أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الإثنين، عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة المقرّرة في مايو/ أيار المقبل.
ويأتي قراره بعد أسابيع من إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تعليق نشاطه السياسي، وعزوفه عن الترشح.
وقال ميقاتي في كلمة وجّهها من دارته في طرابلس شمالي لبنان عشية إقفال باب الترشيحات: "أعلن عزوفي عن الترشّح للانتخابات النيابية، متمنيًا التوفيق للجميع".
"إيمانًا بحتمية التغيير"
وبرّر ميقاتي قراره بجملة أسباب، من بينها إيمانه "بحتمية التغيير، وبضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد ليقول كلمته ويحدد خياراته عبر الاستحقاق النيابي المقبل"، داعيًا في الوقت ذاته أهالي طرابلس إلى "المشاركة في الانتخابات، إذ لا يجوز التلكؤ عن القيام بهذا الواجب الوطني، لأي سبب كان".
وأعلن الحريري قبل أكثر من شهرين "تعليق" عمله السياسي وعدم خوضه مع حزبه تيار المستقبل الانتخابات البرلمانية، معتبرًا أن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبّط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".
تسوية، استقالة وتراجع.. #سعد_الحريري مسيرة سياسية متعثرة آخرها تعليق مشاركته في الحياة السياسية #تقدير_موقف #لبنان تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/9pfogn9fKK pic.twitter.com/HJFHshCK1W
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 31, 2022
وشهد لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 انتفاضة شعبية عارمة طالبت بسقوط كل الطبقة السياسية، التي حُمّلت مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي نخر كل مؤسسات الدولة. واستمرت التحركات الشعبية أشهرًا، ثم تراجعت.
وتعلن الأحزاب السياسية منذ أسابيع مرشحيها إلى الانتخابات، من دون أن يلاحظ تغيير أساسي في الأداء والأسماء.
وتنقل وكالة "فرانس برس" عن محلّلين قولهم إن القانون الانتخابي مفصّل على قياس هذه الأحزاب النافذة والمتجذرة، وأن الانتخابات لن تغير المشهد كثيرًا.
ويُشير تقرير الوكالة إلى أن تخبط مجموعات سياسية كثيرة وُلدت بعد ما صار يعرف بـ"ثورة تشرين" 2019، ونقص خبرتها وعدم قدرتها على توحيد لوائحها وبرامجها، لا يُساعد في التغيير.