الخميس 16 مايو / مايو 2024

الأحمر.. وثائقي يسلط الضوء على تهريب المرجان التونسي إلى إيطاليا

الأحمر.. وثائقي يسلط الضوء على تهريب المرجان التونسي إلى إيطاليا

Changed

غاصت الصحافية مبروكة خذير في الأنشطة المشبوهة التي تستنزف الشعاب المرجانية في تونس (الصورة: غيتي)
كشف وثائقي استقصائي بعنوان "الأحمر" كيف يغذي مرجان تونس تجارة رائجة في إيطاليا عبر تحالف شبكات تهريب دولية تنشط بين تونس والجزائر وروما.

المرجان هو شقيق اللؤلؤ وذهب تونس الأحمر وهو عبارة عن كنز موجود في أعماق البحر الأبيض المتوسط. فكثيرًا ما ينتهي المرجان التونسي في خزائن الإيطاليات أو غيرهن من اللاهثات وراء جواهر طبيعية يُعتقد أنها تطهّر الجسد من الطاقات السلبية.

شبكات تهريب دولية تورّد المرجان التونسي

ويغذي مرجان تونس تجارة رائجة في إيطاليا عبر تحالف شبكات تهريب دولية تنشط بين تونس والجزائر وإيطاليا، وفق ما كشف وثائقي استقصائي بعنوان "الأحمر". 

فقد غاصت الصحافية مبروكة خذير في شعاب أنشطة مشبوهة متشعبة تستنزف ثروة بحرية مهددة بالانقراض. وكشفت أساليب صيد جائر يستخدمها الصيادون المتحايلون تسمى "الحرث" في عرف أهل البحر. ويجرف قاع البحر دون أن يرحم الحي والميت من الشعاب المرجانية ولا تترك لها فرصة إعادة ترميم نفسها. 

وعلى مدى قرون، ظلّ مرجان تونس المادة الخام لورشات الحلي. لكن بريق عملة اليورو في الضفة الأخرى من البحر المتوسط أغرى التجار. 

فيغامر الطامعون في كنوز الأعماق ويختفون في أثواب صيادين ويمتطون قوارب صيد السمك ويجرفون قاع البحر بحثًا عن الربح السريع. 

ولا تنتهي مطاردات رجال الجمارك ومهربي المرجان في عرض البحر. فتونس التي تزخر سواحلها البحرية بالشعاب المرجانية لا ترخّص إلّا لستة قوارب باستغلال الشعب المرجانية وفقًا لشروط والتزامات بيئية. 

وأكثر من كونه مصدر رزق، فالمرجان في تونس إرث حضاري وحرفة مهددة بالاندثار وحلي ظلّت تزين تونسيات الساحل منذ الأزل. 

فيلم "الأحمر"

ويعرض فيلم "الأحمر" حاليًا في تونس من أجل زيادة الوعي بقضية بيئية قد يؤدي تجاهلها إلى حرمان السواحل التونسية من شعابها المرجانية. 

وفي حديث إلى "العربي"، تشير الصحفية والمخرجة مبروكة خذير إلى أن فكرة الفيلم انطلقت من العمل على تقرير مصغر لفائدة قناة ألمانية واكتشفت أن هذا العالم غزير جدًا من حيث المعلومة وإمكانية التقصي، فانطلقت في إنجاز فيلم استقصائي بيئي يسلط الضوء على شبكات تهريب المرجان بالطرق غير القانونية. 

ولفتت في حديث إلى "العربي" إلى أن تونس هي من البلدان القليلة على البحر المتوسط التي لا تزال تستخرج المرجان وتستثمر فيه بطرق قانونية لكن أكدت أن هناك شبكات دولية تحاول أن تهرب أطنانًا من المرجان سنويًا إلى إيطاليا ومنها إلى دول أخرى. 

وأشارت خذير من تونس إلى أن هذا الفيلم أنجز بالتعاون مع شبكة "صحافة الأرض" التي انطلقت في مشروع يدعم الأعمال الفنية التي تسلّط الضوء على ما يحصل داخل المحيط البحري. ولفتت إلى أن فيلم "لأحمر" يطرح قضية الصيد الجائر للشعاب المرجانية المهددة. 

وتؤكد خذير أن الفيلم يهدف أيضًا إلى توعية التونسيين بشأن هذه الثروة المنهوبة حيث يؤدي انقراض المرجان إلى اختلال التوازن الإيكولوجي في كل منطقة البحر الأبيض المتوسط. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close