Skip to main content

احتدام معركة مأرب.. قصف مطار أبها السعودي وموسكو تدعو لوقف العمليات العسكرية

السبت 20 مارس 2021
تشتدّ المعارك في محافظة مأرب

تتواصل المعارك على مختلف الجبهات اليمنية بين القوات الموالية للحكومة والتحالف السعودي - الإماراتي، وبين جماعة الحوثيين، بينما تشتدّ المعارك في محافظة مأرب آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليًا في شمال اليمن.

وتكثّفت، في الآونة الأخيرة، هجمات الحوثيين على أهداف في السعودية أبرزها منشآت "أرامكو" النفطية، ما يمثل تصعيدًا خطيرًا في حرب اليمن المستمرة منذ ستّ سنوات.

وأعلن التحالف اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخّخة أطلقها الحوثيون تجاه جنوب غربي المملكة، اليوم السبت، فيما شنّ التحالف غارات جوية لدعم قوات الحكومة اليمنية، التي صدت هجومًا للحوثيين غرب محافظة مأرب شمال اليمن.

في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن قواته استهدفت "موقعًا عسكريًا في مطار أبها الدولي، صباح السبت، بطائرة مسيرة من طراز قاصف 2".

ويقع مطار أبها الدولي في منطقة عسير، جنوب غربي المملكة، بين مدينتي أبها وخميس مشيط، وهو يبعد نحو 18 كيلومترًا عن كليهما.

وأضاف سريع، في بيان، أن "الاستهداف حقّق إصابة دقيقة"، مشيرًا إلى أنه يأتي "ردًا على تصعيد العدوان وحصاره المتواصل على اليمن".

وكان الحوثيون قد كثّفوا هجماتهم ضدّ المنشآت النفطية في السعودية، حيث تعرّضت مصفاة الرياض لتكرير النفط، الجمعة، لهجوم بطائرات مسيرة أدى إلى اندلاع النيران فيها، في هجوم تبنّاه الحوثيون، وهو الثاني الذي يستهدف منشأة طاقة سعودية هذا الشهر.

وأدانت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، الهجوم على المصفاة التابعة لشركة "ارامكو"، داعية كافة الأطراف إلى "الالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني والتخلّي فورًا عن العمليات العسكرية التي تؤدي إلى تدمير البنى التحتية المدنية".

إحباط التقدم نحو مأرب

من جهتها، نشرت وكالة الأنباء السعودية تسجيل فيديو قالت إنه يُظهر "إحباط محاولة للميليشيا الحوثية التقدّم باتجاه مأرب في الكسارة، والتصدّي لها من قبل الجيش الوطني اليمني والقبائل، بدعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن وقواته الجوية".

وذكرت الوكالة أنه "تمّ القضاء على أرتال الميليشيا الحوثية وتدمير معداتها العسكرية واصطياد بعض الدبابات وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف عناصرها الإرهابية".

وتحدّث مصدر حكومي يمني لوكالة "فرانس برس" عن "مقتل 70 مقاتلًا على الأقل، بينهم 22 جنديًا من القوات الحكومية، وجرح العشرات من الطرفين في مواجهات جديدة خلال الساعات 48 الماضية".

وأوضح المسؤول أن الحوثيين "شنّوا هجومًا عنيفًا مصحوبًا بالدبابات والعربات في جبهة الكسارة، وتمّ التصدّي للهجوم القوي بمساندة طيران التحالف".

من جانبهم، تحدّث الحوثيون، عبر قناة "المسيرة" التابعة لهم، عن 38 غارة جوية شنّها "التحالف" في عدة مواقع في محافظة مأرب.

وكان الحوثيون سيطروا، أمس الجمعة، على جبل هيلان الاستراتيجي في مأرب، عقب ساعات من القتال مع القوات الحكومية، خلّفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

ويُشكّل سقوط جبل هيلان "تهديدًا لجبهات الدفاع الأولى لمأرب"، حيث أوضح مصدر عسكري يمني أن الحوثيين "تمكّنوا من قطع خطوط إمداد بعض الجبهات، وباتوا يُسيطرون ناريًا على جبهة المشجح شمال غربي مأرب".

ومنذ عام ونيّف، يُحاول الحوثيون السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط، بهدف السيطرة على كامل الشمال اليمني، وقبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.

ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة المدعومة من التحالف السعودي - الإماراتي، إذ سيُسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أن السعودية والحكومة اليمنية مستعدتان لوقف لإطلاق النار والتفاوض لإنهاء الصراع في اليمن، لكنّ الناطق السابق باسم القوات الجوية التابعة للحوثيين عبد الله الجعفري اعتبر أن تصريح الخارجية الأميركية يأتي في "إطار الخداع السياسي"، في ظل تقدّم الحوثيين على مشارف مدينة مأرب.

ودعا الجعفري الأطراف "المعادية" إلى وقف الحرب ورفع الحصار قبل أي مفاوضات، على أن تستند إلى أهداف ثورة 21 سبتمبر/ أيلول، وأهمها رفع الوصاية الخارجية واحترام حسن الجوار.

تآمر وأجندات سياسية

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، في حديث إلى "العربي"، أن ما يجري اليوم من ضغط عسكري على مأرب هو نتيجة "لتآمر متعدّد الأطراف"، متهمًا "القوات التي تدّعي دعم السلطة الشرعية بكونها أحد المتآمرين" على مأرب.

واعتبر التميمي أن الهجوم على المنشآت السعودية في الرياض "يُمثّل أجندات إقليمية". وشرح أن الضغط الحوثي على مأرب "يُعبّر عن إصرار إيران على تحقيق مكاسب عسكرية تُخفّف عنها الضغوط الهائلة التي تتعرّض لها"، مضيفًا أن طهران تُريد أن تمتلك "ورقة قوية تُمكّنها من التفاوض على مستقبل ملفها النووي، ومن التحرّر من العقوبات الشديدة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة".

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفًا عسكريًا دعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتخوض نزاعًا داميًا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة