الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

"الأكثر تعرضًا للضغوط".. مسلمو ألمانيا يعانون من التمييز والكراهية

"الأكثر تعرضًا للضغوط".. مسلمو ألمانيا يعانون من التمييز والكراهية

Changed

"العربي" يناقش أسباب تفشي الإسلاموفوبيا في ألمانيا (الصورة: غيتي)
يعاني المسلمون في ألمانيا من ضغوط وتمييز وسط عداء علني من اليمين المتطرف وفق ما كشفه تقرير أعدته لجنة مستقلة بتكليف من الحكومة الألمانية.

خلصت لجنة مستقلة ألمانية في تقرير أصدرته، أمس الخميس، إلى أن ما يعانيه مسلمون من تمييز متزايد في المجتمع الألماني يبرّر اتخاذ إجراءات متضافرة لمكافحة الكراهية، والتحيّز ضدّهم.

واعتبرت اللجنة المستقلة التي كلّفتها الحكومة هذه المهمة أن المسلمين "هم إحدى الأقليات الأكثر تعرضًا للضغوط" في ألمانيا، وقد أصدرت توصيات للقادة السياسيين والشرطة والمدرسين، ووسائل الإعلام والقطاعات الترفيهية.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر بعد تلقيها التقرير: إنّ "كثرًا من المسلمين البالغ عددهم 5,5 ملايين في ألمانيا يعانون من التهميش والتمييز في حياتهم اليومية، بما في ذلك الكراهية والعنف".

وشدّدت فيسر على أن الحكومة "ستدرس بشكل مكثف نتائج التقرير وتوصياته" وستعمل على "مكافحة التمييز وحماية المسلمين بشكل أفضل من الاستبعاد".

اليمين والعداء العلني

وأشارت اللجنة المؤلفة من 12 عضوًا إلى بيانات تظهر أن نحو نصف الألمان يقبلون تصريحات مناهضة للمسلمين، ما "يوفر أرضًا خصبة خطيرة" للجماعات المتطرفة.

وبحسب اللجنة حتى المسلمون المولودون في ألمانيا يُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم "أجانب"، كما أن الإسلام غالبًا ما يصوّر على أنه "دين رجعي" والنساء اللواتي يرتدين الحجاب التقليدي، يواجهن "عداء بأشكال دراماتيكية".

في تحليل للثقافة الشعبية، خلص التقرير إلى أن نحو 90% من الأفلام التي شاهدتها اللجنة قدّمت نظرة سلبية عن المسلمين، وغالبًا ما أقامت رابطًا بينهم وبين "هجمات إرهابية وحروب وقمع للنساء".

وأشارت إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف والذي يحظى بنسبة تأييد شعبي تقارب 20% على صعيد البلاد، لديه منصّة حزبية معادية علنًا للإسلام.

توصيات اللجنة

وأوصت اللجنة الحكومة بتأليف فريق عمل لمعالجة التحيّز ضد المسلمين واقامة مركز لمراجعة الشكاوى، كما شددت على وجوب تقديم تدريبات في مراكز الرعاية النهارية، والمدارس ومراكز الشرطة والمكاتب الحكومية ووسائل الإعلام، وشركات الترفيه لمكافحة الصورة السلبية للمسلمين، في حين ينبغي إصلاح الكتب المدرسية والخطط التعليمية.

وأشارت إلى أن الإحصاءات الجنائية بدأت تعطي صورة أكثر دقة للهجمات المناهضة للمسلمين، لكنّها أقرّت بأن كثيرًا منها لا يتم الإبلاغ عنها.

وكان وزير الداخلية السابق هورست زيهوفر قد أطلق اللجنة في العام 2020، بعدما أقدم يميني متطرف على قتل عشرة أشخاص، وأصاب خمسة آخرين بجروح في عملية إطلاق نار معادية للمسلمين في مدينة هاناو في وسط البلاد.

وأثار الهجوم صدمة في البلاد ودفع منظّمات حقوقية إلى التحذير من تنامي الإسلاموفوبيا في ألمانيا.

وتعتبر حوادث التعرض للمسلمين في ألمانيا قديمة جديدة، حيث تتكرر بين الحين والآخر، وقد سبق أن أعلنت الحكومة الألمانية منتصف عام 2022 أنه تم تسجيل نحو 83 جريمة إسلاموفوبيا "رهاب الإسلام"، في البلاد خلال الربع الأول من  العام نفسه. 

وعلى صعيد متصل، أوضح تقرير أعدته مبادرة "برانديليج" (Brandeilig) التابعة لجمعية مناهضة التمييز "فير" (FAIR) أنه تم تسجيل 768 هجومًا على مساجد في ألمانيا بين يناير/ كانون الثاني 2014، ويونيو/ حزيران 2021.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close