Skip to main content

الأسرى في سجون الاحتلال.. معاناة مستمرة وحركة نضالية تخيف إسرائيل

الأحد 4 سبتمبر 2022

تمارس السلطات الإسرائيلية إجراءات غير إنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها، لكنها تراجعت عن بعض تلك الإجراءات تحت تهديد الأسرى بإضراب جماعي عن الطعام.

وتمكن الأسير خليل عواودة قبل أيام من انتزاع حق الافراج عنه، بعد أكثر من 6 أشهر من الإضراب عن الطعام.

يمتنع الأسرى في الإضراب عن تناول الطعام والسوائل باستثناء الماء. وبعضهم يتوقف عن شربه لأيام. 

وكان للإضرابات عدة ضحايا، أولهم الأسير عبدالقادر أبو الفحم الذي استشهد في 11 يوليو/ تموز عام 1970 خلال إضراب في سجن عسقلان.

"قد يموت في أي لحظة"

وكان الأربعيني خليل عواودة قد أضرب عن الطعام لأكثر من 160 يومًا احتجاجًا على احتجاز إسرائيل له. وتدهورت حالته الصحية، حتى أن محاميته قالت إنه قد يموت في أي لحظة.

والاحتلال الإسرائيلي كان قد اعتقل عواودة في ديسمبر/ كانون الأول 2021، واحتجزه منذ ذلك الحين من دون تهمة أو محاكمة.

وبعد نحو أسبوعين على الهدنة في غزة، جمد الاحتلال هذا الإجراء، الذي يُعرف بالاعتقال الإداري، لكن متحدثًا عسكريًا قال إنه ليس مسموحًا له بمغادرة المستشفى.

ويصل عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية من دون محاكمة إلى أكثر من 720 أسيرًا، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2008، بينهم 11 أسيرًا عربيًا من مواطني أو سكان إسرائيل، والآخرون فلسطينيون، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

تقييد خلال العلاج

إلى ذلك، تشير دراسة أجرتها نقابة الأطباء الإسرائيلية، إلى أن أكثر من 96% من الأسرى تلقوا العلاج مقيدين.

ويأتي أسلوب تقييد الأسرى خلال تلقيهم العلاج أو نقلهم للمستشفيات، الذي ينتهجه الاحتلال منذ عقود، بهدف أن يكون عقابًا إضافيًا.

وهو يُعد جزءًا من منظومة كاملة في التعامل مع الأسرى المرضى، طال أيضًا الأسيرات اللواتي أنجبن داخل السجون وعددهن 10.

ويفيد نادي الأسير الفلسطيني، بأن هذا النهج يجعل الأسرى رافضين لإجراء الاختبارات والعمليات الجراحية الهامة لهم.

وكان النادي قد أفاد بأن مئات الأسرى في سجون الاحتلال خرجوا من الأقسام واعتصموا في ساحات السجون تحت شعار "موحدون في وجه السجان" ومن أجل خليل ورفاقه، في خطوة تصعيدية ضد قوانين إدارة السجون.

وبدأ الأسرى في إطار خطواتهم المستمرة، بحل الهيئات التنظيمية في كل السجون ومن كل الفصائل، الأمر الذي يفرض على إدارة السجون مواجهة الأسرى كأفراد.

وخاض 75 أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابًا مفتوحًا عن الطعام من داخل زنزاناتهم. وجاء ذلك بعدما شرع 40 أسيرًا في الإضراب عن الطعام دعمًا للأسيرين المضربين عن الطعام رائد ريان وخليل عواودة رفضًا لاعتقالهما الإداري.

فعاليات تناصر الأسرى

من ناحيتها، دعت لجنة الطوارئ العليا للأسرى المشكلة من الفصائل كافة، وفي ظل التصعيد من قبل إدارات السجون، الفلسطينيين إلى تكثيف الفعاليات المناصرة للأسرى عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عن أسرى الحرية والخروج إلى نقاط التماس مع الاحتلال في كل المحافظات.

وطالبت حركة حماس المجتمع الدولي بمحاكمة إسرائيل على جرائم التعذيب، التي ترتكبها بحق الأسرى داخل سجونها، في حين شكا نادي الأسير الفلسطيني من تصاعد وتيرة التعذيب الذي تمارسه إسرائيل بحقهم. 

كما دعت المؤسسات المعنية إلى ضرورة بدء حراك على كل المستويات السياسية والحقوقية والإنسانية لفضح جريمة التعذيب، التي تُعد مخالفة لكل القوانين والمواثيق الدولية. 

إلى ذلك، أصدرت 16 منظمة حقوقية إسرائيلية دعوة مشتركة للسلطات في إسرائيل لوقف استخدامها للاعتقالات الإدارية.

وورد في الرسالة الصادرة عن الجمعيات أن عواودة 1 من 671 فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل إداريًا من دون محاكمة في انتهاك للقانون الدولي.

"تلهب الأرض تحت أقدام الاحتلال"

يلفت مدير مركز الحريات والحقوق المدنية حلمي الأعرج، إلى أن إدارات السجون ومن خلفها الحكومة الإسرائيلية كانوا يهدفون من خلال تصعيدهم إلى إخضاع الحركة الأسيرة وإجبارها على التسليم بالإجراءات الإسرائيلية غير المسبوقة.

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من رام الله، أن تلك الإجراءات تستهدف مكانة الحركة الأسيرة وحياتها الداخلية التنظيمية والاعتقالية، وتحويلهم إلى أفراد والتحكم ببرامجهم اليومية، وقد تحوّلت السجون إلى قلاع ثورية من خلال البناء والتعليم والتنظيم والنضال في وجه الإدارة.

وفيما يوضح أن مصلحة السجون تريد أن تجري تغييرات جذرية على كل ذلك، يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية، التي قررت التصعيد بهدف وضع قضية الأسرى في صناديق الاقتراع الإسرائيلية، لمست هذا الصمود والإرادة والتحدي والتصميم والتنفيذ من قبل الحركة الأسيرة.

ومع خطوة كانت الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام المقررة، يلفت إلى أن مصلحة السجون تراجعت.

ويرى أن تلك المصلحة تعرف جيدًا أن الحركة الأسيرة تلهب الأرض تحت أقدام الاحتلال في كل إضراب جماعي بطولي لها، مذكرًا بالهبات الجماهيرية والمسيرات والتصعيد ردًا على الإجراءات الإسرائيلية لحماية الأسرى.

المصادر:
العربي
شارك القصة