البارزاني يطالب بتطبيق الكونفدرالية في العراق.. ما مدى فرص نجاح هذا الطرح؟

دعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني خلال زيارته لبريطانيا، إلى تطبيق نظام الكونفدرالية في العراق، لا سيما أن العراق يرزح تحت أزمات عدة، أبرزها الانسداد السياسي الذي تشهده بسبب فشل الفرقاء في التوصل إلى اتفاق بشأن رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة منذ أشهر.

ويسعى قادة الإقليم إلى استغلال الظروف الدولية الحالية، من خلال تكثيف التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لمعرفة مدى تأييدها للانفصال عن بغداد، بعد فشل تجربة استفتاء سابقة على الكونفدرالية جرت عام 2017.

خطوة صعبة

وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي غانم العابد، أن البارزاني لا يتبنى هذا المشروع بقدر ما يُعدّه رؤية لمعالجة المشاكل في كامل العراق، خاصة أن لا بوادر لأي حلول تلوح في الأفق للأزمة السياسية الحالية.

وقال العابد في حديث إلى "العربي" من إربيل: إن العراق -بالإضافة إلى مشاكله الداخلية- أصبح ساحة صراعات دولية، خصوصًا الصراع التركي الإيراني في محافظة نينوى وقضاء سنجار، فضلًا عن الصراع الأميركي الإيراني.

ولفت إلى أن الدستور العراقي لا يتوافق مع مفهوم الكونفدرالية، التي هي عبارة عن اتحاد مجموعة من دول أعضاء في مجلس الأمن، فالدستور ينص على أن العراق عبارة عن حكومة مركزية وأقاليم ومحافظات.

كما أن الإقليم يحتاج لموافقة جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو ما يصعب تحقيقه خصوصًا مع أزماته الداخلية وتصاعد المخاوف من انهيار أمني وعودة الاحتجاجات، وفق العابد.

وأشار إلى أن تطبيق هذا الطرح قد يتم إذا ما وافق المجتمع الدولي عليه ورأى أنه الحل الأفضل للعراق، بدلاً من الانجرار إلى أزمات أكثر تعقيدًا.