الإثنين 13 مايو / مايو 2024

اضطراب أم مرض.. ما هو الصمت الاختياري وأسبابه عند الأطفال؟

اضطراب أم مرض.. ما هو الصمت الاختياري وأسبابه عند الأطفال؟

Changed

فقرة ضمن برنامج "صباح جديد" حول أسباب الصمت الاختياري عند الأطفال (الصورة: غيتي)
يعد الصمت الاختياري نادر الحدوث، ويبدأ لدى الطفل بين سن الثانية والخامسة من عمره، لكنه يُكتشف عادة بعد الخامسة وعقب دخول المدرسة.

يعد الصمت الاختياري، أو كما يطلق عليه "الصمت السلبي" أو التراكم، ظاهرة مرضية يختارها الطفل حلًا للهروب من بعض المشكلات النفسية والاجتماعية.

وهذا النوع من الصمت نادر الحدوث، ويبدأ لدى الطفل بين سن الثانية والخامسة من عمره، لكنه يكتشف عادة بعد الخامسة، وعقب دخول المدرسة، كما أنه أكثر شيوعًا بين الفتية مقارنة بالفتيات.

مع ذلك، يمكن للأطفال الأكبر سنًا أيضًا أن يصابوا بالخرس الانتقائي، وهو أحد مسميات الصمت الاختياري، وهناك العديد من الأعراض الدالة عليه، منها تدني المستوى التحصيلي أو المهني أو التواصل الاجتماعي، والفشل المتواصل في التحدث في المواقف الاجتماعية التي يتوقع أن يتحدث فيها الطفل عادة.

يعتمد تشخيص حالة الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري على التاريخ المرضي للطفل
يعتمد تشخيص حالة الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري على التاريخ المرضي للطفل. - غيتي

ما الفرق بين الصمت الاختياري والصمت بعد الصدمة؟

  • الأطفال الذين لديهم صمت اختياري يتكلمون على الأقل في وضعية واحدة ونادرًا ما يصمتون في جميع الوضعيات.
  • معظم الأطفال ممن لديهم صمت اختياري يقومون بسلوكيات مكبوتة وقد يبدون قلقين اجتماعيًا وهذا الصمت وسيلة لتجنب القلق.
  • يعتمد تشخيص حالة الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري على التاريخ المرضي للطفل.
  • يجري الطبيب المعالج تقييمًا للسمع والنطق واللغة باستخدام صوتيات مسجلة للطفل تحدد حالته المزاجية وتفاعلاته الاجتماعية.
  • يركز الطبيب المعالج على التطور العقلي للطفل إلى جانب التطور الجسدي الحركي واللغوي والمعرفي والاجتماعي.

ما هو الصمت الاختياري وأسبابه؟

وفي هذا الإطار، يشرح الاستشاري في طب الأطفال والمراهقين رشاد لاشين، أن الصمت الاختياري هو نوع من الضغط الاجتماعي أو القلق لدى الطفل في مواقف صعبة أو جديدة عليه ما يؤدي إلى توقفه عن الكلام، مشيرًا إلى أن الطفل يتكلم حينما يكون هادئًا وفي مواقف تروق له.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، إلى أن هناك درجات من الصمت الاختياري، كأن ينطق الطفل بكلمة أو كلمتين فقط ويصمت، أو يستعمل الإشارات أو يتكلم بهمس، موضحًا أن هذه الدرجات هي نوع من الخجل والخوف والرهاب الاجتماعي، وتنتمي إلى القلق بشكل عام، والقلق الاجتماعي بشكل خاص.

وحول أسباب الصمت الاختياري، يقول لاشين: إن "الأم والأب هما المسؤولان عن هذه الحالة"، مشيرًا إلى ضرورة أخذ العامل الوراثي بعين الاعتبار من خلال وجود شخص أصيب بهذا النوع من الاضطراب في الأسرة، بالإضافة للقلق بسبب حرص الأم الزائد على الطفل، مبينًا أن عدوى القلق قد تنتقل من فرد إلى آخر في العائلة، ما يؤدي إلى مجتمع قلق.

هل يمكن علاج الصمت الاختياري؟

ويبين أن ثقة الطفل الذي يعاني من صمت اختياري أو رهاب اجتماعي بنفسه ضعيفة، وشعوره بالاستقلالية ضعيف، مشيرًا إلى أن الطفل يتعلم الثقة في سنته الأولى، فيما يتعلم الاستقلال في السنة الثانية والثالثة من عمره.

ويتابع أن المرحلة العمرية من 3 إلى 6 سنوات تسمى المبادرة، بحيث يبدأ الطفل بتقديم نفسه للآخرين، مشيرًا إلى أنه في حال تلقى تشجيعًا في هذه المرحلة فسيستمر في تقديم نفسه، أما في حال تلقى سخرية من أحد ما فسيخاف من تكرار الأمر.

ويردف أن الإنجاز والنجاح والإنتاج كلها عوامل تطلق على المرحلة العمرية من 7 سنوات إلى 12 سنة.

ويشرح لاشين أن هناك فرقًا بين الصمت بعد الصدمة والصمت الاختياري، مشيرًا أن إلى الصمت الاختياري هو الحالة التي يصمت فيها الطفل خلال مواقف معينة، ولكنه يتكلم في مواقف أخرى، مضيفًا أن بعض الأطفال الذين يتعرضون للصدمة يحدث لديهم صمت كامل ويتوقفون عن الكلام إلى حين تعافيهم من آثار الصدمة.

ويتابع أن الصمت الاختياري لا علاقة له بالتوحد لأنه اضطراب وليس مرضًا، مبينًا أن الصمت الاختياري هو أحد عوارض التوحد.

ويوضح أنه يمكن علاج الصمت الاختياري من خلال التدريب الاجتماعي والعلاج المعرفي السلوكي والتدريب على التعرض لبعض المواقف الاجتماعية.

وينبه لاشين إلى إمكانية استمرار الصمت الاختياري مع الطفل إن لم تتم معالجته، وقد يضطر بعد ذلك إلى استخدام العلاج الدوائي من خلال مضادات الاكتئاب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close