام. وما زال السفر بالقطارات مجانيًا للأوكرانيين.
استمرار الإجلاء والاشتباكات
ومن نقطة تواجده على مشارف مدينة إربين، أفاد مراسل "العربي" عدنان جان، أن عمليات إجلاء المدنيين ما زالت متواصلة، متحدثًا عن أوضاع إنسانية صعبة للغاية وتزداد سوءًا يومًا بعد آخر.
وقال: إن مدنيين ما زالوا عالقين في مناطق لا يمكن للصليب الأحمر الأوكراني وفرق الإغاثة الأوكرانية الوصول إليها، ولا سيما تلك التي تقبع خلف خطوط تواجد الجيش الروسي.
إضافة إلى ذلك، أفاد أن النازحين الخارجين من منطقة إربين ما زالوا يتوافدون إلى المكان، بعدما كان قد تم إسعافهم ونقلهم بالباصات.
وأضاف: هنا يُقدم لهم الطعام والشراب من قبل فرق الدفاع المدني الأوكرانية، ليتم بعد ذلك إيصالهم إلى المناطق التي يريدون التوجه إليها في قلب العاصمة الأوكرانية كييف.
وكشف أن من يعانون من جروح أو أمراض يتلقون الإسعافات اللازمة، في حين يتم نقل الحالات الخطرة إلى المستشفيات.
وجان الذي قال إن عمليات الإجلاء مستمرة رغم تواصل الاشتباكات، كشف أن الأخيرة لم تتوقف في المحور الشمالي من العاصمة، وبالتحديد في إربين والمناطق المحيطة بها.
وقال: ما زالت تلك المناطق تشهد اشتباكات عنيفة، وكنا نسمع بين الفينة والأخرى إطلاق القذائف والصواريخ وأصوات المدافع والمعارك، التي تدور بين الطرفين في تلك المنطقة.
وتحدث عن خطة روسية لتطويق العاصمة من جهاتها الأربع، ومن ثم فرض الحصار عليها واجتياحها عسكريًا.
ونقل عن عمدة كييف قوله إن موارد المدينة تكفي لعشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير، مشيرًا إلى مناشدات لضرورة تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية والدعم اللوجيستي والعسكري للجانب الأوكراني؛ من أجل الصمود في وجه الاجتياح الروسي، بحسب التوصيفات المحلية.
وكان الجيش الروسي قد أعلن أنّه سيلتزم مجددًا اليوم الأربعاء، في بعض أنحاء أوكرانيا، بوقف إطلاق نار لإجلاء مدنيين عبر ممرّات إنسانية.
وأُقيمت صباح أمس الثلاثاء أولى ممرات إجلاء المدنيين، ولا سيما في سومي في شمال شرق أوكرانيا. ووصلت الدفعة الأولى من هؤلاء المدنيين "بأمان" بحسب الرئاسة الأوكرانية.