Skip to main content
البرامج -

الاتحاد التونسي للشغل يرفض الانتخابات التشريعية.. هل يتراجع سعيّد عن مساره؟

السبت 10 ديسمبر 2022

أعرب الاتحاد العام التونسي للشغل عن رفضه للانتخابات النيابية المقرّرة هذا الشهر، معتبرًا أنها بلا طعم ولا لون، وجاءت وليدة دستور لم يكن تشاركيًا ولا محل إجماع وموافقة الأغلبية، وصيغت على قانون مُسقط احتوى ثغرات وخللا.

فرضت التحركات الاحتجاجية في تونس واقعًا دفع بقواعد الاتحاد العام للشغل إلى الالتحاق بالحراك الشعبي. وقادت نقاباته المركزية والجهوية والمهنية الاحتجاجات بداية من انتفاضة الحوض المنجمي عام 2008، وصولًا إلى إضراب مدينة صفاقص قبل يومين من سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في يناير/ كانون الثاني 2011.

وأنعش نجاح الثورة التونسية دور اتحاد الشغل بالرغم من كل الانتقادات التي طالت مكتبه التنفيذي حينها، والحقبة التي عاشها في ظل حكم بن علي.

ومع تبلور المشهد الجديد، استرجعت منظمة العمال التونسية ما تعدّه فعلًا وطنيًا ودورًا محسومًا يميّز عملها النقابي. وتمكنت من ملء فراغ سياسي فرضه الصراع الأيديولوجي، وعجز الأحزاب عن قيادة المرحلة الانتقالية في البلاد.

وواجه الاتحاد حكومة يوسف الشاهد، بسبب ما اعتبره تجاوزًا للخطوط الحمراء لا سيما خصخصة القطاع العام وشروط صندوق النقد الدولي.

هي الخطوط نفسها التي لامستها حكومة نجلاء بودن، ودفعت بالأمين العام للاتحاد إلى شنّ هجوم على الرئيس التونسي قيس سعيّد، وانتخاباته التشريعية المقبلة.

ويبدو أن الاتحاد الذي أيّد سعيّد في تدابيره الاستثنائية، وأبدى معارضة فاترة له عندما استحوذ على معظم السلطات في البلاد، قد قرّر خوض معركة جديدة، والقطع مع علاقة اتسمت بالتذبذب مع هرم السلطة.

مشهد يجدّد الجدل بشأن انتقادات يواجهها الاتحاد العمالي للشغل من خصومه، أبرزها: ضلوعه بدور سياسي يتجاوز في أحيان كثيرة دور الأحزاب.

تحفّظات وانتقادات

وفي هذا الإطار، أوضح حفيّظ حفيّظ، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، أن الفترة الأخيرة شهدت تطورًا في مواقف الاتحاد، رغم أنه تطور غير جديد لأن المنظمة العمالية لم تقدّم للرئيس التونسي صكًا على بياض منذ اللحظات الأولى لـ25 يوليو 2021.

وقال حفيّظ، في حديث إلى "العربي"، من تونس، إن الاتحاد بقدر ما ثمّن حركة 25 يوليو 2021، إلا أن لديه تحفّظات وانتقادات لها، وأنها خضعت لانعراجات أخطرها عدم الاعتراف بالأحزاب الوطنية.

واعتبر أنه في حال استمرّ الرئيس التونسي في المسارات التي ينتهجها على ما هي عليه، فلن يؤدي ذلك إلا إلى الديكتاتورية، وعقلية المرشد الأعلى الذي لا يجد وساطة بينه وبين شعبه، عقلية الخلفية، عقلية الانفراد بأساليب الحكم وآلياته.

"مسرحية ألغت الأحزاب"

وأوضح أن الاتحاد "ليس بوقًا لرئيس الجمهورية، وفي الوقت ذاته ليس حطبًا لنار المعارضة"، لأنه لا يُمكن أن يكون مع جهة استقوت بالخارج، ومع معارضة ساهمت في انتشار الإرهاب في تونس.

وشدّد على أن الانتخابات المقبلة انتخابات "مسرحية" ألغت الأحزاب، وسقطت في الشعبوية بخطابات الكراهية والتحريض والتشنّج، ما من شأنه أن يُفرز مجلسًا نيابيًا عدائيًا للشعب.

لكن في الوقت نفسه، أكد حفيّظ أن الاتحاد لا يدعو التونسيين إلى مقاطعة الانتخابات، بل إلى ممارسة قناعاتهم، رغم إدراكه أن هذه الانتخابات "صورية ومسرحية".

ورأى أن التونسيين أمام  أيام سوداء، لذلك لا بد من شحذ الهمم لصدّ إمكانية الجنوح نحو الديكتاتورية.

المصادر:
العربي
شارك القصة