توصل اجتماع ضم وزراء الطاقة في الأردن ومصر وسوريا ولبنان عُقد في عمان الأربعاء، إلى اتفاق حول خارطة طريق لنقل الغاز المصري برًا الى لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، بعد التأكد من جهوزية البنى التحتية.
وأتى الاجتماع الرباعي بعد زيارة أجراها وفد لبناني رسمي إلى دمشق السبت، بعدما منحت واشنطن لبنان الضوء الأخضر لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن عبر سوريا، ما يعني استثناءه من العقوبات المفروضة على الأخيرة.
انهيار لبناني غير مسبوق
ويعيش لبنان منذ نحو عامين انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق شلّ قدرته على استيراد سلع حيوية أبرزها الوقود. وانعكس شحّ المحروقات على مختلف القطاعات من كهرباء ومستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
وتتعلق المفاوضات باستجرار الغاز المصري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وبإمداده بالطاقة الكهربائية من الأردن الذي يستورد بدوره الغاز المصري لإنتاج الطاقة وكان يزود بها سوريا في الماضي.
وأشارت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائها الثلاثة، إلى أن "هدف الاجتماع كان وضع خطة عمل وخارطة طريق والتأكد من جاهزية البنى التحتية بدءًا من مصر وانتهاء بلبنان من أجل إيصال الغاز المصري" بعد "انقطاع لمدة عشر سنوات".
وتوقعت أن تتكون "خلال ثلاثة أسابيع صورة واضحة عن البنى التحتية التي هي شبه جاهزة ولكن هناك بعض الأمور بحاجة إلى الإصلاح".
3.5 مليون دولار لتأهيل خطوط الكهرباء
وأشارت الوزيرة الأردنية إلى أن "خط الكهرباء (داخل سوريا) تعرض إلى أضرار وبحاجة إلى أشهر لإصلاحه"، لافتة إلى أن اجتماعًا سيعقد في وقت قريب بين الأردن ولبنان وسوريا بهذا الصدد.
من جهته، أمل وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا أن "يتمّ الضخ (الغاز) في أقرب فرصة" بعد التحقق من "الشبكة والمرافق المتعلقة بتصدير الغاز ومراجعة بعض بنود التعاقد".
#عاجل | وزير الطاقة اللبناني: #لبنان اليوم بأمس الحاجة للمساعدة على تأمين الطاقة ونشكر المشاركين على دعمهم
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 8, 2021
ويحتاج لبنان حاليًا وفق ما أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريمون غجر في المؤتمر الصحافي، إلى "600 مليون متر مكعب من الغاز لتوليد 450 ميغاواط من الكهرباء". وأوضح أنّ بلاده "تعمل مع البنك الدولي لتوفير الغطاء المالي الصحيح" لاستيراد الغاز المصري.
وتنتج الشركة الوطنية للكهرباء (مؤسسة كهرباء لبنان) إمدادات محدودة للغاية مما يترك الشركات والمنازل معتمدة بالكامل تقريبًا على مولدات تملكها شركات خاصة صغيرة.
وكانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت في 19 أغسطس/ آب تبلغها من السفيرة الأميركية دوروثي شيا موافقة بلادها على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز مرورًا بسوريا، ما يعني موافقة واشنطن عمليًا على استثناء لبنان من العقوبات التي تحظر إجراء أي تعاملات مالية أو تجارية مع النظام السوري.
وجاءت موافقة واشنطن بعد وقت قصير من إعلان حزب الله أن "سفينة أولى" محملة بالمازوت ستتوجه من إيران الى لبنان، ما أثار جدلًا سياسيًا وتساؤلات عما يعنيه استقدامها، إن تم، لجهة خرق العقوبات الأميركية المفروضة على الجمهورية الإسلامية، الداعم الأول لحزب الله.
وغادرت السفينة الموانئ الإيرانية قبل نحو أسبوعين، ومن المتوقع أن تتوجه إلى سوريا لتفريغ حمولتها قبل نقلها برًا إلى لبنان.