Skip to main content

استنكار "جرائم روسيا" في بوتشا الأوكرانية.. غوتيريش يدعو لتحقيق مستقل

الأحد 3 أبريل 2022

ما يزال قادة وزعماء العالم يتفاعلون مع حجم الجرائم التي ارتكبتها القوات الروسية في مدينة بوتشا الواقعة على بعد 37 كيلومترا شمال غربي العاصمة الأوكرانية كييف، بعد استعادة السيطرة عليها من قبل الجيش الأوكراني، والتي كشفت وجود حرب "إبادة جماعية" كما سماها الرئيس فولوديمير زيلينسكي ضد مواطني بلده.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأحد، "الهجمات الدنيئة" لروسيا على مدنيين في مدينة بوتشا، بأنها "جرائم حرب"، وذلك بعد العثور فيها على عشرات الجثث.

وفي بيان أصدره جونسون، قال فيه: إن "هجمات روسيا الدنيئة على مدنيين أبرياء في إيربين وبوتشا هي أدلة إضافية على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجيشه يرتكبان جرائم حرب في أوكرانيا".

جونسون: "بوتين يائس"

واعتبر رئيس وزراء بريطانيا أن "أي نفي أو تكذيب للكرملين لا يمكنه أن يطمس ما نعلم جميعًا أنه الحقيقة: بوتين يائس، اجتياحه على طريق الفشل وتصميم أوكرانيا لم يكن أكثر قوة".

ولم تتمكن القوات الأوكرانية من دخول كامل بوتشا إلا قبل يوم أو يومين بعد أن تعذر الوصول إليها لمدة ناهزت شهرًا.

وفور انسحاب القوات الروسية من بوتشا، بدت المدينة بوتشا كساحة حرب، حيث بدت المباني مدمرة والشوارع مليئة بالجثث في ثياب مدنية، إضافة إلى حطام محترق لدبابات ومدرعات روسية في كل مكان، حسبما أظهرت وسائل الإعلام.

وأكدت أمس السبت، بلدية بوتشا، أنه جرى دفن 280 شخصًا "في مقابر جماعية" في مدينة بوتشا، والتي شهدت معارك طاحنة، وتمكن الجنود الأوكرانيون من استعادتها أخيرًا.

في السياق نفسه، كتب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على تويتر أن "صور بوتشا التي لا تحتمل بعد انسحاب القوات الأوكرانية تثير استياءنا العميق. كل تضامني مع ضحايا هذه الهمجية".

ودعا ألباريس، لإجراء تحقيق سريع حول جرائم الحرب، مشدّدًا على ضرورة معاقبة المسؤولين عنها.

سولتش: نطالب بفرض مزيد من العقوبات

بدوره طالب المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأحد، بفرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد العثور على عشرات الجثث لمدنيين أوكرانيين في مدينة بوتشا، ووصفها شولتس بأنها "جرائم حرب".

وفي تصريح مقتضب في مقر المستشارية قال شولتش: "سنقرر إجراءات جديدة بين الحلفاء في الأيام المقبلة. الرئيس بوتين وداعموه سيتحملون تداعياتها". وأكد أن "الجرائم بحق المدنيين هي جرائم حرب".

وسبق أن طلب شولتس، قبيل ذلك بتسليط الضوء على هذه الجرائم "التي ارتكبها الجيش الروسي" بحق مدنيين في مدينة بوتشا التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها.

وشدّد على "وجوب محاسبة مرتبكي هذه الجرائم ومن خطط لها"، مطالبًا خصوصا بإفساح المجال أمام منظمات دولية لدخول المنطقة "لتوثيق هذه الفظائع".

واستنكر الزعيم الألماني "الصور المروعة والفظيعة" في بوتشا، قائلًا إن "الشوارع مليئة بالجثث. هناك حديث عن نساء وأطفال ومسنّين بين الضحايا".

كما شجبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك الأحد، ارتكاب "جرائم حرب" يتوجب "محاسبة" المسؤولين عنها.

وأكدت الوزيرة رفقة نائب المستشار روبرت هابيك أن الأوروبيين "سيشددون" عقوباتهم على روسيا.

وأضافت بربوك في تغريدة على تويتر "سنشدد العقوبات المفروضة على روسيا وسندعم أوكرانيا بشكل أكبر في مجال الدفاع".

الأمم المتحدة تشير لجرائم حرب

من جانبها، اعتبرت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، أن العثور على مقابر جماعية في مدينة بوتشا الأوكرانية بعد انسحاب القوات الروسية منها، يثير تساؤلات جدية عن "جرائم حرب محتملة"، مؤكدة أهمية الاحتفاظ بكل الأدلة.

وأفاد مكتب حقوق الإنسان في المنظمة الدولية، أن هذه الأخيرة ليست في وارد التعليق مباشرة على أسباب وظروف وفاة المدنيين في بوتشا".

ونوه إلى أن "ما نعلمه حتى اليوم يثير بوضوح تساؤلات جدية ومقلقة عن جرائم حرب محتملة وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني".

وأشار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن موظفيه على الأرض لم يتمكنوا بعد من التحقق من الأرقام، أو التفاصيل التي أعلنها مسؤولون أوكرانيون.

لكنّه قال "نحن نشعر بقلق عميق إزاء الصور المتوافرة ومقاطع الفيديو، بما فيها تلك التي تظهر جثثا فيما أيدي أصحابها مكبّلة خلف ظهورهم".

وتابع: "في الوقت نفسه، لا يمكننا استبعاد أنه من بين حوالي 300 جثة، ورد أن سلطات المدينة جمعتها من الشوارع وجرى دفنها في الأيام الأخيرة، هناك جثث لجنود أوكرانيين أو روس قتلوا خلال الأعمال العدائية".

ونوه المكتب الأممي، بأن المدنيين الذين توفوا لأسباب طبيعية، أو نوبات قلبية، أو غيرها من الظروف الصحية الناجمة عن الإجهاد، وعدم الحصول على الأدوية والمساعدة الطبية خلال الشهر الماضي، قد يكونون أيضًا من بين الذين عثر عليهم جثثا في شوارع المدينة.

غوتيرش يعرب عن صدمته من جثث بوتشا

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فقد أعرب عن "صدمته العميقة" لصور المدنيين القتلى في بوتشا.

وشدّد غوتيريش في بيان مقتضب بالقول: "لا بد من تحقيق مستقل يتيح محاسبة" المسؤولين عن هذه الجريمة.

بموازاة ذلك، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا، بارتكاب إبادة جماعية في بلاده، وذلك خلال مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس"، اليوم الأحد.

واعتبر زيلينسكي، الذي كان يتحدث بواسطة مترجم، أن ما جرى "إبادة جماعية تستهدف القضاء على الأمة بأسرها والشعب"، حسب تعبيره.

ولا تزال موسكو وكييف منخرطتين في مفاوضات سلام، لم تحرز تقدمًا كافيًا لعقد اجتماع على مستوى قادة البلدين.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة